في الثالثةِ والنصفِ صباحًا
أنتظرُ الشّفقَ الغزيرَ
وأنتظرُ هطولَ النعاسِ على مقلتيَّ
لأمحوَ صريرَ الأسئلةِ
لأزيلَ أصواتَ الفوارسِ من دماغِي
وأُُذهبَ عنّي طنينَ الأنَا
وأستمهدَ نوميّ المتقلبَ
في معاركَ مع الخدائدِ والألحفةِ
وأقولَ لسريريَ
ليتك نعشٌ فوق الأكتافِ محمّلًا.
أعودُ أقولُ بأي جنازاتِ الطّيور
أُحلقّ
يُميتُنِي هذا التخيلُ المريعُ
في تراجيديّتِهِ
وأستدعيَ ما تبقّى فيَّ
من حقولٍ نابتةٍ
أبحثُ عن حقلِ قلبيَ
وإذ أن في أصيصِه
وردةً مزهرةً
لا تربةَ لها
بل أرضَها وسقياها
دمي!
يصيرُ العقربُ في الساعةِ
جنديًا متجلدًا.
الرابعةُ والنّصف صباحًا إذًا
ساعتان باقيتان
لكوبِ قهوةٍ متخمّرةٍ
وإذ أنني الآن أتمنّى أن يمرَّ
الوقتُ بالأرقِ
أرقٌ على أرقٍ
يصيحُ من أجلِ كوبٍ من السّمراءِ
تلتحفُ وجهَ الصباحِ العنيدِ!
السادسةُ صباحًا والنصف
الغيمُ يتقاطعُ مع أعمدةِ الشوارعِ
والتلاميذُ يهطلونَ من آخرِ الرّصيفِ
وأنا على الشّبّاكِ أُعدُّ كم وهلةً متبقيةً
لكي تغليّ قهوتِي!
وإذ أنها قلبتْ وغلتْ
وما هدأتْ بدغدغتِي
بوجهها الرحيمِ بي
من مقاصلِ النهارِ
برأسِه القويِ المتينِ الشديدِ
حين يخبرني بوقاحةٍ
أنّ القلبَ لا ينام محمومًا
بل وهو خامدٌ!