بيتلهيم تيلاهون، سيدة أعمال إثيوبية، لفتت الانتباه وشغلت الكثيرين، بعد نجاحها في تطوّير عملها من مصنع أحذية تقليدية إلى شركة عالمية، ساهمت في توفير فرص عمل للشباب، وحياة أفضل لأبناء مجتمعها.
تحولت تجربتها إلى قصة نجاح وصعود، حيث بدأت بتصنيع الأحذية من إطارات السيارات القديمة بعد تدويرها، بصورة جذابة وصحية، في قلب أحد الأحياء الفقيرة بالعاصمة أديس أبابا، لتصبح منتجًا للأحذية العالمية صديقة البيئة.
"نحن لسنا شركة لبيع منتج وإنما قصة شعب"، بهذه العبارة استهلت سيدة الأعمال الإثيوبية، تيلاهون (37 عامًا)، حديثها للأناضول أثناء مقابلة داخل أحد متاجرها المزينة بأنواع من صناعاتها وسط أديس أبابا.
وقالت: "أنا اليوم بصدد سرد تجربتي كإنسانة تألمت من واقع مجتمعها، أكثر منها قصة شركة، ومصنع تدر لي أرباحًا".
وأضافت: "نحن هنا لسنا شركة لبيع منتج بل قصة شعب واجه الكثير من المعاناة بسبب الفقر، وهكذا بدأت أفكر في إخراج مجتمعي من الفقر والعوز".
وأوضحت أن اختيارها لاسم الشركة "سول ريبلز"، كان الهدف منه تحقيق رؤيتها الإبداعية، وتأكيد قدرتها على إيجاد فرص حياة لمجتمعها، وضرورة الاستمرار بصورة أوسع.
ولفتت إلى أن فكرتها انطلقت من خلال تألمها لواقع سكان حي "زينبوك" جنوب العاصمة، الذي ولدت به، بعد أنا استفزها واقع العديد من أبناء الحي العاطلين عن العمل برغم امتلاكهم للمعرفة والمهارات الحرفية التقليدية.
وتابعت: بعد أن أنهيت دراستي الثانوية، بدأت أفكر في طرق تحويل المهارات الإبداعية للحرفيين من أبناء حي "زينبوك"، وكيفية الاستفادة من المواد المتاحة، وخلق فرص عمل لهؤلاء الشباب.
وزادت: من هنا انطلقت الفكرة بالعمل على تدوير إطارات العربات بجانب مواد محلية أخرى، لتصنيع منتجات مزينة بتصاميم مختلفة لافتة للنظر من إبداعات الحرفيين التقليديين.
وأردفت: فكرة تصنيع الأحذية من إطارات السيارات فكرة قديمة متجددة قمنا بتطويرها، وأخذت الفكرة تتسع، والمدخلات من المخلفات تزداد يومًا بعد يوم.
وأشارت إلى أن الشركة بدأت قبل 13 عامًا، بخمسة أشخاص، وبأموال محدودة، فيما وصل عدد الموظفين اليوم أكثر من 200، وستقوم بتوظيف مثلهم بفضل توسع أعمالها.
ومضت بالقول: "عندما بدأنا في الدخول إلى السوق العالمية، رُفضت بعض منتجاتنا، وسخر منا الكثيرون، وتساءلوا كيف تأتي لمطعم وأنت بحذاء مصنوع من الإطارات"، ولفتت إلى أنها ما زالت تتذكر تلك الأيام.
واستدركت: "لكن اليوم أصبحت شركتنا تمتلك العلامة التجارية العالمية للأحذية الإفريقية، وتوزع منتجاتها في اليابان وسنغافورة وتايوان والولايات المتحدة واليونان وسويسرا وأستراليا وإسبانيا، والطلب العالمي المتزايد دفعنا لافتتاح مراكز توزيع في عدد من الدول".
ووفقًا لمؤسسة الشركة، بدأت شركة "سول ريبلز" (soleRebels) عام 2004، بمصنع صغير لإنتاج نماذج مختلفة من الأحذية والصنادل المسطحة للرجال والنساء، لتصبح شركة توزع منتجاتها من الأحذية في أكثر من 50 بلدًا، من خلال منافذ البيع بالإجمالي والقطاعي، تلبية للطلب العالمي المتزايد.
ونالت تلاهون، العديد من الجوائز في مجال عملها، وتم اختيارها ضمن أفضل 100 شخصية نسائية من شركة "فوربس" عام 2012، وهي شركة لوسائل الإعلام العالمية يرتكز دورها على الأعمال التجارية والاستثمار.
واختتمت سيدة الأعمال الإثيوبية حديثها بالقول: "نحن نشجع الطلب المحلي، حيث كان معظم زبائننا محليين بأديس أبابا، وبعض السواح، و55% من المستهلكين من السكان المحليين".
ووفقًا لـ"معهد الجلود ومنتجاته" بإثيوبيا، (حكومي)، بلغت صادرات الأحذية بإثيوبيا في عامي 2015-2016 39 مليون دولار.
وقال برهانو سيجيبو، المتحدث باسم المعهد للأناضول، إن شركة "سول ريبلز"، تمثل عملًا مميزًا في صناعة الأحذية وابتكار عملية التصنيع، وستشارك في عائدات التصدير قريبًا، ونحن ندعم هذه الشركة لدورها الرئد في العمل المحلي.