رجح رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين عيسى قراقع انفجار الأوضاع داخل سجون الاحتلال "الإسرائيلي"، جراء تدهور الظروف الإنسانية الصعبة للأسرى الفلسطينيين نتيجة مواصلة إدارة السجون سياسة الإهمال الطبي والمعيشي والإذلال المتعمد بحقهم.
وقال قراقع في حديث خاص بـ"الرسالة": "إن الأوضاع الإنسانية للأسرى منذ العام 2015، دخلت في أخطر مراحلها، بعد مفاقمة الاحتلال الإجراءات التعسفية وتعمده ممارسة الانتهاكات الخطيرة بحقهم، ما جعلهم يعيشون واقعاً لا يمكن الاستمرار به، ما يجعل احتمالية انفجار السجون خلال العام الجاري مؤكدة".
ونوه إلى خطورة الانفجار الذي ستشهده السجون كونه سيأتي بعد موجة من الظروف القاسية التي يعيشها الأسرى، متوقعاً أن يكون هناك إضراب طويل عن الطعام، واحتجاجات واعتصامات كبيرة لن يتراجع عنها الأسرى قبل نيل حقوقهم كاملةً.
وبين أن سياسة الإهمال الطبي وحظر الزيارات وإذلال المعتقلين والعزل الانفرادي والمعاملة القاسية، وعدم توفير الاحتياجات الأساسية للأسرى والمداهمات والتفتيش المفاجئ، تعد أبرز ما يثقل على الأسرى داخل السجون "الإسرائيلية"، ما جعلهم يعيشون حالة من الاستنفار والاستعداد لمرحلة مواجهة إدارة السجون.
وكشف قراقع أن سياسة الإهمال الطبي، وعدم توفير العلاج، تعتبر أخطر ما يواجه الأسرى في السجون، إذ يعاني قرابة 1800 أسير من حالات مرضية تحتاج لمتابعة طبية، بينها 85 حالة مصابة بأمراض خطيرة مثل أمراض (السرطان والفشل الكلوي والرئوي والشلل..) التي تحتاج إلى علاج عاجل وفوري، إلا أن إدارة السجون تتعمد تجاهل أوضاعهم وظروفهم الصحية "أي أنهم يعيشون حالة الموت البطيء".
وذكر أن قرابة الـ 15 أسير يقبعون داخل العزل الانفرادي في ظروف لا تصلح للعيش الإنساني، وقد أمضى بعضهم ما يزيد عن الثلاثة أعوام داخل غرف العزل، دون أن تكترث إدارة السجون إلى مطالبهم المتكررة بإخراجهم منها.
الأسرى الإداريون
وبخصوص ملف الأسرى المعتقلين إدارياً، كشف قراقع أن الخميس الماضي شهد حدوث اجتماع بين هؤلاء الأسرى الذين يتم تمديد اعتقالاتهم دون توجيه أي تهمة لهم وبين إدارة السجون "الإسرائيلية"، للوصول إلى حل لقضيتهم، إلا أن الاجتماع لم يفض إلى أي حلول.
وأفاد أن الأسرى الإداريين وصل عددهم إلى 500 أسير، وبعضهم وصلت فترة اعتقاله إلى ثلاثة أعوام ونصف دون أن توجه له أي تهمة.
سياسة ممنهجة
وعزا رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين زيادة الانتهاكات "الإسرائيلية" بحق الأسرى منذ العام 2015، لممارسة الاحتلال الضغوط على حركة حماس لإجبارها على الدخول في صفقة تبادل وتقديم تنازلات بهذا الملف الذي يعد من أكثر الملفات التي تؤرق الحكومة "الإسرائيلية".
وبين أن "إسرائيل" تستخدم كل الوسائل الممكنة للضغط على حركة حماس، ومنها التنكيل وتعذيب الأسرى، وحرمانهم من الزيارات، لجعل الحركة ترضخ للعروض "الإسرائيلية"، إلا أن وعي الأسرى داخل السجون ومقدرتهم على إفشال هذه السياسة الممنهجة من خلال انتزاعهم حقوقهم بأنفسهم، يزيل الضغط عن حركة حماس.
وعن سياسة الاحتلال باحتجاز جثامين الشهداء، قال قراقع: "إن "إسرائيل" لا تزال تحتجز 260 شهيدًا، وترفض الإفراج عن جثامينهم، لعدة أسباب أبرزها إدخالهم في أي صفقة تبادل قادمة، ولتخفيف حدة العمليات الفردية والمقاومة في الضفة والقدس المحتلتين".
وعلى الرغم من الواقع الصعب الذي يعيشه أهالي الأسرى المحتجزة جثامينهم، إلا أن قراقع يؤكد على أن الاحتلال لن ينجح في لي ذراع المقاومة في أي صفقة تبادل قادمة، مطالباً بدعم الأسرى على المستويين المحلي والدولي، وتوفير الحماية "الإنسانية لهم، وتوفير مطالبهم العادلة، قبل انفجار الأوضاع وفوات الأوان، منوهاً لدور وسائل الإعلام المحلية والدولية في فضح سياسة الاحتلال وانتهاكاته الخطيرة بحقهم.
وبلغ عدد الأسرى في سجون الاحتلال حسب قراقع 7 آلاف أسير وأسيرة، بعضهم في سن الطفولة، وبعضهم يعاني من الأمراض المزمنة والخطيرة، وبعضهم يتم تمديد اعتقالهم بشكلٍ تعسفي.