استنكرت مؤسسات إسلامية وحقوقية وعلماء إدراج دول حصار قطر الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين والمجلس الإسلامي العالمي و11 فردا؛ إلى ما سمتها قوائم الإرهاب المحظورة لديها.
وقالت منظمة "إفدي" الدولية لحقوق الإنسان -في بيان- إن ما تسميه دول الحصار (السعودية، والإمارات، والبحرين، ومصر) "قائمة الإرهاب" الجديدة ليس لها أساس قانوني، مضيفة أنه لا يحق لهذه الدول أن تكون خصما وقاضيا في الوقت نفسه.
وأبدت المنظمة استغرابها من المعايير التي استندت إليها دول الحصار لإدراج هيئات وشخصيات وأفراد في القائمة، مطالبة "بموافاتها بكل ما يفيد تورط هذه الشخصيات والمؤسسات في أعمال إرهابية، وإلا فإن دول الحصار ستتعرض للمتابعات القانونية لرد الاعتبار إلى المتضررين ممن مُست سمعتهم".
من جهته، استنكر المجلس الإسلامي العالمي (هيئة غير حكومية مقرها الدوحة) إدراجه في لائحة الكيانات الإرهابية من طرف دول الحصار، مؤكدا أن أدبياته ترفض الإرهاب جملة وتفصيلا.
وأضاف المجلس -في بيان- أن له جهودا عملية تدفع نحو ترسيخ الوسطية التي يتمتع بها أهل السنة والجماعة، مستغربا من المعايير والمعطيات التي بني عليها بيان دول الحصار.
وأعرب عن "أسفه مما وصلت إليه الحالة الإسلامية والخليجية من تدهور في العلاقات وخلط للأوراق ورمي للتهم بسبب الخلافات السياسية".
وأكد المجلس أنه لا يملك ارتباطا تنظيميا أو فكريا بأي تنظيمات أو أحزاب أو دول، مشددا على أنه مجلس إسلامي سني مستقل لا يحمل أي تصنيفات حزبية أو سياسية، بحسب البيان.
بدوره، قال الشيخ أحمد الريسوني نائب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين إن إدراج الاتحاد في قوائم الإرهاب ليس له مصداقية قانونية أو سياسية، معتبرا أن الخطوة "ضرب من العبث والأفعال التي لا معنى لها".
وأوضح الريسوني أن القرار لا يحمل أي جديد لأن الدول المحاصرة لقطر سبق أن أدرجت رئيس الاتحاد الشيخ يوسف القرضاوي ضمن قوائم الإرهاب لديها، فضلا عن أنه محكوم عليه بالإعدام غيابيا في مصر. واستطرد أن الإمارات سبق أن أدرجت الاتحاد في قائمة للإرهاب قبل ثلاث سنوات.
واعتبر أن "دول الحصار تتعامل مع الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين على أساس أنه عدو وأكثر من أي عدو آخر، بل إنها في الأصل لا تتعامل معه"، مشيرا إلى أن "تصنيف الاتحاد في قوائم الإرهاب تأكيد على صحة خطه وصلابة مواقفه".
من جانبه، قال عضو مجلس أمناء الاتحاد الشيخ محمد الحسن ولد الددو إن تصنيفه كمنظمة إرهابية لن يؤثر على عمله أو مصداقيته.
وأوضح الشيخ في مقابلة مع الجزيرة أن اتحاد علماء المسلمين لم يتفاجأ بهذا التصنيف لأن تنظيم الدولة الإسلامية سبق أن اعتبر الاتحاد منظمة إرهابية، وقال "هم (دول حصار قطر) بذلك يقتدون بداعش (تنظيم الدولة) في هذا التصنيف".
كما أوضح أن بعض دول الحصار سبق لها أن كرمت رئيس الاتحاد، وستكرمه مرة ثانية إذا عادت إلى رشدها، داعيا السعودية والإمارات وكل الدول التي تعتقل العلماء والدعاة "الصادقين" إلى الإفراج عنهم لأنهم معروفون بالاعتدال والوسطية، ووقفوا في وجه الإرهاب في العالم كله.
وكانت دول حصار قطر قد أعلنت أمس الخميس إضافة الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين والمجلس الإسلامي العالمي و11 فردا؛ إلى ما سمتها قوائم الإرهاب المحظورة لديها.
وقال بيان لدول الحصار إن الكيانين المدرجين "مؤسستان إرهابيتان تعملان على ترويج الإرهاب عبر استغلال الخطاب الإسلامي". وأضاف أن "الأفراد المدرجين على القائمة نفذوا عمليات إرهابية مختلفة، نالوا خلالها دعما قطريا مباشرا على مستويات مختلفة".