قائد الطوفان قائد الطوفان

«المناورات الدفاعية» تعرف على مفهومها وأبرز أهدافها ورسائلها

الرسالة نت - محمود هنية

من المقرر أن تبدأ كتائب الشهيد "عز الدين القسام" الذراع العسكرية لحركة "حماس"، صباح غد الأحد، المناورة الدفاعية التي تحمل اسم "الصمود والتحدي"، حيث ستسمع اصوات اطلاق نار وانفجارات، كما سيلاحظ حركة نشطة للقوات والمركبات العسكرية، بحسب بيان صادر عن الكتائب.

وهذه هي المرة الاولى التي تعلن فيها كتائب القسام منذ نشأتها، حيث تحمل مجموعة من الرسائل والاهداف والمميزات، طبقا لما يكشفه ويشرحه مختصون في الشأن الأمني خلال حديثهم لـ"الرسالة نت" مستعرضين أبرز هذه الرسائل التي تسعى "كتائب القسام" توصيلها من خلال هذه المناورات.

المختص في الشأن العسكري والأمني د. رفيق أبو هاني، قال إن المناورة الدفاعية يتم فيها استخدام كافة القوات أو بعضها وكأن المعركة الميدانية موجودة فعليًا، كما وسيستخدم فيها كافة أنواع الأسلحة أو بعضها المتوقع استخدامها في أي معركة حقيقة.

وأوضح أبو هاني لـ"الرسالة نت" أنّ المناورة الدفاعية تجيب عن سيناريوهات متوقعة للمعركة، وتستخدم فيها كل انواع القوات المرسومة بحسب هذا السيناريو أو بعضها، مشيرا إلى أنها تنقسم في اهدافها لقسمين الأولى توصيل رسائل معنوية للردع والأخرى للتدريب وقياس الجهوزية لدى القوات.

المناورة سيعقبها استنفار من الدرجة الثالثة للمقاومة

وبيّن أن الهدف من هذه المناورة توجيه رسائل للاحتلال، لا سيما مع اقتراب موعد مسيرات العودة التي يهدد الاحتلال بقمعها، اكثر منها مناورة تدريبية او روتينية.

وذكر أن الرسالة من هذه المناورة تتلخص في تحذير المقاومة الاحتلال من مغبة تهوره واستهدافه المواطنين، وتأكيد على جهوزية المقاومة للدفاع عن ابناء شعبها، سواء في وجه الاحتلال على صعيد استهداف المسيرات أو حتى ما يخطط له من صفقات سياسية كبرى على حساب القضية الفلسطينية.

وينبه ابو هاني الذي يعمل محاضرًا في المجالات الأمنية والعسكرية، إلى أن المناورة الدفاعية يمكن تصنيفها ب"العمل السياسي الصاخب" التي تحمل في طياتها رسائل لاطراف مختلفة على رأسها أن من يعبث بامن غزة أو يحاول فرض حلول عليها، "فإن المقاومة لديها القدرة على الرد والمواجهة".

وبعد الانتهاء من المناورات، يرجح أبو هاني أن تبقى القوات المشاركة على جهوزية، على درجة من الاستنفار، مرجحًا أن يستمر الاستنفار على درجة 75% أي قبل الدرجة الثالثة.

المناورة ستنفذ عند أقرب نقطة من الأراضي المحتلة

ويشير إلى أن فصائل المقاومة تعمل بعقل جمعي وانشأت غرفة عمليات وتنسيق مشترك فيما بينها، وهناك توزيع ادوار وعمل متكامل بينهم، مشددًا على أن تكامل المقاومة من شأنه أن يربط خيوط العمل المشترك في أي معركة تفرض على الشعب الفلسطيني.

من ناحيته، يشرح المختص في الشأن الأمني محمد ابو هربيد أهم المميزات التي تحملها هذه المناورات، وأبرز ثلاثة رسائل تحملها في طياتها.

ويقول ابو هربيد لـ"الرسالة نت" إن ما يميز هذه المناورات أنها المرة الأولى التي تعلن عنها كتائب القسام عبر وسائل الاعلام، لتؤكد بشكل واضح أن الكتائب لم تعد مجموعات مسلحة بل جيش قادر على حماية شعبه.

والميزة الثانية تتمثل في أنها ستجري في أقرب نقطة للاحتلال، حيث لم تحدث أي مناورة مشابهة لأي دولة أو تنظيم في حجم المسافة الفاصلة عن الاحتلال، فهي ستكون في أقرب نقطة له وتفصل بينهما فقط سلك شائك، "حيث سيسمع الاحتلال ويرى بعينه المناورة في رسالة تحدٍ واضحة، في ظل وجود قوات (إسرائيلية) تراقب السياج والمنطقة باستمرار"، كما يقول أبو هربيد.

أمّا الرسائل التي تحملها المناورة التي تستبق موعد مسيرات العودة الكبرى المزمع انطلاقها في الثلاثين من الشهر الجاري تزامنا مع يوم الارض، فأولى هذه الرسائل تتمثل في تأكيد القسام على قدرته حماية المواطنين والمتظاهرين سلميًا في محاولة لطمأنتهم وتوجيه رسالة تحذير للاحتلال في حال تهديدهم، وفق تعبيره.

والرسالة الثانية تتمثل في قدرتها على احداث توازن ردع للاحتلال، حيث أن الكتائب باعلانها أكدت انها تخطت الجانب العسكري العشوائي وانتقلت الى جانب الجيش المنظم.

أمّا الرسالة الثالثة، فيوضح أبو هربيد بأن المناورة ستشهد سلوكيات استعراضية تحمل رسائل للجبهة الداخلية لدى الاحتلال (الإسرائيلي).

اشراك مختلف التشكيلات العسكرية لكتائب القسام وصنوف الأسلحة البرية والبحرية والجوية يحمل طابعا استراتيجياً

 من جانبه، أكدّ الباحث الاستراتيجي رامي ابو زبيدة، أن اشراك مختلف التشكيلات العسكرية لكتائب القسام وصنوف الأسلحة البرية والبحرية والجوية يحمل طابعا استراتيجياً عنوانه : أية مواجهة محتملة ستكون شاملة وتتطلب استخدام كل القدرات العسكرية المتاحة لردع أي عدوان على غزة، ولمنع أي تطاول على حقوق شعبنا ومصالحه وثوابته الوطنية.

وقال ابو زبيدة لـ"الرسالة نت" إنّ المناورات تحمل اسم التحدي والصمود، ولهذا دلالات بالغة الأهمية، وبخاصة في هذا الوقت الذي يتم العمل فيه على حصار وتركيع المقاومة والحديث عن سلاحها الذي هو شرفها ومكمن عزتها وأن القسام قادر على الصمود والإبداع وتحويل التحدي إلى فرصة .

وأضاف: "لا شك أن في هذه المناورات رسالة أكثر من واضحة، فعندما تتعرض المصالح العليا للقضية الفلسطينية وعندما يتعرض امن غزة الداخلي للخطر فعلى من يشكل هذا الخطر أن يدرك قوة المقاومة إذا فكر أحد ما بالعربدة خارج الخطوط الحمراء، ولعل هذه الرسالة قد تلزم نتنياهو".

وذكر أبو زبيدة أن استعراض المقاومة لقوتها وعرض القدرات العسكرية التي تمتلكها، "حيث يؤدي تنفيذ المناورات العسكرية إلى إفهام أصحاب الرؤوس الساخنة بأن أي مغامرة أو مقامرة قد تكون تكلفتها تفوق طاقة تحمل من يفكر بشن الحرب، سواء أكانت دولة الاحتلال أو قوى داخلية".

البث المباشر