قائد الطوفان قائد الطوفان

طورها الشباب

مكتوب: الطائرات الورقية .. سلاح حارق يؤرق "إسرائيل"

صورة لإطلاق طائرة ورقية حارقة من غزة
صورة لإطلاق طائرة ورقية حارقة من غزة

الرسالة– مها شهوان

لم يتوان الغزيون منذ بدء مسيرة العودة الكبرى، عن ابتكار الأسلحة الشعبية السلمية لمواجهة قنابل ورصاص الاحتلال الذي يفتك بأجسامهم طيلة تظاهرهم على الحدود الشرقية للقطاع، لكن السلاح الأبرز الذي صنعته أيدي الفتية والشباب هو الطائرات الورقية الحارقة.

ويعيش الإسرائيليون في حالة صدمة، كيف للعبة أطفال بسيطة تعبر عن الحرية تتحول إلى أداة حارقة، ولماذا أصبحت وسيلة مهمة للفلسطينيين، لاسيما وأنها حرقت الاف الدونمات من القمح والشعير الأمر الذي استفز المزارعين.

يقول أحد المزارعين (الإسرائيليين) خلال تقرير مصور: "منذ مسيرة العودة وإطلاق الطائرات الورقية الشفافة التي يصعب رؤيتها في السماء، نعيش حالة قلق على محاصيلنا التي حرق منها دونمات من القمح والشعير (..) طيلة العام نزرع وعند الحصاد كل شيء يذهب سدى.

بينما مزارع اخر يعيش قرب غلاف غزة يقول بأن، مخزنه بدلا من أن يكون ملجأ له أصبح مخزنا للطائرات الورقية الحارقة، فهو يحتفظ بالعديد منها.

ويتناسى الاحتلال (الإسرائيلي) حرقه لأراضي المزارعين الغزيين وحجم الخسائر التي تسبب بها لهم خلال التصعيدات أو الحروب وغيرها، بينما يهول حجم خسائره من الطائرات الورقية الحارقة عبر وسائل الاعلام.

وعلى ما يبدو، فإن لعبة الأطفال البسيطة لاتزال تستفز "إسرائيل" لاسيما وأن العالم يتعاطى مع السلاح الورقي السلمي، بتسامح، لذا أصبحت الطائرات الورقية وسيلة نضالية مهمة للفلسطينيين.

ورغم أن يوم الرابع عشر من أيار حلقت طوافات ذكية تابعة للاحتلال في السماء لمواجهة الطائرات الورقية، إلا أن الرياح أفشلتها واخترقت الطائرات الحدود وذهبت إلى مسارها.

يقول "أبو إبراهيم" أحد القائمين في وحدة الطائرات الورقية، أن عملهم لايزال مستمرا في خيام العودة الحدودية، فلهم خيمة في كل منطقة حدودية يجلس فيها الشباب والفتية لصناعة الطائرات من الخشب والنايلون والخيطان.

وذكر "أبو إبراهيم" "للرسالة" أن الشباب العاملين في صناعة الطائرات الورقية يتلقون اتصالات من ضابط مخابرات (إسرائيلية) لتهديدهم بالاستهداف وتحذريهم من الاستمرار في العمل.

وعن تعاطي الشباب مع تهديدات ضابط المخابرات، يؤكد أنهم لا يكترثون لها ويمضون في العمل يوميا، رغم استهداف كل شاب يقوم بتطيير الأطباق الهوائية، الأمر الذي دفعهم للابتعاد عن الحدود مما يكلفهم ماديا لاستخدام خيطان يصل طولها لألف متر داخل الحدود.

وحول التطورات في صناعة الطائرات الحارقة، يقول:" أصبحنا نستخدم بلالين الهيليوم كما الأطباق الورقية، لكننا نجد صعوبة في توفير غاز الهيليوم، عدا عن أنه أكثر كلفة من المادة الحارقة البدائية التي تكون في الطائرات الورقية، فالشعلة في البلالين متطورة".

وفيما يتعلق بالقلق (الإسرائيلي) من سلاح الطائرات الورقية، يؤكد أبو إبراهيم أن ذلك يحمسهم أكثر ويدفعهم لمواصلة العمل وجمع التبرعات من أهل الخير.

******حرب عقول

وفي ذات السياق قال أمير بوحبوط في مقال تحليلي نشره موقع "واللا" الإخباري، إن الطائرات الورقية نجحت في إشعال الحرائق في الحقول والأحراش الزراعية وسط مخاوف من إرفاق هذه الطائرات بمواد متفجرة وليس الاكتفاء بإرسالها لإشعال الحرائق.

ويرى بوحبوط أن الفلسطينيين يراقبون من الجانب الآخر كيفية مواجهة الجيش للحرائق وهو ما يعني وفق رأيه بأن "حرب عقول تجري بين الطرفين تهدف لإرساء قواعد جديدة لما هو حاصل هناك ومعرفة سقف الرد لدى "إسرائيل".

وقال: رغم أن البعد الشعبي للطائرات إلا أن من شأنها إحداث أضرار نوعية في الجانب الإسرائيلي والتقديرات اليوم تقول إنها تذهب باتجاه "إحراق المعدات الهندسية اللازمة لإتمام مشروع إقامة الجدار التحت- أرضي".

وأضاف: "من يصدق أن طائرة تكلف الفلسطيني عشرة شواكل (أقل من 10 دولارات) كفيلة بإحراق معدات هندسية ومناطق زراعية وإيقاع خسائر بملايين الشواكل، هذا إنجاز للفلسطينيين وربما يلجئون لتفخيخها في المستقبل بمواد متفجرة".

كما نشر الاحتلال خلال الأيام القليلة الماضية عبر ما يعرف بـ "فرقة غزة" التابعة لقيادة الجبهة الجنوبية أبراج مراقبة على طول المنطقة العازلة قبالة المتظاهرين ووفرت طواقم إطفاء لإخماد أي حريق ينشب على الفور.

البث المباشر