ينتظر الغزيون مرور الأسبوعين المقبلين لرحيل موسم ندرة الطماطم وبعض الخضروات الأخرى، حيث تمر البندورة خلال الأيام الحالية بفترة غلاء.
مختصون أكدوا أن الغلاء لا يقتصر على قطاع غزة فقط، بل متواجد في الضفة المحتلة و(اسرائيل) وجمهورية مصر، مشددين على أن الغلاء ناجم بسبب حالة الطقس وفترة تقلبات الموسم.
ويتراوح سعر كيلو الطماطم في الوقت الحالي بين (5-6) شواقل، في حين أن سعرها الاعتيادي -قبل الغلاء- 2 شيقل للكيلو الواحد.
تذمر من الغلاء
واضطر المواطن جهاد علي لشراء كيلو ونصف من الطماطم فقط بسبب ارتفاع سعرها، رغم عدم كفايتها لأسرته المكونة من تسعة أفراد.
وقال علي الذي قابلته "الرسالة" في سوق الشجاعية بغزة: "لا غنى عن الطماطم ولكن ارتفاع سعرها بشكل جنوني أجبرنا على التخفيف منها، واستعمالها للأهمية فقط دون وضعها على معظم الأكلات كالمعتاد".
وأوضح أن غلاء الطماطم يكون كل عام في مثل هذا التوقيت، متسائلًا عن إجراءات الحكومة لحل مشكلة الارتفاع التي تلازم هذه الخضرة على مدار شهر ونصف كل عام.
ويصف علي الطماطم "بالمجنونة" كونها تكون في أرخص أسعارها في كثير من الأوقات ويُباع الكيلو بأقل من شيقل واحد، وترتفع فجأة ويصل الكيلو لسبعة شواقل وأكثر.
وأشاد بالجودة العالية التي تتمتع فيها الطماطم والخضروات الأخرى المزروعة بالقطاع، مؤكدًا أنها من أفضل أنواع الخضروات على مستوى الوطن العربي، وفق قوله.
ودعا الحكومة والمزارعين لزيادة المساحة المخصصة بزراعة البندورة، لتلاشي ارتفاع سعرها الجنوني وتجنب موسم الندرة في ظل الوضع الاقتصادي الصعب الذي يعصف بالغزيين.
ويرى المواطن أن الغلاء لا يقتصر على الطماطم، وأكد وجود العديد من السلع مرتفعة الثمن واستمرت على المنوال منذ فترة كالزهرة وجميع أنواع الفواكه.
المشكلة في منع التصدير
ومن جهته ذكر مزارع الطماطم حمدي الجرجاوي أن مزارعي القطاع بدأوا قبل فترة وجيزة بزراعة طماطم الحمامات، متوقعا طرحها بالأسواق خلال الفترة القريبة المقبلة.
وقال لـ"الرسالة" إن الطماطم تحتاج لحرارة مرتفعة، عازيا عزوف المزارعين عن زراعتها إلى رخص سعرها معظم أيام السنة، وبيع الكيلو بأقل من شيقل في ظل ضعف التصدير، الأمر الذي يُكبد المزارعين خسائر كبيرة.
وأكد أن البندورة المزروعة في غزة من أجود أنواع البندورة على مستوى العالم، وهذا ما يؤكده خبراء في الزراعة العالمية؛ وفق الجرجاوي.
ويزرع الجرجاوي في مزرعته أيضا البطاطا، ذاكرًا أنها ستُطرح بالأسواق مع بداية شهر ديسمبر/ كانون الأول من العام الجاري، وما يشتريه المواطنين من الأسواق حاليا تم تخزينه في الثلاجات قبل أشهر ويباع الكيلو الواحد للمواطن بسعر 2.5 شيقل.
وللطماطم موسمين، موسم الذروة وموسم الندرة، ونحن حاليا في موسم الندرة، أما في فصل الشتاء فيبلغ المنتج ذروته ويشهد انخفاض ملموس في درجات الحرارة وانخفاض في سعره، وفق قوله.
وعادةً تعتبر الطماطم من الخضروات والسلع الرخيصة الثمن في قطاع غزة، نظرًا لإنتاجها بكميات كبيرة في معظم أوقات السنة وانعدام التصدير.
منع التصدير
بدورها، قررت وزارة الزراعة وقف تصدير البندورة من قطاع غزة للخارج بعد ارتفاع أسعارها في الأسواق المحلية.
وقال مدير عام التسويق والمعابر بالوزارة تحسين السقا في تصريح صحفي، إن القرار جاء نظرا لقلة الانتاج في هذه الفترة، وعدم طرح "بندورة الدفيئات" حتى اللحظة، وحفاظا على المستهلك.
وعزا السقا سبب الارتفاع إلى الانتقال من فصل الصيف إلى الخريف، مشيرا إلى أن المزارع تكون شبه خالية في مرحلة ما بين الفصلين. وأوضح أن الطماطم الحالية من انتاج الزراعة المكشوفة التي تنتج ربع زراعة الحمامات -في اشارة منه لسبب قلة الانتاج-.
وتعتبر الخطة العشرية التي تطبّقها وزارة الزراعة منذ عام 2010 وتستمر حتى عام 2020 أهم أسباب الاكتفاء الذاتي في الخضروات الذي نشهده الأيام الحالية، فيما تؤكد وزارة الزراعة في خطتها أنها ستصل للاكتفاء الذاتي في الفواكه على غرار الخضروات.