قائد الطوفان قائد الطوفان

تحليل: مرونة حماس دليل نضجها وفتح تربك المصالحة

المصالحة بين حركتي فتح وحماس
المصالحة بين حركتي فتح وحماس

الرسالة نت – مها شهوان

رغم المعيقات والتصريحات التوتيرية التي تخرج من قيادات فتحاوية لإرباك المصالحة، إلا أن حركة حماس تصر على تخطي العقبات التي تضعها حركة فتح للخروج بحل الملفات العالقة بعيداً عن المناكفات الاعلامية.

في الأيام الأخيرة كانت الأوضاع مستفزة بشكل كبير، لاسيما بعد خروج قيادات فتحاوية تحاول إفشال المصالحة بما تصرح به، لكن حماس تبتعد عن ذلك وتحاول جرها إلى المصالحة من خلال المرونة التي تقدمها بالتعامل معها.

ولا تعتبر حركة حماس المرونة التي تقدمها لحركة فتح تنازلاً، بل مرونة عالية من أجل نجاح المصالحة وفق قول خليل الحية عضو المكتب السياسي لحركة حماس خلال مؤتمر صحفي عقد في مدينة غزة.

وقال: "لسنا نادمين على ما فعلناه بل سنواصل الطريق على نفس المنهاج، والجهد المصري ما زال متواصل معنا".

إرباك المصالحة

ووفق الرؤية السياسية، فإن حركة حماس تدرك جيدا أن لا وجود لأفق سياسي أو تسوية أو مقاومة بدون وحدة وطنية، لاسيما وأن "إسرائيل" استفادت كثيرا طيلة سنوات الانقسام.

حركة حماس، تؤكد دوما على عدم عودتها إلى السجال الاعلامي من أجل تحقيق المصالحة الفلسطينية، لكن تصريحات قيادات فتحاوية مسئولة بلغت ذروتها في الأيام الأخيرة لزعزعة الثقة بالمصالحة.

وكذلك الفصائل الفلسطينية التي شاركت في حوارات القاهرة ترى أن من يعرقل المصالحة وملفاتها هو السلطة، بينما على أرض الواقع "حماس" سلمت الوزارات والمعابر دون أي إشكالية.

وفي هذا السياق، يقول مصطفى الصواف المحلل السياسي:" لايزال الخطاب الاعلامي لحركة حماس إيجابي، ولن يهبط إلى مستوى ما يصرح به مسئولين في حركة فتح، لاسيما وأن حماس ناضجة ولن تنجر لمربع المناكفات السياسية والاعلامية".

ويؤكد على أن الخطاب الأخير لحركة حماس الذي أعلنه الحية، يؤكد موقف حركته الايجابي ومضيها في المصالحة، ليس من باب الضعف بل حرصا على المشروع الوطني، داعيا حركة فتح إلى تجنب الخطاب الاعلامي السوداوي والعودة إلى مصلحة الشعب العليا، وإنهاء ملف الانقسام لتحقيق جميع ملفات المصالحة.

ووفق رؤية الصواف السياسية خلال حديثه "للرسالة"، فإن حركة فتح تتلكأ لإفشال المصالحة وذلك لأهداف غير واضحة.

وعن حد المرونة الذي ستقدمه حماس لإنجاح المصالحة يرى أنها ستقدم الكثير لكن بما لا يضر القضايا المفصلية كالموظفين والملف الأمني، لافتا إلى وجود مؤشرات ايجابية تقدمها الحركة لكن السلطة لا تريد ذلك لعدم قبولها بمبدأ الشراكة.

ضغوط عربية ودولية 

وبذات السياق، يرى القيادي في الجبهة الشعبية زاهر الششتري أنّ التصريحات التوتيرية التي تخرج من قيادات فتحاوية تأتي في سياق محاولات إرباك المصالحة، مشددًا على ضرورة لجم كل الأصوات الداعية لتخريب المصالحة وتعكير أجواءها.

وقال الششتري في تصريح خاص بـ"الرسالة": إنّ الضغوط العربية والدولية التي يتذرع بها البعض للتهرب من المصالحة أمر غير مقبول، ويجب النأي عنها وعلى الرئيس محمود عباس وفريقه عدم التعامل معها إطلاقاً"، داعيا إلى ضرورة عقد الإطار الوطني الموحد لمواجهة كل الضغوط التي تقف في وجه المصالحة وعدم الرضوخ لها.

وتجدر الاشارة إلى أن الفصائل الفلسطينية جاءت بأوراق ومداخلات عن ملفات المصالحة كافة عدا حركة فتح كان موقفها أن يجري الحديث عن استلام الحكومة فقط، كما وخرجت جميع الفصائل من حوارات القاهرة بنصوص واضحة ومواقف محددة في ملف استلام الحكومة، وحماس بادرت بتقديم كل التسهيلات بدءً بحل اللجنة الإدارية إلى تسليم المعابر.

كما أنه في اليومين الاخيرين صدر عن عدد من أعضاء اللجنة المركزية لحركة فتح تصريحات توتيريه، طالبوا فيها بسحب سلاح المقاومة وشنوا هجوما على حركة حماس في محاولة لإرباك المصالحة الفلسطينية.

البث المباشر