أكد وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني أن المستهدف بالحصار المفروض على بلاده هو الشعب القطري في المقام الأول.
وفي حوار مطول مع برنامج "الحقيقة" أذاعه التلفزيون القطري الليلة الماضية استعرض وزير الخارجية جملة من القضايا المتعلقة بالحصار.
كما استعرض مساعي دولة قطر لحل الأزمة انطلاقا من ثوابتها الراسخة والتمسك بسيادتها، والحرص على حسن الجوار وسلامة البيت الخليجي، الذي طالما وجّه أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني "بأن تكون دول مجلس التعاون هي الأولوية الأولى لعلاقاتنا الخارجية ووأد أي خلافات فور مولدها".
وانتقد الوزير الإجراءات التي اتخذتها الدول المقاطعة لبلاده عقب الأزمة، مشيرا إلى أنه "تم التعامل بطريقة بربرية مع الشعب القطري في دولهم، حيث تم طرد الطلاب والمعتمرين وبطريقة لا تمت لأخلاقنا كخليجيين أو مسلمين"، متسائلا "هل ما تم اتخاذه من إجراءات كان ضد دولة قطر أم ضد شعب قطر؟".
ونفى اتهامات الدول المقاطعة لبلاده بدعم الإرهاب، معتبرا أنها تستهدف تبرير وتسويق الإجراءات الجائرة ضد قطر.
وقال إنه قبل الأزمة الخليجية كانت أي خلافات هامشية "تحل بوقتها في إطار ثنائي"، وكشف عن مساومة الإمارات للدوحة قبيل الأزمة الخليجية بشهرين لوقف هجوم إعلامي عليها مقابل تسليم زوجة معارض إماراتي بالدوحة، رفضت قطر تسليمها.
كما كشف أيضا عن طرح ولي العهد السعودي محمد بن سلمان على أمير قطر عقد اجتماع وزاري مصري قطري سعودي لحل الخلافات "لكن السعودية لم تدع إلى أي اجتماع بعد ذلك".
وتطرق في حواره إلى جريمة قرصنة وكالة الأنباء القطرية، وقال إن التحقيقات أثبتت تورط دولتين من دول الحصار في هذه الجريمة وإنه سوف يجري اتخاذ الإجراءات القانونية ضدهما.
وأعرب وزير الخارجية القطري عن أمل بلاده في تجاوز الأزمة، قائلا "ما زلنا نرى أن الحكمة ستتغلب لتجاوز الأزمة التي ليس لها مثيل في العلاقات الدولية ولكن عليهم التزام القانون واحترام السيادة"، مضيفا أن "مبدأ أن تكون هناك مطالب من دولة ذات سيادة مرفوض، لكن تم استقبالها احتراما لأمير الكويت".
كما جدد الدعوة لدول الحصار إلى "أن تأتي إلى طاولة الحوار وتعرض الحقائق وأن يكون هناك حوار مباشر"، معربا عن الاعتقاد بأن تنصل دول الحصار من الجلوس على طاولة الحوار يرجع إلى عدم وجود أسس لاتهاماتها ضد دولة قطر، وأن هذه الدول لا تريد حل المسألة الخليجية بما يعني أن منظومة مجلس التعاون لا تمثل لهم شيئا، وأن الوساطة الكويتية والجهود المبذولة فيها لم تقابل بالاحترام أو الدعم.
وعن العلاقة مع إيران قبل وبعد الأزمة الخليجية، قال الوزير القطري إن الطبيعة الجغرافية لدولة قطر ودول الخليج ترتبط بحدود مع إيران، ويجب أن يكون هناك احترام لهذه الجغرافيا "سواء اتفقنا أو اختلفنا مع هذه الدولة".
وأضاف أن قطر اختلفت مع إيران "اختلافات سياسية لا حد لها في سوريا واليمن والعراق وفي كافة الملفات بالمنطقة، وهذه الملفات كنا نتفق فيها مع مجلس التعاون، ونحن نحترم الجوار ونرى أن تجاوز الخلاف السياسي يكون بالحوار".