تناولت صحيفة واشنطن تايمز في عددها الصادر اليوم تقريرا نشرته صحيفة "بازلر تسايتونغ" السويسرية، تحدث عن أن إسرائيل والسعودية تسيران نحو مرحلة جديدة من تحالف سري بينهما، يهدف إلى كبح جماح طموح إيران للتوسع في مساحة من الأرض تمتد من طهران إلى البحر الأبيض المتوسط.
وتعليقا على ذلك كتب رئيس مركز لندن لبحوث السياسات هربرت لندن تحليلا إخباريا في الصحيفة الأميركية، أكد فيه وجود تعاون عسكري قائم بالفعل بين إسرائيل والسعودية، على الرغم من عدم وجود علاقات دبلوماسية بين البلدين.
وأشار لندن إلى أن الحكومة السعودية أرسلت وفدا عسكريا إلى القدس قبل عدة أشهر، لبحث دور إيران كقوة مزعزعة للاستقرار في المنطقة.
ويبدو الآن أن المسؤولين في السعودية يدرسون شراء منظومة الدفاع الصاروخي المعروفة اصطلاحا باسم "القبة الحديدية"، بالإضافة إلى منظومة تروفي للدفاع النشط الذي تنتجها شركتا رافائيل وإلتا الإسرائيليتان.
واعتبر كاتب المقال أن هذه الوقائع تمثل تطورا لافتا بالنظر إلى أن الرياض ترفض أي تطبيع رسمي للعلاقات مع تل أبيب، كما أنها "تنم عن احترام وليد تجاه إسرائيل واعتقاد مستجد بأن الدفاع عن أي أرض مشتركة سيكون لإسرائيل دور تلعبه فيه".
ومن المفيد الإشارة إلى أن أيا من السعودية ومصر لم تظهر نزعة عدائية بشكل فعال إزاء قرار أميركا نقل سفارتها إلى القدس، وكان كل ما فعلته الدولتان هو التصويت ضد القرار في الجمعية العامة للأمم المتحدة.
ونبّه لندن في مقاله التحليلي إلى أن "تيار التحالف المتشكل" يتحرك في اتجاه جديد بالشرق الأوسط "لا يمكن التنبؤ به".
ويبدو الموقف السعودي "ظاهريا" متعلقا باتفاق فلسطيني إسرائيلي قائم على حل الدولتين، لكن الواقع أن إيران هي التي تمثل الخطر الأكبر للرياض.
إن إسرائيل بما تملكه من تقنية متقدمة باتت "حليف الضرورة"، وليست بالضرورة "حليف مصالح مشتركة على المدى الطويل، وإن كان للتاريخ طريقته في جمع حلفاء يبدو مستبعدا توحيدهم".
ومضى الكاتب إلى القول إن الصاروخ الذي أطلقه الحوثيون مؤخرا من اليمن على الرياض نبّه القيادة السعودية إلى هشاشة وضعها، ولعل هذا ما يفسر اهتمامها بالقبة الحديدية.
وزعم لندن في مقاله بواشنطن تايمز أن السعوديين ليسوا مستعدين بعد لخوض حرب ضد إيران، لكنهم سيعملون على إنشاء وشراء بنية تكنولوجية متقدمة وتدريب كوادرها.