قائد الطوفان قائد الطوفان

تحاصره ملفات الفساد

مواجهة القضاء بالشعب.. خيار نتنياهو الأخير لإبعاد الأصفاد عن يديه

صورة
صورة

الرسالة نت - محمد عطا الله

بعناد شديد يُقاتل رئيس وزراء حكومة الاحتلال "الإسرائيلي" بنيامين نتنياهو في ظل محاصرته بجملة من ملفات الفساد التي أخضعته للعديد من جلسات التحقيقات مما يهدد بإدانته أو حتى إسقاطه.

وخضع نتنياهو وزوجته ساره، على حد سواء الجمعة المنصرمة، للتحقيق على خلفية قضية ("بيزك" -"واللا") المعروفة قضائيًا بـ "الملف 4000"، وذلك في مقر إقامة رئيس الحكومة في القدس.

الرجل الذي يمكن تلقيبه "بالبهلواني المكار" يواجه تهم بالفساد وتلقي الرشاوى في ثلاث قضايا رئيسية؛ الأولى تدعى القضية 1000 وتتعلق بتلقيه وزوجته هدايا بمبالغ طائلة تقدر بنحو مليون شيقل من رجل الأعمال أرنون ميلتشين، مقابل تفعيل قانون يمنح الأخير امتيازات وتسهيلات ضريبية بعشرات ملايين الشواكل، والثانية هي القضية 2000 والتي تتصل بمحاولاته إبرام صفقة مع ناشر يديعوت أحرونوت، أرنونه موزيس لتغيير خط الجريدة لصالحه مقابل منع صحيفة يسرائيل هيوم من إصدار ملحق أسبوعي يلحق بيديعوت خسائر كبيرة، والملف الثالث هو الملف 4000.

وتشتبه الشرطة الإسرائيلية بقيام نتنياهو بعقد صفقة فساد وتلقي الرشوة من مدير شركة بيزك الاسرائيلية للاتصالات، شاؤل إيلانوفيتش، من خلالها جرى تقديم امتيازات وتحقيق أرباح لشركة بيزك بنحو مليار شيقل، في المقابل اهتم أيلانوفيتش، الذي يملك أيضا موقع "والاه" الإخباري بنشر أخبار مؤيدة لنتنياهو وزوجته وإصدار أوامر لمحرري الموقع بانتهاج خط مؤيد لنتنياهو وعدم السماح بنشر أنباء مسيئة لزوجته سارة.

ومن الواضح أن القضية الأخيرة المتهم بها نتنياهو والتي حاول من خلالها تحسين صورته وعائلته أمام الجمهور الإسرائيلي؛ تمهيدا لتعزيز بقائه والتجديد له لولاية جديدة في الانتخابات المقبلة، تدلل على أن الرجل لن يستسلم بسهولة بعد كل ما قام به لإخلاء الساحة السياسية له وحده.

عزله ومحاكمته

ويؤكد الكاتب والمختص في الشأن الاسرائيلي د. وليد المدلل، أن نتنياهو الذي بات يعرف بأنه سريع الإفلات من التهم الموجهة له، أصبح محاصرا بشكل غير مسبوق بعد مطاردة التهم لعائلته ومساعديه، مبينا أن تقديم لائحة اتهام ضده ستؤدي إلى عزله من المرحلة السياسية وصولا لمحاكمته.

ويستشهد المدلل في حديثه لـ "الرسالة نت" بما حدث مع الرؤساء السابقين ومنهم أولمرت، مشددا على أن المزاج العام والحساسية من قضايا الفساد في "إسرائيل" تدفع باتجاه محاسبة أي مسؤول مهما علت درجته ومكانته.

ويوضح أن طرح خيار توجه نتنياهو لانتخابات مبكرة قد لا يروق لبعض الشخصيات في الحكومة؛ خشية على فقدان بعض مقاعدهم؛ مما سيعجل خيارته مُكبلة أمام ما يواجه من قضايا فساد.

ولا يستبعد المدلل أن يتم توفير نوع من الحماية لنتنياهو من بعض الأحزاب في الحكومة بحيث تشكل ملاذا، مقابل تبادل بعض المصالح السياسية بينهم.

قلب الطاولة

ويرى الكاتب والمختص في الشأن الإسرائيلي أكرم عطا الله أن نتنياهو يخوض معركة البقاء بكل ما يملك من أسلحة، فالمسألة بالنسبة له حياة أو موت، على حد قوله.

ويتوقع عطا الله أن يستل نتنياهو ورقته الأخيرة في الدفاع عن نفسه وهي مواجهة الشرطة والقضاء بالشعب الإسرائيلي متكئا على شارع يميني لم يعد يعنيه فساد رئيس حكومة بقدر الإيمان بأرض "إسرائيل".

ويلفت إلى أن خطة نتنياهو المكشوفة هي حل الحكومة من خلال عرقلة التصويت على الميزانية التي يجب إقرارها حتى منتصف هذا الشهر وفقاً للقانون الإسرائيلي بأنه إذا لم تقر الموازنة بموعدها فهذا يعني حل الحكومة والتوجه لانتخابات جديدة.

وبيّن عطا الله أن فشل هذه الخطة سيقود الرجل إلى آخر ما في جعبته؛ وهو قلب الطاولة السياسية على الجميع متفاهما مع اليمين الصلب في الحكومة والعودة للبقاء، وحينها تدخل "إسرائيل" في عملية انتخابية، ويتم تجميد التحقيقات ولا يستطيع المستشار القضائي إعداد لائحة اتهام أثناء الانتخابات وقبلها، وبالتالي تجميد كل شيء، وهكذا فإن الاستطلاعات التي يدركها الليكود ما زالت في صالحه وتعطيه فرصة مضمونة للعودة للحكم.

ويُشير إلى أن غياب البديل لنتنياهو في حزبه يدفعه ليكون هو المرشح الوحيد لرئاسة الحكومة، وبالتالي فإن السيناريو الطبيعي بعد الانزياح الشعبي نحو اليمين هو إعادة كتلة اليمين بأغلبية واضحة وفي طليعتها حزب الليكود بزعامته، وهكذا يضع القضاء في مواجهة مع الشارع.

وفي نهاية المطاف فإن الأيام المقبلة تبقى كفيلة بما ستؤول إليه نتائج التحقيقيات، والتي إما تكتب حياة سياسية جديدة لنتنياهو حال تمكنه الإفلات من التهم أو سيلقى مصير سابقيه نحو السجن.

البث المباشر