قائد الطوفان قائد الطوفان

مقال: بالصوت العالي ..

وسام عفيفة

الأستاذ للطلاب: من يعطيني أسماء طيور يمكنها أن تطير

الطالب الأول: العصفور

المدرس: ممتاز.. ماذا يعمل والدك؟

الطالب: طبيب

الأستاذ: لهيك أنت شاطر.. ابن دكتور يا عمي

طالب ثاني: الصقر

الأستاذ : ممتاز.. ماذا يعمل والدك؟

الطالب: مهندس

الأستاذ: ابن مهندس يا عمي

طالب ثالث يرفع يده: التمساح يا أستاذ

الأستاذ: حمار.. التمساح يطير يا حمار .. ماذا يعمل والدك؟

الطالب: ضابط مخابرات

الأستاذ: بالمناسبة يا أولاد يمكن للتمساح أن يطير إذا أراد.. شاطر يا ابني.

هذه الطرفة ربما تعكس تغير النظرة المجتمعية لمكانة وموقع بعض الوظائف والتخصصات.

بعد صدور نتائج الثانوية العامة, يعيش أهالي أوائل الطلبة من ذوي "التسعينات" حالة من الحيرة والقلق على مستقبل أبنائهم.

بعض الأمهات يبحث اليوم عن المكانة و"الجاهة".. أن يقال لها أم المهندس, أم الطبيب ,زمان كانت تكتفي أن يقال لها أم الأستاذ, لكن ولى الزمان الذي كان فيه الأستاذ أستاذ.

أما الآباء فهم أكثر واقعية, جل اهتمامهم أن يتخصص أبناؤهم في مجال يتيح لهم وظيفة, حتى لو كانت مهندس ملابس وأزياء ,المهم الا يراه بعد سنوات من دفع الأموال على دراسته الجامعية عاطلا عن العمل وهو يحمل أعلى الشهادات وأرقى التخصصات.

وأمام رغبات الأمهات وإصرار الآباء يقف الأبناء حائرين خصوصا في ظل حالة الانقسام الميتوزي للجامعات والكليات خلال السنوات الأخيرة , مع تصاعد حدة التنافس بينها حيث تعرض كل جامعة بضاعتها من تخصصات وأقسام, "زورونا تجدوا ما يسركم ,من العربي حتى الفرنسي ومن التكنولوجيا والهندسة حتى الطبخ والفندقة".. وعلى رأي المثل "بدك تحيره خيره".

الصراع يحتدم أكثر في بيوت الناجحين بنسب عالية في حين يبدو الأمر أكثر راحة للطلاب أصحاب النسب المتدنية, انتسبوا لأول جامعة قبلتهم, ووضعوا علامة صح أمام أول تخصص يستوعب علامتهم.

في هذا الزمان يتفوق فيه (أحيانا) الذين لا يعلمون على الذين يعلمون, لهذا يبحث بعض الطلاب (الواقعيين) عن تخصصات تؤهلهم أن يصبحوا ذوي سلطة ونفوذ.

لهذا السبب غادر العديد من المدرسين (سواء في الحكومة او الوكالة) مواقعهم وتحولوا للعمل في المجال الأمني والعسكري , وبعض الأمهات يغريه أن يقال : أم الضابط .. وأم المسئول صاحب الواسطة , لكن لا يغريه أن يقال أم العالم الذي يتسول مهنة حتى لو كانت مندوبا عن الضابط.

الأمنيات تغيرت, والأحلام أصبحت جافة, والواقع فرض معايير جديدة لذوي المكانة الاجتماعية والمادية والسلطوية.

ولا عجب أن يطير التمساح حتى يأمن الأستاذ نفوذ الضابط, ولو كان راسبا في الثانوية العامة.

البث المباشر