أكد مدير (أونروا) بير كرنبول الجمعة، أن تجميد المساعدة الأميركية للمنظمة مرده الحسابات السياسية الأميركية وليس كيفية عمل المنظمة كما تقول إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب.
وشدد مدير أونروا في مقابلة مع (أ ف ب) على أن التجميد الذي أعلنته الثلاثاء الخارجية الاميركية، سببه التدهور الكبير في العلاقات بين واشنطن والقيادة الفلسطينية.
وتأسست أونروا عام 1949 لمساعدة قسم كبير من ملايين اللاجئين الفلسطينيين المسجلين لاجئين في الضفة الغربية وقطاع غزة والأردن ولبنان وسوريا، وهم أبناء وأحفاد نحو 800 ألف هجرهم الاحتلال من أراضيهم عام 1948.
ويدرس أكثر من 500 ألف طفل فلسطيني في مدارس أونروا التي توفر أيضًا خدمات صحية ومساعدات غذائية.
وأكد كرينبول أنه عندما التقى في نوفمبر 2017 المسؤولين الأميركيين في واشنطن، "كانت الرسالة واضحة جدًا بشان دعم عمل الأونروا واحترامه".
وأضاف أن مسائل حياد الوكالة وإدارتها والإصلاحات الضرورية كانت دائمًا موضع مباحثات مع الولايات المتحدة وباقي الدول المانحة، لكن دون المساس بالمساعدات المقدمة.
"الأمر لا علاقة له بالأداء"
وتابع: "بالتالي أنا مجبر على النظر إلى (تجميد التمويل الأميركي) باعتباره غير مرتبط بأداء المنظمة، بل باعتباره قرارًا اتخذ إبان النقاش الذي أثير بعد قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن القدس وحول مسائل أخرى".
وكان ترمب أعلن في 6 ديسمبر 2017 اعترافه بالقدس "عاصمة لإسرائيل"، وأثار القرار غضبًا فلسطينيًا ما دعا القيادة الفلسطينية إلى تجميد الاتصالات مع المسؤولين الأميركيين، مؤكدة أن واشنطن أقصت نفسها من دور الوسيط في "عملية السلام".
كما أثار قرار ترمب رفضًا دوليا ترجمه في 21 ديسمبر 2017 قرار للجمعية العامة يدين المبادرة الاميركية.
وفي هذا السياق المتوتر أعلنت الخارجية الأميركية الثلاثاء تجميدًا حتى إشعار آخر لدفع 65 مليون دولار لأونروا من 125 مليون دولار تشكل الدفعة اأولى لمساهمة طوعية أميركية مقررة للعام 2018.
كما اعلنت الخميس تجميد 45 مليون دولار اضافية من المساعدات الغذائية.
ورغم تغريدة ترمب في الثاني من يناير 2018 التي تساءل فيها إن كان على واشنطن أن تواصل "الدفع المكثف" لمساعدة الفلسطينيين دون أن تحصل بالمقابل منهم على "امتنان او احترام"، فإن الخارجية الأميركية قالت ان الهدف "ليس معاقبة اي كان".
وأضافت أن إدارة ترمب تطالب بمراجعة "في العمق" لطريقة عمل أونروا التي كانت الممول الأكبر لها في 2017 (350 مليون دولار). كما طلبت واشنطن أن تبذل دولًا أخرى المزيد لدعم المنظمة.
لكن كرانبول أكد أنه لم يتلق من واشنطن أي اشارات بشأن الإصلاحات التي تطالب بها.
وأوضح أن "الأمر الجديد هو أننا إزاء قرار من جانب الولايات المتحدة بخفض كبير لمساهمتها ولم يرفق ذلك بأي عامل إصلاح خلال الاتصالات التي أجروها (الاميركيون) معي".
وأضاف "ما فهمته هو أن هناك نقاشا داخل الادارة الاميركية بشأن الاموال التي تدفع للفلسطينيين، وكان تمويلنا هو الضحية".