تسلمت الجمعية العامة للأمم المتحدة طلبا من المجموعة العربية لعقد جلسة طارئة لاعتماد قرار ملزم يستهدف إبطال الإجراءات الأميركية القاضية باعتبار القدس المحتلة عاصمة لإسرائيل، ويأتي هذا التحرك بعد إحباط واشنطن مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي يرفض المساس بوضع المدينة.
وأكد رئيس الجمعية العامة ميروسلاف لايتشاك مساء أمس الاثنين تسلم الطلب، وقال إنه سيدعو إلى اجتماع في أقرب وقت ممكن. وتوقع السفير الفلسطيني لدى الأمم المتحدة رياض منصور عقد الجلسة الطارئة غدا الأربعاء أو بعد غد الخميس، وقال إن الطلب سُلم أيضا باسم منظمة التعاون الإسلامي ومجموعة عدم الانحياز.
وأضاف منصور أن الطلب نصّ على أن يكون الاجتماع الطارئ وفقا لمبدأ "متحدون من أجل السلام"، في إشارة إلى قرار الجمعية العامة رقم 377 الذي يعطي قرارات الجمعية العامة صبغة إلزامية لجميع أعضاء المنظمة، بما في ذلك أعضاء مجلس الأمن الدائمين.
وكان وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي قال إن الفلسطينيين سيدعون إلى اجتماع طارئ للجمعية العامة للأمم المتحدة بعد الفيتو الأميركي بمجلس الأمن، وأضاف أن الدول الأعضاء ستطالب بتأييد القرار نفسه، المقدم لمجلس الأمن، الذي حاربته أميركا.
واستخدمت الولايات المتحدة حق النقض ضد مشروع قرار صاغته مصر بطلب فلسطيني يرفض إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب اعتبار القدس المحتلة عاصمة لإسرائيل ونقل سفارة بلاده إليها من تل أبيب، وذلك رغم أن المشروع حصل على تأييد 14 من الأعضاء الـ15 في المجلس.
ووصفت الرئاسة الفلسطينية الفيتو الأميركي بأنه "استهتار" بالمجتمع الدولي، وقال الناطق باسمها إن هذا الفيتو مدان وغير مقبول ويهدد استقرار المجتمع الدولي.
وكان الرئيس محمود عباس قال -في مستهل اجتماع موسع في رام الله لتحديد التحركات القادمة على ضوء القرار الأميركي بشأن القدس-إن الجانب الفلسطيني سيعمل فورا على الانضمام إلى 22 منظمة دولية تابعة للأمم المتحدة، كما سيعمل على الانضمام أسبوعيا لعدد أكبر من المنظمات والمعاهدات الدولية.
وأضاف عباس أن الفلسطينيين مصممون على التوجه إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة للحصول على العضوية الكاملة، وشدد على أن القيادة الفلسطينية ستتخذ إجراءات سياسية ودبلوماسية ضد قرار ترمب.
من جهته، أعلن المجلس الثوري لحركة فتح تشكيل قيادة عمل ميداني لوضع كافة قرارات القيادة الفلسطينية موضع التنفيذ وفق متطلبات وتطورات المرحلة، ودعا المجلس -في بيان صدر مساء أمس عقب اجتماعه برام الله-إلى تشكيل اللجان القيادية في كافة الأراضي الفلسطينية لقيادة المقاومة الشعبية في وجه الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنيه.
كما اعتبر بيان ثوري فتح الولايات المتحدة شريكا أساسيا لإسرائيل في اضطهاد الشعب الفلسطيني، محذّرا من المحاولات الأميركية الإسرائيلية الهادفة إلى اختراق الموقف السياسي الفلسطيني عبر لقاءات وصفها البيان "بالمشبوهة".