خلال ورشة عمل نظمها منتدى الإعلاميين الفلسطينيين

مكتوب: مختصون يوصون بوضع استراتيجية فلسطينية للتعامل مع الإعلام الإسرائيلي

ورشة عمل نظمها منتدى الإعلاميين الفلسطينيين
ورشة عمل نظمها منتدى الإعلاميين الفلسطينيين

غزة - الرسالة نت

أوصى مختصون في مجال الإعلام والشأن الإسرائيلي بضرورة وضع استراتيجية فلسطينية لضبط آلية التعامل مع الإعلام الإسرائيلي، محذرين من خطورة استباحة رسائل الاحتلال الدعائية لمنابر الإعلام الفلسطيني، مطالبين بذات الوقت بضرورة دعم الإعلام الفلسطيني رسمياً وفصائلياً وشعبياً ليواجه إعلام الاحتلال الذي يحظى بأحدث التقنيات التكنولوجية.

جاء ذلك خلال ورشة عمل نظمها منتدى الإعلاميين الفلسطينيين، بقاعة مكتبة ديانا صباغ بمركز رشاد الشوا الثقافي بغزة، تحدث خلالها رئيس المكتب الإعلامي الحكومي سلامة معروف والخبير بالشأن الإسرائيلي د. عدنان أبو عامر ورئيس تحرير وكالة فلسطين اليوم صالح المصري إلى جانب مداخلات بعض الكتاب والإعلاميين، وأدار الورشة الإعلامي نبيل سنونو.

 

واستهل معروف حديثه بشكر منتدى الإعلاميين على مبادرته بتنظيم الورشة، مشيراً لأهمية العنوان المطروح في ظل حساسية الظرف الراهن على صعيد المواجهة مع الاحتلال الإسرائيلي، متطرقاً لجملة حقائق ذات علاقة بعنوان الورشة، وفي مقدمتها أن الإعلام الإسرائيلي ذو حضور واضح في وسائل الإعلام الفلسطينية، وأن الاحتلال الإسرائيلي يركز جهده لبث رسائله للجمهور الفلسطيني لاسيما عبر صفحة المتحدث باسم جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي عبر فيسبوك.

وأكد أن الإعلام الإسرائيلي دعائي موجه بكل تصنيفاته فيما يخص الشأن الفلسطيني، وأنه يخدم أجندة واضحة وفق تعليمات الرقيب العسكري، وتابع أن الاحتلال يستغل ثغرات مهنية في وسائل الإعلام الفلسطينية، وعدم توحد الإعلام الفلسطيني وغياب استراتيجية واضحة للتعامل مع الإعلام الإسرائيلي.

وأضاف رئيس المكتب الإعلامي الحكومي، أن فلسفة تعامل السلطة الفلسطينية مع الاحتلال الإسرائيلي والتنسيق الأمني معه أسهمت في كسر الحاجز النفسي في تعامل الإعلام الفلسطيني مع إعلام الاحتلال، لافتاً لغياب الضوابط القانونية فيما يخص آلية التعاطي مع إعلام الاحتلال، مبيناً أن قانون النشر والمطبوعات يخلو من الإشارة لأي محددات بهذا الخصوص، وكذلك مواثيق الشرف المهنية، وفق اطلاعه، لافتاً إلى أن ذلك فتح المجال أمام وسائل الإعلام للاجتهاد المتباين في آلية التعاطي مع الإعلام الإسرائيلي.

ونوه سلامة إلى دور المكتب الإعلام الحكومي في حماية الإعلام الفلسطيني من الاختراق الإسرائيلي من خلال إصدار تنويهات لوسائل الإعلام المحلية حول خطورة التعامل مع بعض القضايا، وكذلك توزيع كتيب حول مصطلحات سياسية وجغرافية تخدم الرواية الفلسطينية، فضلاً عن إرشاد طلبة الإعلام عبر برامج تدريبية بهذا الخصوص، لافتاً لعزم المكتب الإعلامي الحكومي تنظيم دورة للمحررين والمترجمين حول الإعلام العبري خلال الفترة المقبلة.

جندي بمعركة

بدوره، أكد د. أبو عامر أن إعلام الاحتلال الإسرائيلي موجه، واصفاً إياه بأنه "جندي في معركة "إسرائيل" ضد العرب"، مبيناً أن دولة الاحتلال تتيح المجال لإعلامها لامتلاك أحدث التقنيات التكنولوجية، ومضى يقول: "الإعلام الإسرائيلي نسخة مطورة عن إعلام الغرب، وهذا له تأثير فيما يبثه من رسائل للداخل والخارج"، متسائلاً عن قدرة الإعلام الفلسطيني ذو الإمكانيات المتواضعة إجمالاً على مجابهة إعلام الاحتلال المتسلح بالتقنيات الحديثة وبالدعم الرسمي.

وشدد على ضرورة دعم الإعلام الفلسطيني رسمياً وفصائلياً وشعبياً، مشيراً بشيء من الحسرة لامتلاك الإعلام الإسرائيلي لشبكة علاقات واسعة تمكنه من الحصول على المعلومات من مصادرها الرسمية بمختلف المستويات، فيما يفتقر الإعلام الفلسطيني لذلك، إذ يعاني الصحفيين في سبيل الحصول على المعلومات من المسؤولين الذين يفضلون التعاطي مع الإعلام الدولي وحتى الإسرائيلي.

ونوه الخبير في الشأن الإسرائيلي إلى الحرية المتاحة للإعلام الإسرائيلي، مستشهداً بما كتب ضد المؤسسة السياسية والعسكرية الإسرائيلية على خلفية التصعيد الأخير في قطاع غزة، منتقداً بذات الوقت المبالغة الفلسطينية في النقل والترجمة عن الإعلام الإسرائيلي، وتابع قائلاً: "الإعلام الإسرائيلي له هامش كبير في الساحة الفلسطينية، وليس معقولاً أن تفرد صفحتين للرواية الإسرائيلية في الصحافة الفلسطينية دون إعادة الصياغة، بينما حصتنا في الإعلام الإسرائيلي ساعة في الأسبوع".

وأشار إلى إقرار أقطاب الاحتلال الإسرائيلي بخسارة المعركة الإعلامية فيما يتعلق بمسيرات العودة، بخلاف الحال فيما يتعلق بموجة التصعيد العسكري الأخير بغزة، مضيفاً أن الصحف العالمية ركزت على مجزرة غزة خلال مسيرة العودة التي ترافقت مع نقل السفارة الأمريكية إلى مدينة القدس المحتلة، في حين أن بضاعة الاحتلال الإعلامية راجت فيما يتعلق بالتصعيد الأخير وكان الكساد من نصيب بضاعتنا الإعلامية".

دس السم في العسل

واتفق المصري مع سابقيه حول أهمية القضية المطروحة للنقاش، لاسيما في ظل العدوان الإسرائيلي على شعبنا الفلسطيني، مثنياً على دور منتدى الإعلاميين في تنظيم ورشة العمل، مبيناً أن التعاطي مع الإعلام الإسرائيلي أمر يواجه الإعلامي الفلسطيني بشكل يومي.

وبين أنه رغم ضعف إمكانات الإعلام الفلسطيني مقارنة بالإسرائيلي إلا أنه نجح بالتصدي لرواية الاحتلال في كثير من المحطات، لاسيما الحروب الأخيرة على غزة، ومضى يقول: "يجب الانحياز لقضيتنا، ومن الصعب رفع شعار المهنية أمام عدو يمارس كل طاقته العسكرية وجبروته ضد شعبنا الأعزل".

وأضاف أن الإعلام الإسرائيلي يملك قدر من المعلومات ويدس السم في العسل، ونمرر رسائله للجمهور الفلسطيني، وهذا أمر يحتاج لحالة وعي من الصحفيين ليكون لديهم القدرة والكفاءة على التعامل مع الإعلام الإسرائيلي"، مشدداً على أن الإعلام الإسرائيلي في صلب المعركة ضد الشعب الفلسطيني.

ونوه المصري إلى غياب المسؤول الفلسطيني عن وسائل الإعلام الفلسطينية، "بينما تجده حاضراً في وسائل الإعلام الدولية والعربية وحتى الإسرائيلية"، وتابع قوله: "هناك ضرورة لوجود ومحددات ومصطلحات في التعامل مع ما ينشره الإعلام الإسرائيلي"، لافتاً إلى وجود إشكالية في موضوع الترجمة من الإعلام الإسرائيلي، "إذ إنه ليس كل ما ينشر يجب أن يترجم".

مداخلات

وتساءل مدير مكتب قناة القدس الفضائية الإعلامي عماد الإفرنجي في مداخلة له عن إمكانية إصدار دليل فلسطيني حول آلية التعامل مع الإعلام الإسرائيلي، مشيراً إلى أهمية ذلك في مواجهة الحرب النفسية والدعائية التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي ضد شعبنا الفلسطيني، مؤكداً ضرورة دعم الإعلام الفلسطيني رسمياً وشعبياً.

بدوره، تطرق الكاتب هاني حبيب إلى ضرورة العمل على تعزيز ثقة المواطن الفلسطيني بالإعلام الوطني، موصياً بتنظيم ورشة عمل حول سبل تحقيق ذلك، منوهاً لضرورة مراعاة المهنية في مواجهة إعلام الاحتلال، مؤكداً على ضرورة التحلي بالموضوعية لاكتساب المصداقية في مواجهة رواية الاحتلال الإسرائيلي.

من جانبه، أوصى مدير منتدى الإعلاميين الفلسطينيين محمد ياسين بضرورة تخصيص وحدة رصد ومتابعة للإعلام العبري، بحيث تقوم بعملية "فلترة" لما ينشر في الإعلام الفلسطيني نقلاً عن إعلام الاحتلال، وذلك لحماية الجبهة الداخلية وحفظ معنويات المجتمع الفلسطيني.

وطالب بضرورة حصر صلاحية نشر المواد المترجمة عن الإعلام العبري في وسائل الإعلام الفلسطينية بمسؤولي المؤسسات الإعلامية ورؤساء التحرير، "بحيث يراجعوا المواد قبل نشرها ليتأكدوا من عدم تمرير رسائل الاحتلال إلى الجمهور الفلسطيني".

 

البث المباشر