د. بسام أبو ناصر -أخصائي أمراض باطنية وصدرية
كثيرة هي المشاكل الصحية التي تعاني منها الفتيات والنساء وخصوصا في الفترات العمرية المبكرة، والمتوسطة، وانا هنا اعني المشاكل الصحية العامة المنتشرة، مثل مغص الحيض، وآلام الظهر، والافرازات المهبلية، والالتهابات المهبلية وغيرها.
فما هي الالتهابات المهبلية؟
الالتهابات المهبلية هي عبارة عن مجموعة من الأعراض المتجمعة سوية، وتتمثل كلها بالإفرازات المختلفة في السبب والشكل والرائحة واللون، إلا أنها كلها تشترك في شيء موحد، ألا وهو: الإفرازات المرضية والحكة أو الألم الموضعي.
ومهما كانت الاسباب، فإنها تشترك جميعا في تغيير التوازن السليم للجراثيم والبكتيريا داخل المهبل.
أنواعها
أولا: التهاب المهبل البكتيري:
في تجويف المهبل تعيش مجموعة من البكتيريا النافعة وتقابلها مجموعة أخرى ضارة، لكن في توازن وتكامل، كل ذلك ليبقى المهبل محافظا على ليونته ومناعته الطبيعية، ولكن أحيانا يحدث اضطراب في التوازن الطبيعي للجراثيم داخل المهبل فتنمو البكتيريا الضارة نموا سريعا على حساب نقص في البكتيريا النافعة، فتبدأ النساء او الفتيات في الشعور بالالتهابات.
ثانيا: العدوى الفِطْرية:
وهي التي تنتج عن زيادة تكاثر فطريات مجهرية، تدعى الفطريات (المُبيّضة (عند حدوث تغييرات في البيئة الطبيعية للمَهْبِل، خصوصا عند من يتعاطين المضادات الحيوية بكثرة، وبدون أي ارشادات طبية أو من يستخدمن المعطرات ومزيل الرائحة في الاماكن التناسلية، أو من يستخدمن الصابون عند الاستحمام، واستخدام موانع الحمل، أو بسبب التغييرات الهرمونية كتلك التي تحدث وقت الحمل عند مرضى السكري.
ملاحظة هامة: إن ارتداء الملابس الضيقة يجعل الفتيات والنساء أكثر عرضة للإصابة بعدوى الفطريات بشكل غير مباشر وذلك بسبب انقطاع التنفس الطبيعي حول الجسم وزيادة نسبة التعرق والتخمر في ثنايات الجسم وخصوصا المهبل.
ثالتا: عدوى الطفيليات الجنسية:
هذا النوع من الالتهابات يحدث كمرض جنسي ناجم عن طفيلي مجهري أُحادي الخلية، يدعى المُشَعَّرَة المَهْبِلِيَّة، وهي تنتقل بالعدوى إما بالاتصال الجنسي أو بلبس ملابس داخلية ملوثة بالمسبب.
ملاحظة: " إن الرجال المصابين بهذا الطفيلي لا تظهر عليهم غالبا أعراض، ولكن لدى المرأة تظهر أعراض التهاب المَهْبِل"
رابعا: التهابات المهبل الضموري:
وهو من أنواع التهابات المَهْبِل الناجمة عن انخفاض مستوى هرمون "الأستروجين" في مرحلة انقطاع الدورة الشهرية بما يُعرف عند العامة "بسن اليأس"، حيث يصبح الغشاء المُخاطي للمهبل دقيقا وجافا، مما يسبب الشعور بالحكة ومن ثم الالتهابات وخروج الافرازات.
الاعراض العامة:
1. تبدأ إفرازات مائية ومن ثم بيضاء كالحليب ومن ثم تتحول الى لزجة، ومن ثم إفرازات تشبه قطع الجبن، وبعدها يبدأ تغير متتال في اللون، وقد تصبح خضراء أو بنية او حمراء وحتى سوداء.
2. رائحة كريهة من المهبل ومن الرائحة غالبا من يحدد الطبيب نوع الاصابة.
3. حكة او تهيج المهبل.
4. شعور حارق وتفسخ في المهبل.
5. ظهور احمرار او تسلخات في منطقة المهبل.
6. الشعور بالألم اثناء الجماع.
7. الشعور بالألم اثناء التبول.
8. قد يحدث نزيف مهبلي خفيف.
علاج التهابات المهبل:
يحب أن يكون واضحا للمصابة وللطبيب دائما أن المفتاح الأساسي لعلاج التهاب المهبل هو الوصول للتشخيص الصحيح عن طريق الأعراض من حيث: لون الإفرازات المهبلية، والرائحة وأحيانا يستوجب الفحص المخبري عبر أخذ مسحة من المهبل ومن ثمّ وصف العلاج المناسب لها، ولا ننسى أهمية فحص الزوج إذا كانت مع امرأة متزوجة، لعلاجه إذا كان حاملا لنفس المرض.
الوقاية خير من العلاج:
المحافظة على منطقة المهبل نظيفة وذلك بإزالة شعر العانة، والغسول مرتين يوميا على الاقل.
مسح المؤخّرة من الأمام إلى الخلف بعد الدّخول للحمام بهدف تجنب دفع الجراثيم من فتحة الشرج الى المهبل.
عدم لبس الملابس الضيقة، والملابس الداخلية المصنوعة من النايلون، مع الاهتمام بلبس الملابس الداخلية القطنية.
الابتعاد عن استخدام الصابون المعطر، والمعطرات الموضعية.
استخدام الواقي الذكري أثناء العلاقة الجنسية يمنع حدوث العدوى.
إجراء فحص سنويا للتأكد من عدم وجود عدوى.
العلاج:
غالبا ما يتركز العلاج في:
1. عند المتزوجات يمنع الجماع فورا حتى نهاية العلاج
2. التشطيف المهبلي مرتين يوميا ببودرة تذاب
3. استخدام كريمات داخلية وخارجية أو تحاميل موضعية مرة أو مرتين يوميا
4. استخدام بعض المضادات الحيوية "والفيتامينات" وخصوصا إذا ثم اجراء الفحص المخبري
5. الاهتمام بالتغذية لرفع مناعة الجسم وخصوصا الزبادي والألبان والخضروات
هل تؤثر التهابات المهبل على حدوث حمل؟
التهابات المهبل البسيطة لا تسبب مشكلة لحدوث الحمل وبمجرد تناول جرعات الدواء، تزول العدوى بسهولة وحينها من الممكن حدوث الحمل.
ولكن اذا أُهملت الالتهابات وتُركت دون علاج صحيح فعندها من الممكن أن تعيق حدوث الحمل، حيث ستنتشر العدوى خلال الجهاز التناسلي، وتؤدي لحدوث مشاكل أعقد مثل، حدوث التصاقات بالأنابيب وتكيس المبايض، والتهابات الحوض المزمنة، والتي تؤدي لضعف انغراس البويضة داخل الرحم فتعيق حدوث الحمل.
واخيرا عزيزتي حواء بالرغم من أهمية الافرازات المهبلية العادية للجهاز التناسلي حيث تعمل على تنظيفه، إلا أنه يجب الانتباه جيدا لأي تغيرات تحدث، واطلبي المساعدة الطبية فورا.
ودمت بصحة وعافية