قائد الطوفان قائد الطوفان

جريمة بلفور: الوعد الباطل على أرض الحق

​غزة-محمد شاهين

يدخل وعد بلفور قرنه الأول، بعد صدوره في 2 نوفمبر 1917، الذي أفرز احتلال "إسرائيل" لأرض فلسطين التاريخية، وتهجير الفلسطينيين من أرضهم بعد إحلال اليهود مكانهم، الذي قدموا من كل دول العالم لإنشاء وطن قومي لهم.

على مدار القرن الماضي، بقي وزير الخارجية البريطاني (آرثر جميس بلفور) الذي أصدر الوعد آنذاك، الاسم الأكثر إثارة للآلام الفلسطينية التي أفرزت من تداعيات هذا الوعد المشؤوم، فما شهدته القضية "الفلسطينية"، من حروب وهجرة واحتلال واستيطان وسرقة للمقدسات وغيرها.

وبالرغم من أن بريطانيا تعتبر المتسببة في هذا الوعد المشؤوم الذي منح أرضًا بلا شعب لشعب بلا أرض، إلا أن حكوماتها التي تعاقبت منذ إطلاق الوعد، تفتخر بمساهمتها بتأسيس دولة "إسرائيل، وتمضي بالاحتفاء بوعد بلفور الذي فرضته على عصبة الأمم وثبتته ضمن صك الانتداب على فلسطين.

وبعد مضي قرن على بلفور، استطاعت "إسرائيل" السيطرة على قرابة ال 87% من مجموع أرض فلسطين، بعد تصعيد الهجمات الاستيطانية بالضفة والقدس المحتلتين، وتسعى قدر المستطاع على تقليص الوجود الفلسطيني أينما حل، وتزيد من بسط سيطرتها على المقدسات التاريخية، أبرزها المسجد الأقصى والحرم الإبراهيمي.

في المقابل يحاول الفلسطينيون مواجهة هذا الوعد الذي خلق لهم أزمات تاريخية، حرمتهم من أبرز حقوهم المشروعة، وأجبرتهم على العيش تحت وطأة الاحتلال والحروب، بإحياء سلسة من الفعاليات على المستويين الشعبي والدولي والتي تطالب بريطانيا بالاعتذار عن الوعد الظالم الذي أطلقته ومكنت لليهود سرقة دولة لهم.

وفي ذكرى المئوية الأولى للوعد، طالبت حركة حماس بريطانيا بالاعتذار العملي للشعب الفلسطيني، والعمل على عودة اللاجئين الفلسطينيين الذين هجروا عن أرض فلسطين التاريخية موطنهم الأصلي، وتعويضهم عما لحق بهم ودعم حقوقهم في الحرية والاستقلال.

وأكدت الحركة في بيان صحفي وصل "الرسالة" نسخه منه، على أن وعد من لا يملك ومنح من لا يستحق، وعد زائف وسرقة للتاريخ والثقافة والحضارة والحياة، منبهةً إلى أنه قائم على الافتراء والتسلط وإحلال بقوة الاحتلال لا بقوة المنطق والحق.

واعتبرت حماس، تبني تيريزا ماي رئيسة وزراء بريطانيا المتعجرفة للاحتفال بذكرى مرور مائة عام على الوعد المشؤوم دليل استمرار في غيها وتجاهل لحقوق الشعب الفلسطيني وتكثيف لمعاناته وتأييد لما يمارس ضده من جرائم واضطهاد وتشريد.

ومن جانبها، أعلنت حركة فتح الاثنين الماضي عن سلسلة فعاليات منددة لذكرى المئوية لوعد بلفور، التي تطالب بريطانيا بالاعتذار والتراجع عن هذا الوعد المشؤوم، الذي يعتبر جريمة وكان أداة للنكبة الفلسطينية عام 1948م.

ورفضت فتح تصريحات رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي التي أعلنت فيها أن بلادها ستحتفل بمئوية وعد "بلفور" الذي مهد لإقامة دولة إسرائيل، وفخرها بمساعدة بريطانيا في إنشاء دولة لكيان الاحتلال "الإسرائيلي".

واعتبرت جبهة النضال الشعبي الفلسطيني رفض الحكومة البريطانية الاعتذار عن " وعد بلفور " وما ترتب عليه من أوضاع مأساوية يعيشها الشعب الفلسطيني منذ مئة عام، بمثابة تشجيعٍ للاحتلال، وتأكيد بريطاني جديد على أنها تشارك دولة الاحتلال تبعات الوعد المشؤوم كافة.

من جانبها شددت الجبهة الشعبية على أن بريطانيا يجب أن تقف عند مسئوليتها التاريخية والأخلاقية، وأن تعتذر للشعب الفلسطيني لما تسببت له من مأساة كان ثمنها التشرد والتهجر إلى أصقاع الدنيا كافة.

واعتبرت حركة الجهاد الإسلامي رفض بريطانيا تقديم اعتذارها للشعب الفلسطيني عن وعد بلفور، إصرارًا على جريمتها ضد الشعب الفلسطيني".

وطالب أحمد المدلل، القيادي في الحركة، خلال تصريح صحفي، تقديم بريطانيا للمحاكمة الدولية، على ما اقترفته من انتهاكات لحقوق الفلسطينيين، موضحاً أنه ما زال الشعب الفلسطيني يعيش آثار ذلك الوعد من حصار، وتدمير، وتشريد وتهجير، واستيطان، وتهويد، وحروب، الآلام لا زالت مستمرة، جازماً ان بريطانيا "شريكة إسرائيل في الجرائم المرتكبة ضد الشعب الفلسطيني".

البث المباشر