أكدّ عضو اللجنة المركزية لحركة فتح محمد اشتيه، ضرورة إخراج المفاوضات من العقل الفلسطيني، معتبرًا أن اتفاق أوسلو انتهى كما أنّ ما يسمى بصفقة القرن لم يعد لها وجود، بعد إخراج القدس من معادلة الصراع.
وقال اشتيه في حديث خاص بـ"الرسالة": "المفاوضات يجب أن تتوقف بشكل نهائي"، داعياً إلى ضرورة إجراء "مراجعة جدية" لاتفاق أوسلو الذي "لم يتبق له منه سوى جمع أموال المقاصة نهاية كل شهر"، معتبرا ان أوسلو انتهت "وأي اتفاق مستقبلي لا قيمة له إن كانت القدس خارج السياق الفلسطيني".
ولفت اشتيه إلى أن المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية متوقفة منذ شهر مارس من العام 2013، و"منذ ذلك الوقت لا يوجد أي مفاوضات مشتركة؛ لأن (إسرائيل) لا تريد أي مفاوضات جدية، وإنما ارادتها غطاءً لتمرير سياسات الضم".
وذكر أن مراجعة أوسلو مسؤولية تقع على عاتق "منظمة التحرير" لا السلطة التي تحولت إلى أداة تنفيذية "تجمع الضرائب نهاية الشهر"، معتبرًا صمت بعض الأطراف "ليس بريئًا"، مؤكدًا أن "صفقة القرن انتهت ولم يعد لها أي إمكانية خاصة بعد إخراج القدس من المعادلة".
وأضاف: "لا يمكن القبول بعاصمة في شعفاط أو أبو ديس، وإنما نريد القدس وفي القلب منها البلدة القديمة"، وتابع "الولايات المتحدة لم تعد وسيطاً، وهي لم تكن نزيهة على مدار السنوات الماضية، بل اليوم هي جزء من المشكلة لا الحلّ".
وعن الخطوة التالية للسلطة، قال: "الخطوة الأولى إخراج أميركا من الوساطة... نريد من أوروبا والصين وروسيا والبرازيل والهند أن تشكل ائتلافاً لدعمنا".
ودعا للتوافق على رؤية فلسطينية جديدة بعد انهيار خيار حل الدولتين، مضيفًا: "إن كانت (إسرائيل) لا تريد أن تفرق بين معاليه ادوميم وتل أبيب، فعلينا أن لا نميز بين رام الله ويافا"، وفق قوله.
وأضاف اشتيه: "قرار ترامب أعاد الصراع على فلسطين لمربعه الأول وأخرجه من آلياته المعهودة"، مؤكدًا أنّ القرار سيخرج الصراع من آلياته المعهودة التي كانت محصورة بالمطالبة بدولة على حدود الـ67.
صمت بعض الاطراف العربية عن القدس ليس بريئًا
وأوضح أن "واشنطن تنطلق في تعاملها مع القضية الفلسطينية على أساس الواقع، "هي اعترفت بالقدس عاصمة للكيان بذريعة أنها مقر لمؤسساته الحكومية، وقد تعترف غدًا بضم الضفة على أساس وجود المستوطنات وسكن 700 ألف مستوطن فيها".
وقال القيادي في فتح: "إن الحل السياسي بمنظور ترامب يتمثل في ترسيخ الاحتلال والضم، وعليه فإن كان هذا هو المنظور، فعلينا أن نعود لما قبل الاعتراف بـ(إسرائيل) واعتبار الأرض الفلسطينية وحدة واحدة".
وذكر أنه لا يمكن بقاء التعامل على ان الضفة هي ارض الدولة الفلسطينية، في وقت باتت (إسرائيل) تسيطر عليها ككتلة واحدة، لافتاً إلى ضرورة عقد المجلس المركزي كونه صاحب الولاية على السلطة، مشيرا الى انه سيتم توزيع دعوات لحركتي حماس والجهاد للحضور "بدون الخوض في تفاصيل مكان انعقاده".
وأفاد أن المجلس المركزي هو المسؤول عن مراجعة البرنامج السياسي، مؤكدًا ضرورة أن يتحول دور السلطة من "تقديم الخدمات التي يمكن أن تقوم بها البلديات"، إلى رافعة لمشروع التحرير الوطني.
وشدد على ضرورة ارتكاز الاستراتيجية الوطنية الفلسطينية الجديدة على تعزيز صمود الناس وخاصة في القدس، لا سيما وأن هناك قوانين تقر لتهجير سكان المدينة.
وعن إمكانية تبني خيار المقاومة المسلحة، أجاب اشتيه: "هذه خيارات تناقش في المؤسسة الفلسطينية تحت قبة المجلس المركزي، وهو مطالب بتوحيد الأدوات والوصول إلى رؤية واستراتيجية على الطاولة".
ورأى اشتيه أن اتفاق أوسلو جعل من مدينة القدس قضية تفاوضية، "وجعلها ضمن قضايا الحل النهائي إضافة للحدود"، معتبرا قرار ترامب خرقاً للاتفاقات التي وقعها، "وحسم نهائي بأن القدس هي مدينة إسرائيلية، وهذا يشكل خرقا لأوسلو".