من بيت حانون لرفح

مكتوب: "كرنفال السعادة".. "ما قدرنا نروح نعيّد إجا العيد عنا"!

"كرنفال السعادة".. "ما قدرنا نروح نعيّد إجا العيد عنا"!
"كرنفال السعادة".. "ما قدرنا نروح نعيّد إجا العيد عنا"!

الرسالة نت _ امل حبيب

حين يزهر الفرح من شمال القطاع لجنوبه ستدرك حتمًا أن غزة ستكون بخير رغم ألمها، وأن حافلة واحدة ستنجب كرنفالًا للسعادة لن ينساه أطفال القطاع يومًا!

من أمام الجدارية الفنية التي حملت اسم المبادرة انطلق "كرنفال السعادة"، تلك الجدارية التي رسمت في منطقة الجندي المجهول وسط مدينة غزة، متجهاً إلى محطته الأولى وهي منطقة الشوكة في رفح جنوب القطاع.

كيف يمر الفرح دون "خزاعة" تلك المنطقة الحدودية الحزينة على شهدائها خلال مسيرة العودة مرورًا بمنطقة منتزه المحطة في دير البلح، وانتهاءً بمنطقتي السكة والسيفة في بيت حانون وبيت لاهيا، "زيارات عفوية، لكن الاستقبال كان حاشداً ولافتاً" يخبرنا بذلك صاحب فكرة الكرنفال الصحفي علاء الحلو.

يُدرك علاء أن الطفل في غزة قد حُرم من حقه في الأمان والفرح فأراد وزملاؤه المبادرون مها أبو الكاس والصحافية شيرين خليفة، والناشط محمد أبو رجيلة أن يلونوا أيام عيدهم ويحاولوا مسح شيء من البؤس العالق في ذاكرتهم، حيث وضعوا سوياً خطة سير للكرنفال.

الفرحة التي اخترقت جدران تلك البيوت المهمشة استقبلتها مجموعة من السيدات بإلقاء الحلوى ورش الورد من نوافذ وشرف منازلهم لحظة وصول أصحاب المبادرة، فكان مشهداً مبكياً من الفرح وفق الصحفي علاء.

ويقول المبادر الذي ظهر بمقاطع الفيديو مندمجًا مع الأطفال خلال تفاعلهم مع المهرجين: "الكرنفال عبارة عن احتفال متنقل، يضم مجموعة من الأنشطة والفقرات الفنية والترفيهية، التي تم نقلها لأطفال المناطق الحدودية، بهدف نقل العيد إلى حواريهم وأزقتهم التي يزورها الفرح على خجل".

لم تحمل الحافلة أعضاء الفريق فحسب، بل حملت فوق مقاعدها الهدايا والألعاب والحلويات وعددًا من الفرق الشبابية التي قال عنها علاء: "ساندتنا حيث أدخلت البهجة للأطفال، ومنها فريق الكوفية للدبكة والفنون الشعبية، وفرقة دمى ومهرجين ومنشطين، وفرقة رسم وتلوين على الوجوه.

الخطوة الأولى بدأت فعليًا بالإعلان عن المبادرة عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، وفتح باب المساهمة بعيداً عن رسمية المؤسسات والأحزاب وفق علاء، الذي تواصلت معه مجموعة فرق شبابية وفنية للتطوع والمشاركة.

في الأعوام والأعياد الماضية كان لعلاء وزملائه لمسات إنسانية خلال شهر رمضان والعيد، لكن ما ميز "كرنفال السعادة" بحسبه "كان له نصيب كبير من اسمه، حيث رسم بسمة حقيقية وكبيرة على وجوه الأطفال والكبار، الذين نزلوا جميعاً إلى الشارع "يدبكوا ويغنوا" ويمارسون فرحهم وجنونهم على أنغام الأغاني الطفولية".

أزقة المخيمات ضجت بالفرح وضحكات الصغار، في حين طارت بالونات زاهية اللون في سماء القطاع مع أحلام الأطفال بالعيش بكرامة، واللعب في بيئة آمنة بعيداً عن الخوف والخطر.

ساعات ستبقى عالقة في ذاكرة طفل من جنوب المدينة، بذاك البوح الأخير الذي التقطه صاحب مبادرة الكرنفال قبل المغادرة: "ما قدرنا يابا نروح نعيد في غزة عشان المصاري، بس هي غزة اجت عنا والعيد".

متعلقات

أخبار رئيسية

المزيد من قصص صحفية

البث المباشر