قائد الطوفان قائد الطوفان

رئيس الوزراء الاردني السابق طاهر المصري

مكتوب: المصري: الأردن يسعى للنأي بنفسه عن صراعات المنطقة والخلافات الفلسطينية

رئيس الوزراء الاردني السابق طاهر المصري
رئيس الوزراء الاردني السابق طاهر المصري

الرسالة نت – محمود هنية

قال رئيس الوزراء الاردني السابق طاهر المصري، إنّ بلاده تقف في الوسط من العلاقة بين الفصائل الفلسطينية وتحتفظ بعلاقة ايجابية مع كل الاطراف ولا تقف في طرف ضد آخر، كما أنها تسعى للنأي بالنفس عن صراعات المنطقة القائمة، وعدم التحزب تجاه أي جهة ضد أخرى.

وأكدّ المصري في حديث خاص بـ"الرسالة" أنّ الأردن يريد الابتعاد عن سياسة التحزب بالمنطقة في ظل التحالفات الاقليمية الجارية، طبقا لما تقتضيه مصلحته، وتجنيب البلد واقتصاده وشعبه أي مواجهات قد تكون مدفوعة من أجل عوامل خارجية.

وذكر أن الاردن يقاوم العديد من الضغوط بشأن موقفه السياسي من القضية الفلسطينية، وهو ضد قرارات الادارة الامريكية بشأن القدس.

وأضاف: "هناك اشياء كثيرة يقاومها الاردن ويراد فرضها على القضية الفلسطينية، من قبيل الوصاية والمستوطنات، ومهما ضغطوا فلن نغير موقفنا"، مشيرا إلى أنه لا يوجد طرف قد لوّح بمعاقبة الاردن صراحة على تلك المواقف.

وردا على سؤال بشأن محاولة تحييد الاردن عن بعض قضايا المنطقة، أجاب: "قد يكون مقصودا استثناء الاردن من بعض القضايا، لم تصل حد المؤامرة الواضحة، هناك شكوك لكن لا شيء مؤكد، ولكن في النهاية هناك حضور أردني لا يمكن تجاهله.

المملكة تقاوم ضغوط بشأن القضية الفلسطينية

وفيما يتعلق بصفقة القرن، أوضح أن كل ما ينشر حاليا هي تسريبات وتوقعات من جهات متعددة مصدرها الصحف الاسرائيلية، "لكن لم يصل عرض موثق مكتوب يمكن الحكم عليه سلبا او ايجابا".

وأكدّ أن مشاركة الملك الاردني برفقة اشقائه في القمة الاستثنائية التي عقدت في اسطنبول، "رسالة لكل الاطراف أن قضية القدس هي امر هاشمي تعطيها الاردن اولوية خاصة، وهي رسالة موجهة لأمريكا واسرائيل وبعض البلدان العربية الاخرى".

وتابع: "لدى الإسرائيليين خطة قيد الترسيم والتنفيذ ليست لها علاقة بالمسجد الأقصى أو مشروع تهويد القدس فقط ولا بالنفوذ الإقليمي والتحكم في القرار السياسي في المنطقة، لكن لها علاقة بمخطط تصفية القضية الفلسطينية نفسها، وإنهاء هذه القضية في الواقع وعلى الأرض ومن دون عملية تفاوض، ولا سلام وحتى من دون تنازلات خاصة أنه لا يوجد ما يجبر العدو على تقديمها".

 خلافة عباس

وعرّج رئيس الوزراء الأردني السابق، على مسألة خلافة رئيس السلطة محمود عباس، مؤكدا أن هذا الموضوع وان كان يشغل المنطقة، "لكن لن تجد مسؤولا اردنيا يعلن وقوفه لجانب شخص دون آخر".

وذكر أنه رغم وجود تباين في وجهات النظر بين الاردن والقيادي المفصول من فتح محمد دحلان، لكن المعيار المحدد لدى الاردن هو التعامل مع عنوان الشرعية الفلسطينية.

وأضاف "الأردن لن يكون طرفاً مباشراً في الصراعات والتناقضات الفلسطينية الداخلية"، مبيناً أن الدخول في الصراعات الداخلية يعني إدخال المكون الفلسطيني المتواجد في الأردن في مواقف متضاربة ومتباعدة.

وأشار إلى أن الموقف الأردني لا يدخل في عمق الترتيبات ضد الرئيس، معتقدًا أنه لا يوجد قرار إقليمي بالإطاحة بأبو مازن حاليا. وتابع المصري "الأردن يراقب وينظر للوضع الفلسطيني بنظرة شاملة وبما يحفظ مصالحه ودوره القادم".

ونوه المصري بأن الأردن ليس بصدد الدخول في صراعات حركة فتح الداخلية، وتابع "قد يكون لديه تحفظات معينة مراعاة لأجواء عربية؛ لكنه لن يدخل رسميا في هذه الصراعات".

إسرائيل تريد إنهاء القضية دون تفاوض ولن تقدم تنازلات لأنها ليست مضطرة

وفي غضون ذلك، أكدّ المصري أن الاردن بات منفتحا على حركة حماس في ضوء الاتصالات التي جرت بين الملك الاردني ورئيس الحركة اسماعيل هنية "فالدبلوماسية تقتضي أن تكون وسطيا في كل الاحداث، والا تنحاز لطرف على حساب الآخر".

واعتبر أن الأردن يحاول ضبط ايقاع العلاقة مع حماس، مضيفًا: "الوضع السياسي برمته يجب أن يتبلور في إقامة دولة فلسطينية، ولذلك قناعات كثيرة تترسخ بضرورة مشاركة جميع القوى الفلسطينية في هذا الجهد".

وذكر أن التنازلات التي قدمتها حركة حماس ساعدت بشكل كبير في تقدم ملف المصالحة.

 الازمة القطرية

واخيرا نفى المصري ان تكون بلاده جزءًا من دول المقاطعة للدوحة، قائلا إن السفارة القطرية لا تزال تعمل في بلاده والقائم بأعمال السفير موجود، و"الاردن غير منحاز في هذه الازمة لأي طرف".

ويعتبر السياسي الأردني طاهر المصري، من أصل فلسطيني، حيث ولد في مدينة نابلس الفلسطينية، وسبق أن تولى منصب رئيس مجلس الأعيان، ورئاسة وزراء المملكة الأردنية الهاشمية لمرتين.

البث المباشر