نحن شعب كُتب علينا أن نكون دائما في مقدمة الأمة العربية والإسلامية في مقارعة ظلم أو جرم الاحتلال الصهيوني ومن يسانده في العالم، ونحن مقبلون على لحظات وأحداث فارقة في تاريخ قضيتنا الفلسطينية، وما الهبة الجماهيرية المتوقعة على حدودنا المغتصبة إلا أحد الأساليب المشروعة لتعبير أمام العالم أن حق الشعوب المحتلة في استرداد أراضيها حق لا يسقط بالتقادم.
ولكي نكون على وعي وجاهزية لجميع احتمالات مواجهة الاحتلال في هذه الهبة الشعبية في يوم الأرض، آثرت أن أقدم بعض الإرشادات والنصائح الطبية الهامة لنقلل من أي خسائر بشرية قد تلحق بنا في هذه الأحداث القادمة:
- يجب عدم اصطحاب الأطفال إلى أماكن المواجهات وتعريضهم للغازات السامة والتي تؤثر عليهم أقوى وأسرع من البالغين وقد تسبب لهم الوفاة في زمن قياسي.
- يجب عدم الارتباك أو الخوف أو القلق، حيث أن أضرار القنابل المسيلة للدموع وقتية سرعان ما تنتهي والقلق والاضطراب يعمل على فتح مسام الجلد، مما يسمح للمزيد من المواد الكيماوية لدخول الجسم.
- عدم استعمال العدسات اللاصقة إطلاقا وإذا كنت ترتدي عدسات لاصقة وقت وجود الغاز فاعمل على خلعها، ولكن بشرط أن تكون يدك نظيفة تماما من أي آثار للغاز
- يجب تجهيز كمامات واقية وبكميات كافية، وتبليلها بخل الطعام، واستخدامها في تغطية الأنف والفم، فهذا يقلل من تأثير الغاز على التنفس كما يمكن استخدام البصل أيضا للحد من تأثير رائحة الغاز ومواجهة صعوبة التنفس ولعلاج حالات التعرض للغاز المسيل للدموع
- على البلديات توفير خزانات مياه للشرب، وخزانات مياه مالحة (مياه البحر هي انسب أنواع المياه للتخلص من الغازات عن الجسد والملابس)، مع مراعاة وضع خزانات المياه بعيدا عن مرمى نيران الاحتلال، ولكن يجب تمديد خطوط مياه قريبة من التجمعات على شكل مجمع حنفيات (كما هو الحال في المناسبات).
- يجب لبس ملابس فاتحة الألوان، ذات أكمام طويلة للحماية من ارتفاع درجات حرارة الجو ومن اختراق الغازات السامة، ويفضل لو كانت آخر قطعة خارجية من البلاستيك لمنع تسرب الغازات إلى الجسم، وبجب لبس قبعات بلاستيكية أو من القماش ويجب استبدال الملابس الملوثة في أقرب فرصة لأن الغاز يلتصق بالملابس.
- لا تقف مع اتجاه الريح المحمل بالغازات، ولا تدخل أماكن مغلقة، وعندما تبتعد عن مكان الدخان تنفس ببطء وبعمق.
- يجب أن نعلم أن قنابل الغاز هي عبارة عن مواد كيميائية ممزوجة ببعض المركبات الطبيعية مثل الفلفل الحار، والغازات تخرج من حاوياتها المنطلقة من بنادق خاصة بتأثير اندفاع حراري، لذلك يجب غسل الوجه بالماء مباشرة والامتناع عن حك الأعين أو لمس الوجه.
- إبعاد المصاب عن المنطقة الملوثة بالغاز، مع مراعاة عدم دلك العين أو الأماكن المصابة لعدم إعادة التلوث إلى العين، كما يراعى ترك العينين مفتوحتين في الهواء ولا تغلق عينيك وافرد يديك أيضًا حتى تتخلص وتطير آثار الغازات مع الهواء ولا تعلق بجلدك.
- عند استنشاق الغاز عن طريق الفم أو الأنف لابد من المبالغة في البصق وحاول قدر الإمكان أن لا تبلع هذه المواد واطردها عن طريق البصق من الفم والأنف.
- غسل الوجه والجلد عامة بالماء البارد ذا التركيبة والطعم المالح، ممنوع استخدام الماء الدافئ أو الساخن لأنه يعمل على تفتيح المسام وتسرب المواد الكيماوية داخل الجسم
- أكثر مكان يتعلق به الغاز هو الشعر لذلك لا تجعل المواد المسيلة تنتقل الى عينيك عن طريق الاستحمام أو غسل الرأس. اغسل رأسك بطريقة لا تجعل الماء ينزل على وجهك أو عينك
- غسل العين يجب أن يتم من الداخل إلى الخارج وليس العكس بمعنى أن تجعل المياه تدخل العين أولا وتطرد على الخد بعد ذلك، في بداية الأمر ستؤلم للحظات ولكنها تطهر سريعا جدًا.
- عند الإصابة بطلق ناري، يجب عدم ثني العضو المصاب أو تحريكه، وإذا كان المصاب أحد الأطراف فيجب تثبيت الطرف المصاب بالطرف المجاور السليم.
- عند حدوت نزيف دع أمر إيقاف النزيف ونقل المصاب للكوادر الطبية.
أخيرا لا تقحم نفسك في أماكن مغلقة أو قريبة من أماكن إطلاق النيران، ولا تحاول إشعال إطارات السيارات فهي تزيد من تأثير الغازات السامة والمسيلة لدموع التي يطلقها الاحتلال وتزيد من فرص حدوت الاختناق والإصابة بالحروق.. مع تمنياتي للجميع بالسلامة التامة
الدكتور بسام أبو ناصر/ أمراض باطنية وصدرية "طبيب أسرة"