مصر تحاول تحريك مياه المصالحة الراكدة.. فهل تنجح؟

مصر تحاول تحريك مياه المصالحة الراكدة.. فهل تنجح؟
مصر تحاول تحريك مياه المصالحة الراكدة.. فهل تنجح؟

الرسالة نت - محمد عطا الله

فشلت المحاولة المصرية أواخر 2017 في تحقيق اختراق حقيقي في ملف المصالحة الفلسطينية والتي لم تصل كالعادة لطريق مسدود فقط وانما صاحبها إجراءات انقسامية غير مسبوقة، جعلت الأزمة الإنسانية في القطاع تصل لمستويات خطيرة.

لم يثنِ هذا المشهد مصر عن المحاولة مجدداً عبر دعوتها لحركتي فتح وحماس زيارة القاهرة والبدء باجتماعات مكثفة، في محاولة لرأب الصدع وترميم الثقة التي فُقدت عقب تفجير موكب الحمد الله الأخير وما تبعه من اتهامات حادة زادت المصالحة المتأزمة تعقيدا.

ورغم "عمومية" البيان الختامي لحركة حماس بعد لقاء وفدها مع وزير المخابرات المصري عباس كامل واكتفائه بصراحة اللقاء والوضوح والإيجابية، إلى جانب المطالبة بتوفير الأجواء الإيجابية للمساعدة في إنجاز عملية إنهاء الانقسام، دون تقديم أي توضيح كعادة المرات السابقة، إلا أن الجهود المصرية باتت واضحة في محاولة إنعاش المصالحة، لا سيما بعد لقاء وفد "فتح" مع المخابرات المصرية.

وكان وفد مشترك من غزة والخارج قد وصل القاهرة يوم الثلاثاء الماضي، وبدأ منذ الأربعاء عقد لقاءات مع المسؤولين المصريين في جهاز المخابرات العامة، وفي مقدمتهم اللواء عباس كامل. وثمن الوفد "الدور المصري الثابت لتحقيق الأهداف الوطنية الفلسطينية وفي مقدمتها العودة وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس".

وقدم شكره وفق ما جاء في البيان لـ "الإخوة المصريين خاصة في المخابرات العامة على جهودهم المتواصلة لتحقيق وحدة الشعب الفلسطيني وإنهاء الانقسام وتطبيق المصالحة الفلسطينية، وفقاً لما تم التوقيع ‏عليه في القاهرة في 2011 بملفاته كافة".

تحركات جديدة

وبحسب مصادر مطلعة لصحيفة القدس العربي، فإن ثمة اختراقا قد حدث على صعيد ملف المصالحة خلال اللقاء، ويترقب أن يقوم المشرفون على ملف المصالحة في المخابرات المصرية، بتحركات جديدة خلال الأيام المقبلة؛ لدفع الملف إلى الأمام.

وأشارت الصحيفة إلى أنه جرى خلال اللقاء استعراض التحركات المصرية الجديدة لإنهاء الخلاف القائم بين فتح وحماس، من أجل إعادة المصالحة إلى الطريق التي كانت عليها قبل الخلاف الأخير، وذلك من خلال العمل على "تمكين" الحكومة بشكل كامل من إدارة غزة، وتطبيق اتفاق المصالحة الأخير الموقع يوم 12 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

ووفقا للصحيفة فإن المخطط المصري المقبل يقوم على أساس إعادة قنوات الاتصال واللقاءات بين فتح وحماس، بعد الانقطاع المستمر منذ أكثر من شهر، الذي أعقب حادثة التفجير التي طالت موكب الحمد الله ومدير المخابرات ماجد فرج عند دخولهم إلى قطاع غزة يوم 13 من الشهر الماضي.

الرسالة حاولت الوصول لتفاصيل أكثر حول هذا الملف وتواصلت مع مدير مكتب الحركة في القاهرة طاهر النونو، إلا أن الأخير فضّل الاكتفاء ببيان الحركة حول اللقاء مع المخابرات المصرية رافضا الحديث عن أية تفاصيل أخرى.

إصرار مصري

ويعتقد الكاتب والمحلل السياسي طلال عوكل أن هناك إصرار مصري على متابعة ملف المصالحة وصولا لإحداث اختراق في حالة الجمود التي طغت عليه في الأيام الأخيرة.

ويؤكد عوكل في حديثه لـ "الرسالة" أن جميع الأطراف لديها رغبة في تفعيل هذا الملف من أجل الوصول لصيغة تفضي لتطبيق حقيقي للاتفاق، لا سيما في ظل تردي الحالة السياسية التي تعيشها القضية الفلسطينية وعدم وجود أي خيارات بديلة عن المصالحة.

ويشير إلى أن التحرك المصري متواصل في هذا الملف في ظل تراجع أي تحرك أو وساطة عربية أخرى، على غرار السنوات السابقة.

وهو ما ذهب إليه الكاتب والمحلل السياسي هاني حبيب الذي أكد وجود جهد مصري حثيث لإعادة الأمور إلى ما كانت عليه قبل تفجير "الحمد الله" والسعي لإنهاء الانقسام عبر استئناف المباحثات مجددا.

وتوقع حبيب في حديثه لـ "الرسالة" أن يكون جزءا من الثقة التي فقدت عقب التفجير قد بدأت تعود، لا سيما بعد توقف الاتهامات وهدوء التصريحات المتزامنة مع الجهود المصرية.

وفي نهاية المطاف فإن الخطوات العملية ورفع العقوبات التي فرضتها السلطة على قطاع غزة هي الأهم في هذا السياق وكفيلة بدفع عجلة المصالحة وترميم الثقة من جديد؛ وصولا لتطبيق شامل لما جرى الاتفاق عليه في القاهرة نهاية العام المنصرم.

البث المباشر