قائد الطوفان قائد الطوفان

ماذا وراء الفتح المفاجئ لمعبر رفح؟

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

الرسالة-محمد شاهين

جاء قرار السلطات المصرية فتح معبر رفح البري ثلاثة أيام بدءًا من أمس الأربعاء وحتى غداً الجمعة، لسفر وعودة المواطنين في كلا الاتجاهين، بعد إغلاق استمر قرابة الشهرين مفاجئا لمواطني قطاع غزة.

وتعتبر المرة الأولى التي يفتح فيها معبر رفح خلال عام 2018، إذ شكل إغلاقه المستمر والمتقطع خلال الأعوام الماضية أزمة إنسانية كبيرة، ألقت بظلالها على نحو 30 ألف مواطن ينتظرون السفر لحاجات إنسانية.

وفتح الإعلان المفاجئ الذي تلاقاه الغزيون لفتح معبر رفح بعد كسره البروتوكول المعتاد لأول مرة، باباً واسعاً من التكهنات، وطرح العديد من الأسئلة المحيرة عن سبب فتحه بهذه الطريقة الغامضة، لا سيما أنها تأتي في وقت تشهد فيه المنطقة تغيرات جديدة على الصعيد السياسي بعد الحديث عن اقتراب بدء صفقة القرن.

ويفسر محمود العجرمي المحلل السياسي، الإعلان المفاجئ لفتح معبر رفح، بأنه يأتي ضمن تخفيف حدة الحصار الخانق عن قطاع غزة، بعد أن شهدت الفترة الأخيرة موجة من الاحتجاجات والاعتصامات لدى أهالي القطاع والحالات الإنسانية التي في حاجة ضرورية للسفر والخروج من القطاع.

ويوضح العجرمي، أن فتح المعبر، يأتي ضمن خطط سياسية إسرائيلية، استجابت لها مصر لمنع أو تأجيل انهيار قطاع غزة، لما سيتبعه من انفجار عسكري في وجه الاحتلال المتسبب الأول للحصار، وسيطال عدد من دول الإقليم، وهذا ما يسعى الاحتلال إلى تجنبه خلال هذه المرحلة.

واستبعد، أن يكون خلف فتح المعبر بالشكل المفاجئ، أي نوايا عسكرية تخفيها صفقة القرن أو أي مخططات خبيثة، كون ذلك ينذر بفتح عدة جبهات قتالية في وجه الجيش خصوصاً جبهة لبنان التي تشهد حالة كبيرة من التوتر دخلت إلى مرحلة الاستعداد للمواجهة.

ولا يعتقد المحلل السياسي أن يكون فتح معبر رفح بداية انفراجه كبيرة على قطاع غزة، وإنما فقط تنفيس موضعي للأزمات الراهنةـ مع إبقاء القطاع تحت الحصار، خصوصاً في ظل تعنت رئيس السلطة محمود عباس إزاء رفع العقوبات عن القطاع.

ولم يختلف يوسف عمر، المحلل السياسي مع سابقه، ويعتقد أن فتح معبر رفح بشكلٍ مفاجئ يأتي ضمن سياق إبقاء حالة التعامل مع قطاع غزة من الطرف المصري كما تجري العادة في السابق بفتح المعبر بصورة متقطعة خلال فترات زمنية متباعدة.

ويوضح عمر، أن الحديث عن صفقة قرن، وشن حرباً جديدة على قطاع غزة، جعل جمهورية مصر تفتح معبر رفح، حتى لا تكون طرفاً أساسياً في هذه المعادلة، بتضييق الحصار على قطاع غزة وخنقه إلى أن يصل لمرحلة الانهيار الكامل الذي ينتهي بمواجهة.

ويشير المحلل السياسي، أن قطاع غزة في الفترة المقبلة سيشهد مزيدا من التنفيس إلا أنه لن يصل إلى مرحلة كسر الحصار، وإنما إعادة الحياة إلى ما قبل توقيع اتفاق المصالحة، كون الحصار مرتبط بسلاح حركة حماس وبرنامجها المقاوم الذي لا يروق لعباس والاحتلال "الإسرائيلي".

ويبين أن تخفيف الحصار، يأتي ضمن خطة تقودها إسرائيل لاحتواء انفجار الأوضاع في قطاع غزة، ما سيخلق أزمات تضع عدد من الدول الإقليمية تحت طاولة المسؤولية، وهذا ما لا يريده الاحتلال والدول المحيطة.

 

 

 

البث المباشر