قائد الطوفان قائد الطوفان

لمنع مواجهة مع الاحتلال.. ضغوط على عباس لوقف إجراءاته ضد غزة

محمود عباس
محمود عباس

الرسالة نت - لميس الهمص

تلقى الأوضاع في قطاع غزة اهتماما عربيا ودوليا غير مسبوق، في محاولة للسيطرة وضبط الساحة من أي تسخين محتمل قد يضر بالمخططات الإقليمية.

ورغم تهديدات عباس في خطابة الأخير للقطاع وتوعده بفرض مزيد من العقوبات، إلا أن السلطة عادت خطوات للوراء وخفضت نبرة التهديد والتي وصلت لحذف أكثر من مقطع من خطاب الرئيس على وكالة الأنباء الرسمية "وفا".

الحالة السابقة أرجعها مراقبون للضغوط التي مورست على رئيس السلطة لمنع تأزم الوضع في غزة، التراجع بدا واضحا في تصريحات أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات والذي قال فيها إن عباس "لا يفكر بفرض عقوبات على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، بل برفع الحصار الظالم المفروض عليه".

ويرجح مراقبون أن المجتمع الدولي وكذلك الدول العربية لن تسمح لأبو مازن للتغريد خارج السرب خاصة في ظل الوضع غير المسبوق من مؤتمرات عقدت خصيصا لإنقاذ غزة خلال الشهر الحالي.

ثلاثة مؤتمرات دولية عقدت مؤخرا، كان للقطاع نصيب الأسد فيها تتعلق بالوضع الإنساني المتدهور وتدعو لإيجاد حلول لإنقاذ غزة وانتشال "الأونروا" من ضائقتها المالية.

ويرى مراقبون أن أمريكا تحاول الدخول والتعامل مع القطاع عبر الملف الإنساني والذي يعد واجهة مقبولة للكثير من الدول، تستطيع من خلاله إخفاء أي أهداف سياسية بالمقابل.

وفي سياق التنفيس عن غزة كذلك أقدمت جهات إسرائيليّة رفيعة المُستوى على تسريب رسالةٍ وصلت من البيت الأبيض في واشنطن إلى رئيس المُخابرات في السلطة، ماجد فرج شكرته خلالها على استمرار تقديم المساعدات للقطاع.

موقع (المصدر) الإسرائيليّ، شبه الرسميّ، سرب رسالة رسميّةٍ كتبها البيت الأبيض، وهي تحمل توقيع جيسون غرينبلات، مبعوث الرئيس ترمب لشؤون الشرق الأوسط، وجاريد كوشنر، مستشار الرئيس الأمريكيّ، دونالد ترامب وصهره، تمنى الاثنان الشفاء العاجل لفرج وطاقمه الذين أصيبوا أثناء محاولة اغتيالهم عند زيارتهم إلى غزة.

وفي ظلّ نوايا عباس فرض عقوباتٍ إضافيةٍ على غزة، كتب الأمريكيون في رسالتهم كلمات مديح لفرج على متابعة تقدم برنامج المساعدة العالميّ لقطاع غزة، وجاء فيها: "نحن سعداء لأنّكم تواصلون دفع برنامج لمعالجة مياه الصرف الصحي في شمال غزة (NGEST) قدمًا".

ولفت الموقع الإسرائيليّ، استنادًا إلى مصادر سياسيّة وأمنيّةٍ في تل أبيب، إلى أنّ أعمال الأمريكيين لتطوير الاقتصاد في غزة ما زالت مستمرة في هذه الأيام أيضًا، على الرغم من أنّ عباس ينوي فرض عقوبات اقتصادية خانقة على القطاع.

وتابعت المصادر عينها، أن جهات مصرية وإسرائيلية تحاول إقناع عباس بأنْ يتخلى عن فرض العقوبات ضد غزة، خشيةً من إتبّاع سياسةٍ قد تؤدي إلى تدهورٍ خطيرٍ في الوضع الإنسانيّ في غزة.

الكاتب والمحلل السياسي وسام عفيفة اعتقد أن أطرافا عربية وإقليمية ضغطت على أبو مازن لعدم تنفيذ أي إجراءات جديدة، لأن السياسة المتبعة هي التنفيس عن غزة وعدم إيصالها لنقطة الانفجار.

في المقابل يذكر عفيفة أن أبو مازن يسعى لتسخين جبهة غزة من خلال افتعال الأزمات فيها وتفجيرها، وهو ما عبر عنه ليبرمان في تصريح له مؤخرا, حين حذر من نية عباس تفجير مواجهة عسكرية بين حماس والاحتلال، عبر استغلال عملية تفجير موكب الحمد الله.

 وقال ليبرمان للقناة الإسرائيلية الثانية إن عباس "يسعى إلى زيادة تردي الأوضاع في قطاع غزة، من خلال زيادة العقوبات الاقتصادية على حكومة حماس، ووقف دفع الأموال عن الكهرباء والمياه والصحة والرواتب لقطاع غزة"، متوقعاً أنه "في اللحظة التي سيتوقف فيها عباس عن تحويل الأموال لتغطية هذه المجالات، فسوف تتدهور الأوضاع أكثر".

وبالنظر إلى الحقائق فإن جزءا كبيرا من العقوبات لا يمكن لأبو مازن القيام بها منفردا خاصة أنها تتعلق بالاحتلال الذي يسيطر على خطوط الكهرباء والمعابر واي تقليص لن يكون إلا بضوء أخضر (إسرائيلي) وهو مالا ترديه الأخيرة حاليا.

القبول (الإسرائيلي) لتنفيذ أي عقوبات يعتبر التحدي الأبرز أمام عباس وأي فشل فيه سيشكل بالنسبة له انتحارا سياسيا كونه ذهب في تهديداته لأبعد مدى وأي تراجع أو عدم مقدرة على الفعل ستظهره بلا صلاحيات. 

وحسب مصادر فلسطينية، فإن مسؤولين مصريين تواصلوا مع رئيس السلطة وبعض قيادات حكومة الوفاق على مدار يومي الأحد والاثنين الماضيين، لوقف وتجميد المساعي الهادفة لفرض عقوبات جديدة على القطاع.

البث المباشر