بعد 14 عاماً ..ماذا قالت ابنة الاستشهادية "ريم الرياشي" ؟

الاستشهادية ريم الرياشي
الاستشهادية ريم الرياشي

أحب أولادي ولكن حب الله أكبر"، بهذه الكلمات لخصت المجاهدة الاستشهادية ريم الرياشي والتي كانت تبلغ من العمر اثنين وعشرين عاماً الحكاية، حكاية حياةٍ تنسمت بها عبير حب الله وأرض فلسطين، وعبارةٌ ترجمتها واقعاً وفعلاً لا مجرد قول.

"ريم" هي تلك المرأة التي لم تكن حياتها عادية كما نساء العالم، فمن عاش في وطنٍ محتل، وكبُر على صور جرائم الاحتلال، كان واجباً عليه أن يثأر وينتقم لدماء الأبرياء، وهي بذلك قد أقامت الحجة على رجال الأمة وشبابها.

مفخرة لأبنائها

تركت الرياشي وراءها أبناءها "ضحى، محمد"، حديثي العهد بالحياة، لكن الأم التي أرضعتهم حب فلسطين، أرادت لنفسها أن تكون شعلةً في درب العزة والكرامة، أدت الأمانة وآلمت العدو الذي لا يفهم سوى لغة القوة.

الابنة البكر للاستشهادية ريم الرياشي "ضحى" عبرت خلال حديثها الخاص لـ " موقع القسام" عن فخرها واعتزازها بوالدتها الاستشهادية وتاريخ نضالها وجهادها، وانتقامها من الأعداء الذين يقتلون أبناء الشعب الفلسطيني ويرتكبون ضده الجرائم.

وقالت ضحى :"أمي ريم نموذج للأم الفلسطينية المضحية والمعطاءة التي ستبقى ذكراها تعيش في نفوسنا، صاحبة الشخصية نادرة المثال، وذات العزيمة القوية".

وأضافت: "تغلبت لدى أمي الرغبة بتحقيق حلم الحرية لهذه الأرض المغتصبة على عاطفة الأمومة فيها، فقدمت أغلى ما تملك فداء للوطن".

وبينت ضحى أنّ والدتها كانت متعلقة بالله تعالى، وتداوم على قراءة القرآن الكريم، وتتحدث حول الشهادة، وحياة الشهداء.

إصرارٌ على الشهادة

بريقُ الشهادة لمع في حديث ذكريات رفيقة درب الاستشهادية ريم الرياشي وهي توضح عزيمتها وحرصها على أن تثخن في الاحتلال، حيث ذكرت "أم مجاهد" التي عايشت ريم في حديثها لموقع "القسام" الحوار الذي دار بينهما حول تركها لأبنائها وإصراها على تنفيذ العملية الاستشهادية.

وحول رد الاستشهادية ريم على رفيقتها أخبرتها قائلةً:"إن الله خيرٌ مني وأحنّ عليهم، ووضعتهم في ودائع الرحمن تعالى".

وأشارت أنّ ريم ذهبت أكثر من مرة للشيخ أحمد ياسين رحمه الله ترجو منه المساعدة للقيام بعملية استشهادية، لكنه أصر عليها أن تعود لمنزلها لتربي جيلاً مقاوماً، لكنها كانت تعود أدراجها وهي تبكي من شدة شوقها للقاء ربها ومقاومة الأعداء.

وأردفت قائلة: "قبل أن يأتي قرار تنفيذ العملية كانت ريم تتوسل إلى الله ليل نهار بأن يكتب لها ما تتمنى، ليشاء الله أن تقرر كتائب القسام أنه لا يصلح لتنفيذ تلك العملية سوى فتاة، وكان لها ما تمنته".

يوم العملية

صلت فرضها، وأدت أمانتها، وامتشقت سلاحها متوكلةً على ربها، متجهةً نحو ما يسمى (معبر ايرز) شمال قطاع غزة، وقامت بتفجير حزامها الناسف وسط مجموعة من جنود الاحتلال، في عمليةٍ أربكت حسابات العدو، وزلزلت أمنه بعد إعلانه نتائج العملية التي أسفرت عن مقتل 4 جنود وإصابة 10 آخرين بجراحٍ ما بين الخطيرة والمتوسطة.

رحلت الاستشهادية ريم الرياشي، مسطرةً اسمها في سجل المجد بين صهيل الرجال، وصواريخ الأبطال، لتكون أول استشهادية في قطاع غزة، ويبقى اسمها يتردد على ألسنة الأجيال التي تتوق للنصر والفتح المبين.

المصدر: موقع كتائب القسام

البث المباشر