الرسالة نت- مها شهوان
أمام برج الشوا حصري أو كما يطلق عليه "برج الصحافيين" وقفت مراسلة فضائية القدس هنادي نصر الله ممسكة لاقط الصوت "المايك" ومتوجهة بنظرها نحو آلة التصوير متحدثة إلى الجمهور عن آخر المستجدات التي دارت على أرض القطاع.
نصر الله رحبت بالحديث "للرسالة" مؤكدة على وجود منافسة شرسة بين العاملين في الوسط الإعلامي ، ومعتبرة أن الصحفي الجيد هو الذي يستطيع الصمود في خضم هذه المنافسة كما أنه من خلال حنكته وذكائه يستطيع نقل الأخبار الحساسة مع تفادي إثارة بلبلة في صفوف المواطنين.
"الرسالة نت" التقت، بالإضافة إلى نصر الله، عددا من الإعلاميين للتعرف على طبيعة المنافسة الموجودة بين صحافيي القطاع والمؤسسات الإعلامية، بالإضافة إلى كيفية التعامل مع الأخبار الحساسة لاسيما وان قطاع غزة تربة خصبة للأحداث الساخنة.
حفظ حقوق الآخرين
وعلى صعيد التنافس بين الفضائيات قال مدير فضائية القدس بغزة عماد الإفرنجي:"السوق الإعلامي بات مفتوحا وساعد ذلك على وجود تنافس شديد بين الفضائيات"، متأسفا في الوقت ذاته على الحال التي وصلت إليه المنافسة الإعلامية لافتقارها للبعد الأخلاقي.
الكثير من الفضائيات يتهافت مراسلوها لنقل الأحداث الساخنة بهدف تحقيق السبق الصحفي وحول ذلك أوضح الإفرنجي أن السبق الصحفي لابد أن يكون موثقا بالمعلومة الدقيقة بالإضافة إلى الحصول على الرد المقابل لتقدير الموقف وتحديد سلبياته وايجابياته.
أما مدير موقع "الرسالة نت" كارم الغرابلي والذي كان منهمكا في تحميل بعض المواد الإخبارية فقد تحدث عن طبيعة عمل موقعه لتقديم الأفضل للجمهور قائلا:"نسعى لتحقيق السبق الصحفي من خلال تقديم الأخبار السريعة التي تهم القارئ ،إلا أننا كباقي المواقع الإخبارية قد نقع في بعض الأخطاء من خلال عدم التأكد من صحة المعلومات وذلك كالأحداث التي تقع في مدينة القدس والضفة الغربية".
وأضاف: فيما يتعلق بالإشاعات التي تنشرها العديد من وسائل الإعلام فإننا نتروى بنشرها لأننا ندرك بأن الهدف منها هو الفضيحة.
في الكثير من الأحيان تقع العديد من المواقع والوكالات الالكترونية في فخ الأخطاء اللغوية لتحقيق السرعة في تحميل الأخبار مدير موقع الرسالة نت رد على ذلك:"نحمل جزءا بسيطا من الخبر لتحقيق السبق الصحفي مع التنويه للقارئ أن الخبر قيد المتابعة وذلك لحين التأكد من أن كافة المعلومات الواردة في الخبر صحيحة.
وفي سياق متصل ذكر مدير وكالة صفا الالكترونية ياسر أبوهين أن السرعة باتت إحدى آفات العمل الصحفي ،لاسيما وأن البعض يعتبرها معيارا أساسيا في نقل الحدث ،موضحا أنه في كثير من الأحيان بدلا من أن ينافس الصحفي الزمن في تقديم السبق الصحفي يكتشف بأنه يسابق نفسه.
وعن طبيعة المنافسة الصحفية التي يراها أبو هين على صعيد الساحة الفلسطينية قال أن المنافسة إلى حد ما غائبة بسبب اعتماد عدد من المؤسسات الإعلامية على غيرها من خلال نشر الأخبار دون الرجوع إلى مصدرها"، متابعا: "لو تنافس كل صحفي مع زميله لكونوا كتلة من النشاط الصحفي محققين حالة من النهضة الإعلامية".
أقلام متميزة
السعي لتحقيق المنافسة في نقل الحدث ربما تكون أكثر على صعيد بثها عبر الإذاعات المحلية "الرسالة" التقت مدير دائرة البرامج في إذاعة القدس رائد عبيد وأوضح أن التنافس يكون بين الإذاعات للتميز والوصول إلى الرياده ، مشيرا إلى أن السرعة في بعض الأحيان تسبب الوقوع في الخطأ غير المتعمد.
وبحسب عبيد فإن كافة المراسلين والمذيعين داخل الإذاعات المختلفة يسعون لتكون برامجهم مميزة من خلال استقطاب اكبر قاعدة جماهيرية، مؤكدا أن ذلك يعتمد على خبرة وحنكة المذيع نفسه.
وفيما يتعلق بالأخبار التي قد تفيد العدو أكد أنه لا يتم نشر أية معلومة دون الرجوع إلى الجهات المختصة.
أما الكاتب والصحفي مصطفى الصواف التقته "الرسالة" في مكتبه فقد كان مشغولا في إعداد إحدى مقالاته الساخنة التي يحرص قراؤه بشغف على متابعتها عبر الصحف أو المواقع الإلكترونية.
استدار الصواف بكرسيه بعدما انتهى من إعداد مقاله ليطالب عبر "الرسالة" بضرورة وجود ميثاق أخلاقي يحكم العلاقة بين المؤسسات الصحفية والعاملين فيها ،منوها إلى أن هناك تحريضا من قبل المؤسسات على بعضها لاستقطاب الصحفيين المهرة وذلك عبر مغريات مالية.
ودعا الصواف الصحفيين المبتدئين ببذل الجهد المضاعف لاكتساب الخبرات واحترام القراء، مبينا أن العديد منهم يشعرون بأن تعبهم وجهدهم غير مقدر ماديا ، مؤكدا أنهم سيجنون ثمار تعبهم في المستقبل.
عدل الصواف نظارته ليكمل حديثه متأسفا على الحال التي وصلت إليه العديد من المؤسسات الإعلامية من خلال خداع الجمهور ونشر الإشاعات والأضاليل التي تمس أعراض الناس.
من جهته ذكر أستاذ الصحافة بالجامعة السلامية أمين وافي أن المعايير المطلوبة للتمتع بالمنافسة الشريفة هي الدقة والموضوعية ،بالإضافة إلى أخلاق الصحفي نفسه وتحمله للمسئولية الاجتماعية ،مبينا أن وكالات الأخبار الجادة لا تقدم على نشر أية معلومة إلا بعد التأكد من مصدرها.
وفي سؤال طرحته "الرسالة" حول مدى وجود المنافسة بين الصحافيين والمؤسسات الإعلامية أجاب وافي:"صحافتنا إخبارية تسجيلية للأحداث لأن الإبداع فيها متواضع وأن بيئة الإنبات الصحفي السليمة تكمن في التأهيل الصحيح وقوانين الإعلام"،لافتا إلى وجود أقلام متميزة نجحت في الوصول للمنافسة .
وطالب وافي كافة الصحافيين بالتحلي بالمسئولية الاجتماعية باعتبارهم عنصرا فعالا في مجتمعهم ،موضحا أن نشر الحقيقة لا يتنافى مع رقي المجتمع بخلاف نشر الحقائق وتوظيفها لأهداف تضر الأمن الداخلي.