غزة-محمد شاهين
بالقرب من الأراضي المحتلة عام 48، وعلى الحدود الشمالية الشرقية لمدينة غزة، غرس السبعيني رامي النجار بكلتا يديه شجرة زيتون صغيرة، متوخياً أقرب نقطة لقرية (هوج) التي هجرته العصابات اليهودية منها بالقوة ولا يزال يحلم بالعودة إليها.
وعلى الرغم من ثقل المجهود الذي يبذله الحاج النجار في غرس شجرة الزيتون، إلا أنه يحمل أمانة في عنقه قال إنها تمثل رسالة لدول العالم بأنه صاحب الحق في هذا التراب الذي تخضب بدماء ثلاثة من أحفاده ارتقوا شهداء وهم يدافعون عنها، بعد أن لحقوا بجدهم الذي ارتقى لرفضه التفريط بها خلال أحداث النكبة.
"قد تكون الشجرة الأخيرة التي أغرسها في هذا التراب بحياتي القصيرة، إلا أنني على يقين بأن أحفادي سيكون لهم نصيب بالعودة إلى الأشجار التي غرسناها في (هوج ويافا وصفد وبيسان وعكا) وكافة المدن التي خرجنا منها بعد أن باعنا العرب، وسنستعيدها لأن الاحتلال إلى زوال وهذا وعد الله"، يضيف النجار.
ويشارك النجار في أولى فعاليات مسيرة العودة الكبرى التي تنظمها القوى الوطنية والإسلامية، حيث غرس ناشطون فلسطينيون صباح الثلاثاء الماضي قرابة الألف شتلة زراعية معظمها من الزيتون، قرب السياج الفاصل مع الاحتلال "الإسرائيلي".
وجاءت الفعالية بالتنسيق مع وزرارة الزراعة، وجمعية الإغاثة الزراعية واتحاد لجان العمل الزراعي، حيث رفع خلالها المشاركون الأعلام الفلسطينية ولافتات تطالب المجتمع الدولي بتطبيق قرار 194 والذي يقضى بعودة اللاجئين المهجرين إلى مدنهم المحتلة.
وبين الناشط إبراهيم صلاح أن مشاركته في فعالية غرس الزيتون تأتي في سياق مسيرة العودة الكبرى التي ستنطلق بتاريخ 30 من مارس الجاري، والتي تهدف بصورة أساسية إلى عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى قراهم وبلداتهم المحتلة عام 1948.
وأكد صلاح "للرسالة" على أن أشجار الزيتون المباركة التي يغرسها لاجئو قطاع غزة تأتي للتأكيد على أحقيتهم بهذه الأرض ومدى تمسكهم بها، مضيفاً "على الرغم من اقتلاع وتجريف الاحتلال آلاف الأشجار المعمرة منها، إلا أننا سنعيد غرسها من جديد ولن نيأس حتى نعود إلى كامل فلسطين".
ودعا أهالي قطاع غزة إلى الخروج في مسيرات العودة الكبرى التي تتوافق مع يوم الأرض، وإظهار مدى تمسكهم بوطنهم وترابهم المحتل، من أجل تبديد الحلم "الإسرائيلي" الذي يهدف إلى دثر حق العودة.
بدوره، قال نبيل دياب القيادي في حزب المبادرة الوطنية، وعضو اللجنة الإعلامية بمسيرة العودة إن "تنظيم فعالية غرس الزيتون يأتي لإيصال رسالة الشعب الفلسطيني أمام كل العالم، بأنه متمسك بحقه بالعودة لبلداته وقراه المحتلة عام 1948".
وأضاف دياب في حديثه مع "الرسالة"، بأن "الاحتلال وحكومته اليمينية المتطرفة واهمة إن كانوا يعتقدون بأننا سننسى حق العودة، واليوم تأتي هذه الفعالية لنرد على مقولتهم الشهيرة بأن " كبارنا قد ماتوا لكن صغارنا لن ينسوا".
وشدد على أن غرس الزيتون والشتلات الزراعية يحمل رسالة إلى الإدارة الأمريكية المنحازة للاحتلال "الإسرائيلي"، مفادها أن الشعب الفلسطيني لا يقبل حلولكم الظالمة، ولن يرضى إلا بإقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس، وأن صفقة القرن التي تسعون إليها لن تمر مهما كلف الثمن.
وكشف دياب أن فعاليات مسيرة العودة مستمرة حتى الوصول إلى المسيرة المليونية وحتى تحقق أهدافهـا، بتطبيق القرار الأممي 194 القاضي بعودة اللاجئين إلى أراضيهم المحتلة، وكسر الحصار "الإسرائيلي" المتواصل منذ 11 عامًا عن قطاع غزة.
وأعلنت الفصائل الفلسطينية السبت الماضي عن انطلاق التحضيرات لمسيرة العودة الكبرى في قطاع غزة.
ودعت الفصائل بمؤتمر صحفي، لحشد جماهير شعبنا للمشاركة في المسيرة، موضحة أن الفعاليات ستكون قرب الحدود، مبينة أن التحرك الوطني سيكون بذكرى يوم الأرض كبداية واعتبار ذكرى النكبة محطة أخرى للتحركات، مشددة على ضرورة توحد جماهير شعبنا لنصرة قضيتنا الفلسطينية.