الكابينت يجتمع لمناقشة ملفها

مكتوب: (العودة) تجبر الاحتلال على تغيير قناعاته عن غزة

صورة ارشفية
صورة ارشفية

غزة- لميس الهمص

يزداد الحديث عن فرص انقاذ غزة والتخفيف من الأوضاع الإنسانية فيها يوما بعد يوم مع اختلاف المبادرات والدول المقترحة في كل مرة، إلا أن الاحتلال حاضر في جميع فصول المشهد.

ويجري الحديث عن خطة متكاملة متعددة الأطراف بهدف انقاذ القطاع بموافقة أمريكية (إسرائيلية) في ظل ما تؤكده المواقف والتصريحات من تبدل قناعات الاحتلال بخصوص التعاطي مع الملف.

وبحسب المعطيات فإن الأطراف الفاعلة في هذا المجال هي الاحتلال وأمريكا ومصر والأردن بمساعدة أطراف حاضرة ببعدها المالي كقطر والامارات.

وتشير المعلومات إلى أن القائمين على تلك المبادرات وضعوا عدة سيناريوهات لتحسين الوضع الإنساني والتخفيف عن القطاع، عبر رزمة من المشاريع التي من الممكن أن تقام في غزة، وضخ الأموال في القطاع، بالإضافة لتوفير الرواتب لموظفي غزة والسلطة.

الخطط تسعى السلطة الفلسطينية لتعطيلها بحسب ما أكدت مصادر مطلعة "للرسالة" بالإضافة لحديث وسائل الإعلام العربية لأكثر من مرة حول ذلك، لذا لازالت تحجم عن القيام بالدور المطلوب منها حتى اللحظة وترفض أي مطالب برغم العقوبات المفروضة على القطاع.

دخول الدور المصري على بوابة المعبر كان لافتا لتعويض جزء من دور السلطة، خاصة في ظل نشاط تجاري قد يتوسع لاحقا، في حين أن اللافت في الأمر إدخال البضائع عبر بوابة صلاح الدين وليس معبر كرم أبو سالم وهو ما يسمح بزيادة مدخولات وزارة المالية في غزة.

جاكي خوجي محرر الشؤون العربية في الإذاعة الإسرائيلية يقول معقبا: "من كان يتصور أن يأتي يوم تحاول فيه (إسرائيل) والمجتمع الدولي إقناع الرئيس الفلسطيني لإبداء قدر أكبر من الاهتمام بشعبه في غزة".

مجلس الوزراء السياسي-الأمني الإسرائيلي اجتمع أمس الأحد، لمناقشة الوضع المدني-الإنساني في غزة، وإمكانية التوصل إلى تسوية سياسية في القطاع.

وقال الإعلام العبري، إن هذه هي أول مناقشة مهمة حول الموضوع منذ عدة أشهر.

وبحسب القناة العاشرة الإسرائيلية انعقد الاجتماع على خلفية مظاهرات الشهرين الماضيين في غزة، والخوف من استمرار التدهور الإنساني في القطاع.

ووفقا للإذاعة فإن هذه الخطوة الإسرائيلية تأتي في إطار خطة واسعة النطاق تقودها الولايات المتحدة الأمريكية لتخفيف الحصار على المواطن البسيط داخل قطاع غزة.

يشار إلى أن الحديث يدور عن خطة شاملة بمباركة كل من وزير الجيش ليبرمان ورئيس الأركان أيزنكوت، من أجل تخفيف الحصار عن مواطني القطاع.

بدوه كشف كاتب إسرائيلي ما قال إنها تفاصيل الخطة الإنسانية الخاصة بوضع سلسلة تسهيلات معيشية على قطاع غزة، تساهم فيها (إسرائيل) والولايات المتحدة والأردن.

وأضاف جاكي خوجي الخبير الإسرائيلي في الشؤون العربية أن "الخطة تقوم على ضخ أموال بملايين الدولارات إلى أسواق وبنوك قطاع غزة، وفيما تسعى (إسرائيل) لتخفيض حجم اليأس والإحباط في صفوف الغزيين، كي لا تتدهور الأمور نحو مواجهة عسكرية.

وأوضح خوجي في مقاله بصحيفة معاريف، أن "هذه الخطة التي تسعى (إسرائيل) لتسويقها تتزامن مع توجه مشابه في الإدارة الأمريكية برئاسة الرئيس دونالد ترمب، حيث تواصل منذ شهور صياغة خطة لإيجاد حلول للأزمة الإنسانية الناشبة في غزة، تشمل إقامة منطقة صناعية للعمل من قطاع غزة في سيناء، وفتح المعابر الحدودية مع مصر و(إسرائيل)، وبناء محطة تحلية مياه، ومبادرات أخرى".

خوجي، الذي يعمل محررا للشؤون الفلسطينية في إذاعة الجيش الإسرائيلي، كشف أن "الخطة وصلت تفاصيلها إلى المستويات المتقدمة في الدوائر السياسية والأمنية الإسرائيلية، التي منحت الضوء الأخضر لإنفاذها.

الكاتب والمختص في الشأن (الإسرائيلي) صالح النعامي يؤكد وجود دلالات قوية على حدوث تحول في موقف الاحتلال من الحصار على قطاع غزة، وبناء عليه ناقشت لأول مرة خططا يقوم بعضها على تدشين مشاريع اقتصادية في شمال سيناء بهدف تخفيف الأوضاع الاقتصادية والإنسانية المتدهور في القطاع.

ويعتبر أن هناك ما يدلل على أن تحولا كبيرا قد حدث على مواقف المسؤولين الأكثر تأثيرا على دائرة صنع القرار في (تل أبيب) من مسألة التخفيف عن قطاع غزة، سيما رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير الحرب أفيغدور ليبرمان.

ومما لا شك فيه أن التصريحات التي أدلى بها رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو خلال زيارته لألمانيا والتي كشف فيها عن أفكار ألمانية إسرائيلية للتخفيف عن الأوضاع في قطاع غزة تعد أوضح مؤشر على التحول في موقفه، على اعتبار أن وسائل الإعلام الإسرائيلية ظلت تؤكد أن نتنياهو تحديدا هو الذي كان يرفض السماح بمناقشة المشاريع والخطط الهادفة إلى تحسين الأوضاع الاقتصادية في القطاع.

ويرى النعامي أن كل المعطيات تدل أن التصعيد الأخير بين المقاومة في غزة و(إسرائيل) في قطاع غزة مؤخرا، قد أسهم في إحداث التحول على مواقف القيادات الإسرائيلية من التخفيف على القطاع.

فقد أفضى هذا التصعيد إلى تغيير قواعد الاشتباك" بين المقاومة و(إسرائيل)، مما جعل صناع القرار في (تل أبيب) يدركون أنه ليس باستطاعتهم استعادة قواعد الاشتباك السابقة المريحة لهم.

في المقابل وبحسب مصادر مطلعة فإن حماس معنية ألا تبقى الأمور في إطار الوعود، كما أنها ترفض الربط بين الإطار السياسي والإنساني.

وفي ظل الحديث المستمر عن المبادرات تبقى الأيام القليلة القادمة هي الكفيلة بإظهار حقيقتها، خاصة أن الجميع يعي وخاصة الاحتلال أن الحصار يشكل دافعا ذاتيا ووقودا لاستمرار مسيرات العودة لأطول فترة ممكنة، مع التأكيد على حاجة القطاع إلى كسر حقيقي للحصار وليس تحسين الظروف الإنسانية من خلال حلول جذرية للمشاكل المرتبطة بالبطالة والفقر والاكتظاظ السكاني والكهرباء والماء.

البث المباشر