أصدر مجلس أمناء جامعة الأزهر، بيانا توضيحيا للعاملين في الجامعة عن الوضع المالي الذي تعيشه الجامعة.
وانتقد المجلس في بيان وصل "الرسالة نت"، نقابة العاملين، مطالبا اياها بأن تتحدث عن الوقائع والحقائق الصحيحة، "وكفى تزويرا ولغة بعيدة عن الصدق والأمانة".
ويتمنى مجلس الأمناء أن تنقل النقابة الواقع الحقيقي للوضع المالي المتأزم بالجامعة.
وحذر المجلس من الفوضى التي تمارسها النقابة، والتي ستؤدي إلى عزوف الطلبة عن الالتحاق بالجامعة، مما يزيد الوضع المالي للجامعة سوءً بدرجة كبيرة.
وأضاف المجلس: "نأمل من النقابة أن تخاطب إخواننا العاملين بلغة العقل ولغة المنطق واطلاعهم على الحقائق حسب الوثائق الرسمية من إدارة الجامعة ومن الدائرة المالية، وهذه الوثائق يتمكن الجميع من الاطلاع عليها".
وفيما يلي نص البيان
بيان توضيحي لإخواننا العاملين بالجامعة صادر عن مجلس أمناء جامعة الأزهر - غزة
يُقدر مجلس أمناء جامعة الأزهر ما يتعرض له شعبنا من حصار وضغوطات اقتصادية ومالية وسياسية، إلا أن شعبنا الأصيل والمؤمن بالله، وبعزيمة هذا الشعب فإن له القدرة على إفشال كل مخططات الأعداء.
الأخوات والإخوة العاملين بالجامعة /
من واقع المسئولية الملقاة على عاتق مجلس الأمناء لجامعة الأزهر كان لزاماً علينا وضع النقاط فوق الحروف وننقل رسالة حقيقية عن ما يدور بإحدى مؤسسات التعليم العالي، ألا وهي القلعة الوطنية الأكاديمية جامعة الأزهر- غزة.
وتتلخص هذه الرسالة فيما يلي /
1. إن الوضع الاقتصادي والمالي لأهلنا بالقطاع يمر بمرحلة خطيرة نتيجة الحصار المفروض علينا من قبل قوى الشر والعدوان الإسرائيلي الأمريكي، وكذلك الإجراءات التي اتخذت بحق العديد من أهلنا، مما رفع نسبة الفقر إلى ما تعدى 65%، وكذلك نسبة البطالة تتعدى 60% بالوقت الراهن، مما انعكس سلباً على كل مناحي الحياة ومنها جامعة الأزهر-غزة وهي المنارة العلمية الوطنية الوحيدة بالقطاع وهذا هو حال المحافظات الجنوبية.
2. إن إيرادات الجامعة تأتي فقط من رسوم الطلبة، ونظراً للوضع المالي السيئ فهي في انخفاض مستمر علماً بأن متطلبات مصاريف الجامعة الشهرية تتعدى 900 ألف دينار أردني، ولكي نحافظ على استمرار المسيرة الأكاديمية لهذه المؤسسة علينا جميعاً كأمناء وإدارة الجامعة ونقابة العاملين أن ننتمي أولاً لهذه الجامعة، ونلتزم بأنظمتها وقوانينها، وأن نتفهم وضعها المالي، وألا نكون سبباً في هدم هذه المؤسسة بسبب تعثر الجامعة في عدم دفع الرواتب للعاملين مع الاحتفاظ بحقوقهم المالية لدى الأمناء إذا ما حدثت انتكاسة مالية بالجامعة، بل إن استمرار مسيرتها الأكاديمية هو الأمن الوظيفي الحقيقي للعاملين باعتبارها مصدر الرزق الواقعي لهم، لذا علينا جميعاً أن تكون أولوياتنا الحفاظ على استقرارها واستمرار مسيرتها الأكاديمية لتكون قادرة على استيعاب اكبر عدد ممكن من طلبة الثانوية العامة بالأعوام القادمة حتى تنمو وتزيد من إيراداتها.
إن الوضع المالي لجامعة الأزهر لا يمكن مقارنته بالأوضاع المالية لمؤسسات التعليم العالي بالمحافظات الشمالية (الضفة الغربية) للأسباب التالية:
أ. قدرة الطلبة بالمحافظات الشمالية على دفع رسوم دراستهم بصورة ميسرة.
ب. رسوم الساعة في قطاع غزة يوازي 40% من رسوم الساعة في جامعات الضفة الغربية للساعات المثيلة لنفس التخصص، وبالرغم من ذلك ونظراً للوضع المالي السيئ بالقطاع فإنه يصعب على الطلبة دفع الرسوم بصورة منتظمة.
ج. نسبة الفقر ونسبة البطالة نتيجة الحصار الإسرائيلي تفوق نسبة الفقر والبطالة بالضفة الغربية بكثير، ونستطيع القول بأن هناك انهيار اقتصادي ملموس لنا جميعاً بالمحافظات الجنوبية.
لهذه الأسباب علينا عدم تبني مقارنة غير عادلة بين مؤسسات التعليم العالي بالضفة الغربية ومثيلاتها بقطاع غزة.
إخوتنا العاملين بالجامعة /
إن ما يتحدث به الإخوة في نقابة العاملين هو بعيداً عن لغة المنطق أو الحوار البناء، بل هو أوهام لا أرضية لها، ولغة عاطفية تحريضية لمن لا ينتمي للجامعة ولا يلتزم بأنظمتها، كما أن ادعائهم بأن مجلس الأمناء يقوم بدراسة كادر جديد للرواتب هدفه تخفيض رواتب العاملين، فإن هذا حديث غير حقيقي، ولا يهدف إلا لكسب تعاطف العاملين مع النقابة وهذا الحديث لا أساس له من الصحة، وهذه لغة رخيصة كان يجب ألا تنزلق إليها نقابة العاملين، كذلك ادعاء نقابة العاملين بأن مجلس الأمناء رفض الاتفاق بين النقابة ومجلس الجامعة، هو أيضا تحريض لا أساس له من الصحة.
إننا نريد من نقابة العاملين أن تتحدث عن الوقائع والحقائق الصحيحة، وكفى تزويراً ولغة بعيدة عن الصدق والأمانة.
الإخوة والأخوات /
كنا نتمنى أن تقوم النقابة بنقل الواقع الحقيقي للوضع المالي المتأزم بالجامعة.
إن الفوضى التي تمارسها النقابة تؤدي إلى عزوف الطلبة عن الالتحاق بالجامعة، مما يزيد الوضع المالي للجامعة سوءً بدرجة كبيرة.
وبناءً على هذا الوضع فإننا نتساءل كيف توهم النقابة جميع العاملين بالجامعة بأنها تدافع عن حقوقهم وتطالب بكادر جديد لا يمكن تطبيقه مالياً في هذه الظروف، أو أي أمور أخرى يترتب عليها صرف أموالا غير متوفرة في الأساس.
ولا بد من التوضيح بأن الجامعة أيضاً مطالبة الآن بدفع الالتزامات المالية المطلوبة للإخوة المتقاعدين، وهي أمانة لا بد أن نتعاون فيها جميعاً لإيجاد الحل المناسب للإخوة المتقاعدين، والذين قدموا خدمات جليلة للجامعة.
إننا في مجلس أمناء جامعة الأزهر – غزة نأمل من النقابة أن تخاطب إخواننا العاملين بلغة العقل ولغة المنطق واطلاعهم على الحقائق حسب الوثائق الرسمية من إدارة الجامعة ومن الدائرة المالية، وهذه الوثائق يتمكن الجميع من الاطلاع عليها.
كما يأمل مجلس الأمناء من النقابة ألا يتصرفوا بأمور غير لائقة وألفاظ نابية ومهينة بحق من حافظ على الأمانة وعمل لصالح الجامعة استقراراً وتطوراً طيلة السبع سنوات السابقة وهم الأمناء على هذه الجامعة، وهم أصحاب رسالة صادقة ومخلصة.
إن الهدف الأسمى الذي يسعى مجلس الأمناء لتحقيقه للحفاظ على الجامعة هو ما يلي:
أ. استقرار الجامعة والحفاظ على مسيرتها الأكاديمية.
ب. الحفاظ على مطالب العاملين والعمل الجاد على توفير الأمن الوظيفي لهم.
ج. تطور الجامعة وتقدمها العلمي لاستقطاب اكبر عدد من طلبة الثانوية لتحسين مواردها المالية.
د. مخاطبة المؤسسات غير الحكومية للحصول منها على تبرعات.
نأمل أن تعتمد لغة الحوار كأساس للخروج من أزمة خلقت دون أسباب حقيقية، إلا إذا كان هناك أهداف أخرى للنقابة تسعى إليها.
إن استقرار جامعة الأزهر – غزة، والحفاظ على مسيرتها الأكاديمية هو الأهم منا جميعاً ومن أي أهداف تؤثر سلباً على مسيرة الجامعة.