أكدت حركة "حماس" أن المقاومة مستمرة بكل أشكالها، لا تلغي وسيلةٌ وسيلةً أخرى، وأن المساس بسلاحها أمر مرفوض، وأنه من حق شعبنا تطوير وسائل المقاومة وآلياتها، مبينةً أن إدارة المقاومة من حيثُ التصعيد أو التهدئة، أو من حيث تنوّع الوسائل والأساليب، تندرج كلّها ضمن عملية إدارة الصراع، وليس على حساب مبدأ المقاومة.
وشددت حركة حماس في بيان صحفي في الذكرى الـ 51 للنكسة أن القدس عاصمة فلسطين، ولها مكانتها الدينية والتاريخية والحضارية عربياً وإسلامياً وإنسانياً، وجميع مقدساتها الإسلامية والمسيحية هي حقّ ثابت للشعب الفلسطيني والأمَّة العربية والإسلامية، ولا تنازل عنها ولا تفريط بأيّ جزء منها.
وبيّنت أن كلّ محاولات ترمب وإدارته المتصهينة من نقل سفارة الولايات المتحدة إليها والاعتراف بها عاصمة للكيان، وكل إجراءات الاحتلال فيها من تهويدٍ واستيطانٍ وتزوير للحقائقِ وطمس للهوية والمعالمِ منعدمة كأنها لم تكن.
مسيرات العودة
ودعت حركة حماس شعبنا الفلسطيني المقاوم إلى إحياء ذكرى النكسة والهزيمة - 5/ يونيو 1967 - بأوسع مشاركة في مسيرات العودة الكبرى لكسر حلقات الحصار المستحكمة عليه، وذلك في مليونية القدس التي تبلغ ذروتها يوم الجمعة 23 رمضان.
وعبرت الحركة عن رفضها كلّ المشروعات والمحاولات الهادفة إلى تصفية قضية اللاجئين والنازحين، بما في ذلك محاولات توطينهم خارج فلسطين، ومشروعات الوطن البديل، محذرةً من محاولة المساس بوكالة الغوث "الأونروا" كمقدمة لإنهاء قضية اللاجئين، والقفز عن تعويضهم وعن الضرر الناتج عن تشريدهم واحتلال أرضهم، وهذا حقّ ملازم لحق عودتهم، ويتم بعد تنفيذ هذا الحق، ولا يلغي حقَّهم في العودة ولا ينتقص منه.
وحيّت شعبنا الصامد في القدس وغزة والضفة والأراضي المحتلة عام 48 والشتات، الذي يؤكد كل يوم من خلال تضحياته وإبداعاته في المقاومة أنه شعب يستحق الحرية والاستقلال والعيش بأمن وأمان على أرضه بعد تحريرها من الاحتلال الصهيوني الغاشم.
وأضافت أن شعبنا العظيم تعلم من نكبته الدروس واستقى العبر، فهو على أهبة الاستعداد والجهوزية الدائمة مواصلا الليل مع النهار لمواجهة اعتداءات العدو وجرائمه، ويتصدى لها بكل الوسائل والأدوات الممكنة.
البيت الفلسطيني
وأكدت حماس على ضرورة بناء المؤسسات والمرجعيات الوطنية الفلسطينية على أسس ديمقراطية سليمة وراسخة، وإدارة العلاقات الفلسطينية على قاعدة التعددية والخيار الديمقراطي والشراكة الوطنية وقبول الآخر واعتماد الحوار، بما يعزّز وحدة الصف والعمل المشترك؛ من أجل تحقيق الأهداف الوطنية وتطلّعات الشعب الفلسطيني.
ودعت الحركة فتح إلى إنهاء الانقسام عبر الالتزام بكل ما تم الاتفاق عليه 2005 و2011، والمسارعة لتعزيز صمود شعبنا من خلال رفع العقوبات الانتقامية المفروضة على قطاع غزة، وعقد مجلس وطني توحيدي وفق مخرجات اجتماع بيروت في 2017، وترتيب البيت الفلسطيني تمهيدا لإجراء انتخابات رئاسية، وللمجلس الوطني والتشريعي.
التطبيع مع الاحتلال
ورفضت كل عمليات التطبيع والهرولة المعيبة مع الاحتلال القاتل من أي جهة وعلى أي مستوى كان، واعتبرتها جزءًا من محاربة الشعب الفلسطيني وقتلا لآماله في الحرية والاستقلال.
وفي السياق ذاته رحبت حركة حماس بمواقف الدول والمنظمات والهيئات الداعمة لحقوق الشعب الفلسطيني والمناهضة للتطبيع، وحركة المقاطعة الدولية للاحتلال BDS وغيرها، وحيّت كل أحرار العالم المناصرين للقضية.
وأكدت أنها تتبنى سياسة الانفتاح على مختلف دول العالم، وخاصة العربية والإسلامية؛ وأنها تسعى إلى بناء علاقات متوازنة، يكون معيارها الجمع بين متطلبات القضية الفلسطينية ومصلحة الشعب الفلسطيني، وبين مصلحةِ الأمَّة ونهضتها وأمنها.