أكد جيش الإسلام في الغوطة الشرقية مقتل 25 عنصرا وأسر آخرين لقوات النظام السوري والمليشيات المساندة له، خلال تصديه لهجوم بري واسع شنه النظام من عدة محاور لاقتحام الغوطة فجر اليوم، متجاهلا قرار مجلس الأمن الدولي تطبيق هدنة إنسانية لمدة شهر. فيما واصل الطيران الحربي والمروحي للنظام وروسيا والمدفعية الثقيلة للنظام ومليشياته، استهداف مدن الغوطة الشرقية وبلداتها بالصواريخ والقذائف.
وأفاد مراسل الجزيرة بمقتل خمسة مدنيين جراء قصف النظام على مدن وبلدات الغوطة الشرقية بريف دمشق، بينما أعلن الدفاع المدني السوري أن قوات النظام استهدفت مدينة حرستا بثلاثة صواريخ تحتوي على النابالم الحارق المحرم دوليا.
وفي السياق، أكدت مصادر من الغوطة لشبكة شام أن الطيران الحربي استهدف بالصواريخ منطقة المرج والشيفونية وحرستا وسقبا وبيت سوى ومدينة حرستا بصواريخ أرض أرض، ومدن دوما وجسرين وكفربطنا وعربين بالمدفعية الثقيلة، مما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى وسط استمرار القصف العنيف وتحليق الطيران الحربي في الأجواء.
وتحاول قوات النظام التقدم برّا على محاور الزريقية وحزرما وحوش الضواهرة والريحان، كما تشهد جبهات حرستا وحي جوبر شرقي دمشق وعين ترما اشتباكات عنيفة، في محاولة للتوسع وسط تصدٍّ كبير من فصائل المعارضة المسلحة لها.
وفي الإطار، أكد المتحدث باسم جيش الإسلام -أكبرِ فصائل المعارضة في الغوطة- أن معارك ضارية تجري مع قوات النظام في أكثر من منطقة، وأضاف أن قوات النظام لم تسجل أي تقدم حتى الآن.
وأشار مراسل الجزيرة نقلا عن المعارضة المسلحة أنها أسرت أفرادا من قوات النظام في الغوطة الشرقية. وقال فصيل "فيلق الرحمن" إن استمرار قصف النظام للغوطة الشرقية هو تحدٍ صارخ لمجلس الأمن، مضيفا أنه تصدى لمحاولة اقتحام حي جوبر في دمشق.
وبدأت قوات النظام والمليشيات الأجنبية المساندة لها فجر اليوم هجوما بريا واسعا لاقتحام الغوطة الشرقية من ثلاثة محاور بمشاركة طائرات روسية، بحسب مصادر من المعارضة السورية المسلحة.
وقال مراسل الجزيرة في الغوطة محمد الجزائري إن الهجوم بدأ في محاور كرم الرصاص والشيفونية قرب دوما، وحوش الضواهرة في منطقة المرج، وتهدف قوات النظام إلى الوصول لتل فرزات بغية عزل مساحات كبيرة من منطقة المرج شرقي الغوطة، وكذلك لقطع الطريق بين مدينتي دوما وحرستا غربي الغوطة الشرقية.
ونقل المراسل عن الدفاع المدني بريف دمشق تسجيل سقوط أكثر من ثمانين قذيفة مدفعية على أحياء حرستا، إحدى كبرى مدن الغوطة.
وفي السياق، أفاد مراسل الجزيرة في غازي عينتاب رأفت الرفاعي أن النظام من خلال عملية الاقتحام يسعى لتغيير خارطة السيطرة في الغوطة التي تعتبر البوابة الشرقية للعاصمة دمشق وتبلغ مساحتها تسعين كيلومترا مربعا.
وأوضح مراسل الجزيرة في الغوطة أن الوضع الإنساني يزداد سوءا بسبب الجوع والبرد والمرض وانعدام المواد الأساسية، بينما ناشد الأهالي المجتمع الدولي التدخل وإنقاذهم فورا.
وأجرت الجزيرة مقابلات مع أهالي الغوطة المحاصرين في الملاجئ تحدثوا فيها عن معاناة الجوع الشديدة للأطفال والنساء، والشح في المواد الغذائية في ظل استمرار القصف وعدم تمكنهم من الخروج.
وأشار بعض الأهالي المحاصرين إلى حصولهم على وجبة واحدة كل يومين.
ويستغل الأهالي لحظات الهدوء النادرة بينما يخاطر البعض ليخرج من الملاجئ بحثا عن الطعام، وقد توفي أمس أول طفل منذ بدء الحملة العسكرية للنظام على الغوطة بسبب فقدان مادة الحليب وشح الغذاء.