اتهمت الأمم المتحدة التحالف العربي بقتل عشرات المدنيين في غارات شنها بـاليمن في يوم واحد، ووصفت في بيان الحرب هناك بالعبثية، ورفض التحالف البيان واعتبره منحازا للحوثيين.
فقد وثق منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن جيمي ماكغولدريك في بيان نشره أمس الخميس مقتل 68 مدنيا على الأقل بينهم أطفال في هجمات شنها التحالف -الذي تقوده السعودية- الثلاثاء الماضي على كل من تعز والحديدة وصنعاء.
وذكر البيان أن 54 من القتلى بينهم ثمانية أطفال سقطوا في منطقة الحيمة بمديرية التعزية في مدينة تعز (جنوب غرب)، في حين قتل 14 مدنيا في غارات على منطقة التحيتا في محافظة الحديدة (غرب).
وأشار المسؤول الأممي إلى أن غارات التحالف أوقعت في الجملة في الأيام العشرة الماضية 109 قتلى من المدنيين. ووصف البيان الأممي الحرب في اليمن بالعبثية، وقال إن ما يتعرض له المدنيون اليمنيون من معاناة وعقاب يفوق كل وصف.
واعتبر البيان أن الغارات الأخيرة الدامية "تثبت الاستخفاف التام بالحياة الإنسانية الذي استمر كل الأطراف، بما في ذلك التحالف بقيادة السعودية، في إظهاره في هذه الحرب غير العقلانية التي لم تسفر إلا عن دمار البلد ومعاناة هائلة لشعبه الذي يعاقب في إطار حملة عسكرية لا طائل منها ينفذها الطرفان".
رد التحالف
في المقابل، أعرب المتحدث باسم التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن تركي المالكي عن أسفه لما ورد في بيان المنسق الأممي، ووصفه بأنه منحاز لمليشيا الحوثي.
وقال المالكي في بيان نشرته أمس وكالة الأنباء السعودية إن ماكغولدريك تعمد تسميتها بسلطات الأمر الواقع في مخالفة لقرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة.
وأضاف أن "بيان ماكغولدريك يثبت تسييس العمل الإنساني الموكل إليه متجاهلا ما تقوم به مليشيا الحوثي من جرائم"، وأكد أن التحالف ملتزم بتطبيق مواد القانون الدولي الإنساني في اليمن خاصة ما يتعلق بحماية المدنيين.
واعتبر المالكي أن هذا الموقف الأممي "المنحاز" يؤكد الحاجة إلى أن تراجع الأمم المتحدة آلية العمل الإنساني وكفاءة موظفيها العاملين في اليمن ومراقبة أدائهم.
وكان المتحدث قال أول أمس الأربعاء في مؤتمر صحفي بالرياض إن التحالف يستخدم أعلى المعايير في عملياته العسكرية باليمن بما يتوافق مع القانون الدولي الإنساني.