اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة بالأغلبية الساحقة قرارا يرفض أي تغيير في وضع القدس القانوني، ويدعو الولايات المتحدة إلى سحب اعترافها بالمدينة المقدسة عاصمة لإسرائيل؛ فيما وجهت واشنطن دعوة للدول التي صوتت بـ"لا" أو امتنعت عن التصويت أو لم تصوّت، لحضور حفل استقبال مطلع العام الجديد.
وصوتت 128 دولة لصالح القرار من مجموع 193 دولة في الجمعية العامة، بينما صوتت تسع دول ضده هي: الولايات المتحدة وإسرائيل وتوغو وغواتيمالا وهندوراس وجزر مارشال وميكرونيزيا وبالاو وناورو، وتحفظت 35 دولة منها: كندا وأستراليا والمكسيك والأرجنتين وبولندا والمجر، وغابت 21 دولة عن الاجتماع.
ووجدت واشنطن نفسها معزولة على الساحة العالمية مع تصويت الكثير من حلفائها الغربيين والعرب لصالح القرار، ومن بين تلك الدول الحليفة مصر والأردن والعراق، وهي دول تتلقى مساعدات ضخمة عسكرية أو اقتصادية منها، لكن التهديد الأميركي بقطع المساعدات لم يحدد دولة بعينها.
ويؤكد القرار الذي قدمته اليمن وتركيا بالنيابة عن المجموعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، أن أي قرار أو إجراء يفضي إلى تغيير وضع مدينة القدس لاغ وباطل، ويدعو إلى تكثيف الجهود الدولية لتحقيق السلام الشامل والعادل والدائم في الشرق الأوسط، كما يطالب جميع الدول بالامتناع عن إنشاء بعثات دبلوماسية في القدس.
وفي الكلمات التي سبقت التصويت، قال وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي إن القدس مفتاح السلام في الشرق الأوسط، وإن القرار الأميركي بشأنها لن يؤثر على مكانة القدس القانونية بل على مكانة واشنطن كوسيط لعملية السلام.
وقال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إن التصويت على قرار الجمعية العامة مهم، لأنه يُعلِم الفلسطينيين بأنهم ليسوا وحدهم. وانتقد التهديدات الأميركية لمن يصوت لصالح القرار قائلا إن "التنمر" الأميركي غير مقبول.
لغة التهديد مستمرة
أما السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة نيكي هيلي فكررت تهديداتها للدول المؤيدة للقرار، وقالت "ستتذكر الولايات المتحدة هذا اليوم الذي عُزلت فيه وهوجمت في الجمعية بسبب ممارستنا حقنا كدولة ذات سيادة".
وأضافت "سنتذكره حين يطلبون منا مجددا دفع أكبر مساهمة مالية في الأمم المتحدة، وسنتذكره حين تطلب منا دول عدة -كما تفعل دائما- دفع المزيد واستخدام نفوذنا لصالحها".
وقد غادرت هيلي الجلسة عقب كلمة السفير الإسرائيلي الذي قال إن من يدعم مشروع القرار "مجرد دمى".
ووفقا لدعوة اطلعت عليها رويترز، طلبت هيلي في وقت لاحق من الدول الـ64 التي صوتت بلا أو امتنعت عن التصويت أو لم تصوت؛ حضور حفل استقبال في الثالث من يناير/كانون الثاني: "لشكركم على صداقتكم للولايات المتحدة".
وقد انعقدت هذه الجلسة الطارئة للجمعية العامة وفقا للقرار 377 لعام 1950 المعروف بقرار "متحدون من أجل السلام"، وهو يمثل آلية بديلة في الحالات التي يفشل فيها مجلس الأمن في تحقيق إجماع بين الدول الخمس الدائمة العضوية بشأن قضايا تهدد السلم والأمن الدوليين.
ولجأت الدول العربية والإسلامية إلى هذه الآلية بعدما استخدمت الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) في جلسة مجلس الأمن الاثنين الماضي، بشأن قرار لحماية القدس كانت مصر قدمته بطلب من الفلسطينيين.
الجزيرة