قائد الطوفان قائد الطوفان

"اليسار" ديكور المنظمة وغطاء عباس

غزة-فايز الشيخ (الرسالة نت)                             

لم تُقنع "فصائل اليسار" المنضوية تحت إطار منظمة التحرير الشارع الفلسطيني برفضها للمفاوضات المباشرة مع "إسرائيل"، فبالرغم من بياناتها وتصريحاتها الرافضة ، إلا أن مشاركتها الفعلية في اجتماعات اللجنة التنفيذية للمنظمة شكلت غطاءً لاستمرارها على النهج الذي يريده "فريق أوسلو".

غطاء لفتح وعباس

وفي هذا السياق أجمع ساسة ونواب ومحللون سياسيون لـ"الرسالة" أن  رفض "فصائل اليسار" للمفاوضات المباشرة "شكلياً ولا قيمة له"، مطالبين إياها بمقاطعة اجتماعات المنظمة لحشر عباس في الزاوية حتى يصبح قرارهم منطقي.

د. سامي أبو زهري المتحدث الرسمي باسم حركة حماس،  اعتبر أن "منظمة التحرير" وتحديداً فصائل اليسار "تعطى عباس شرعية المفاوضات مع "إسرائيل" ، مؤكداً أن كل ما يصدر عن" اليسار" من رفض للمفاوضات "تصريحات شكلية" تختلف عن الممارسة الحقيقية.

وقال أبو زهري:  فصائل اليسار خلال اجتماعاتها بالمنظمة أعطت  الموافقة لعباس للبدء في المفاوضات ووفرت غطاءً لحركة فتح للاستمرار في نهجها التفاوضي، وفي المقابل ترفض عقد أي لقاءات سياسية مع حركتي حماس والجهاد الإسلامي وفصائل أخرى لإدانة المفاوضات مع الاحتلال .

وأضاف: إذا كانت "اليسار" تريد أن تنفي عن نفسها تهمة موافقتها على المفاوضات فهذا بحاجة إلى دور سياسي دور حقيقي يبرهن عكس هذا الاتهام"، مؤكداً أن التجربة مع فصائل اليسار في محطات عديدة أثبتت مصداقية هذه القناعات.

استفراد بالقرار

أما الناطق باسم حركة الجهاد الإسلامي داوود شهاب، فاشار إلى أن استمرار مشاركة "فصائل اليسار" في حضور اجتماعات اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير "يعطي غطاء لعباس للاستمرار في نهجه بإدارة الظهر للإجماع الوطني الفلسطيني"، مؤكداً أن ما يصدر عنها  من تصريحات رفض وإدانة للمفاوضات  شكلية طالما أنه لا يوجد هناك مواقف جدية وعملية بمقاطعة اجتماعات اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير" .

وأضاف عباس يستغل مشاركة فصائل اليسار في اجتماعات "تنفيذية فتح"  لتمرير رغباته ، مستشهداً بما ورد على لسان نائب الأمين العام للجبهة الشعبية عبد الرحيم ملوح  من تصريح في برنامج واجه الصحافة على تلفزيون منظمة التحرير"وطن " ونقلته عنه حرفياً وكالة معاً والذي قال فيه :" أن عباس أخذ منهم تفويض للذهاب إلى المفاوضات المباشرة و أن هناك التباس في التصويت".

وتابع : هذه المشاركة "تتيح لعباس الاستفراد  بالقرار الفلسطيني وفرض ما يريد على المشاركين في اللجنة التنفيذية للمنظمة"،لافتاً أنه بعد ذلك تصبح الإدانات والتصريحات الرافضة لاستمرار المفاوضات أو لنهج عباس السياسي بلا قيمة".

وطالب شهاب القوى المنضوية تحت إطار "منظمة التحرير" بتعليق اجتماعاتهم لحشر عباس في الزاوية ويصبح رفضهم للمفوضات منطقياً واقعياً ".

الظروف غير مهيئة

وفي الوقت الذي أكد فيه عضو اللجنة المركزية لحركة فتح عزام الأحمد، أن  الظروف غير مهيئة لأي مفاوضات، اعتبر أنه ليس هناك شيئاً اسمه تصويت "فصائل المنظمة" وإنما هناك لجنة تنفيذية  هي صاحبة التصويت ، زاعماً أن لدى قيادته-محمود عباس وفريقه-  تقاليد راسخة لا تتزحزح ولا يستطيع أحد  التأثير في قرارها.

وكان نائب الأمين العام للجبهة الشعبية عبد الرحيم ملوح، أكد أن الأغلبية في اللجنة التنفيذية صوتت مع قرار الذهاب إلى المفاوضات المباشرة باشتراطات، رغم أن حديثهم كان يشير إلى رفض هذا التوجه، موضحاً ذلك اللبس بقوله" أن الأغلبية في اللجنة التنفيذية رفضت التوجه للمفاوضات أثناء النقاش، وحين طرح عباس التصويت، الجبهة الشعبية وحزب الشعب وآخرين رفضوا ذلك، والأغلبية التزمت الصمت، وبعد انتهاء التصويت والى اليوم ما زال الأعضاء الذين وافقوا يقولون إن موضوع التصويت صار فيه لبس وإرباك ".

وعلق الأحمد على تصريحات ملوح السابقة فقال:" أتحدى أن يكون جرى أي تصويت لأنني كنت حاضراً للاجتماع.. ولكن للأسف فإن ملوح خرج من الجلسة وليس لديه ايه صورة حول الخيارات المطروحة ، حيث كان يعتقد أن الأمريكان هم من طرحوها ولكن نحن من طرح الخيارات وكلها مرفوضة أمريكياً وإسرائيلياً"، على حد تعبيره.

 وأضاف الأحمد:"نحن نبحث كيف نمكن وضعنا الداخلي الرافض الحقيقي في الساحة الفلسطينية سواء في المنظمة أو خارجها"،  مشيراً إلى أن كل من يمزق الصف بأي شكل من الأشكال هو عملياً ينفذ سياسية أمريكية إسرائيلية لإضعاف الطرف الفلسطيني لإجباره على المفاوضات ..!.

وفي معرض رده على الاتهامات الموجهة لفصائل اليسار اكتفى عبد الرحيم ملوح بالقول:"أن فصائل المنظمة لا ترفض المفاوضات من حيث المبدأ وإنما ترفض الشروط  المدعوة لها المنظمة وعباس للبدء المفاوضات حولها"، متسائلاً ملوح:"إذا كانت فصائل اليسار لم تتمكن من منع المفاوضات فمن هو الفصيل الذي أنهى الاحتلال من الوجود ومن احتلاله لأراضي الضفة الغربية وقطاع غزة ..!؟".

ديكورية بحتة

من جهته أكد النائب المستقل المجلس التشريعي د.حسن خريشة ، أن كل الذي سمعه الشعب الفلسطيني من رفض فصائل منظمة التحرير للمفاوضات المباشرة "إنما هو رفض إعلامي فقط،" مستشهداً بتصريحات هذه الفصائل التي أكدت فيها أنها تثق بمحمود عباس والمفاوض الفلسطيني من قبل.

ووصف ما يجري من اختلافات على المفاوضات بين فصائل المنظمة " بأنها خلافات شكلية ولكن هم جزء من المنظومة الواحدة وسيذهبون للمفاوضات لأنه لا يوجد لهم أي قرار بديل".

ووافق خريشة رأي الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف، حيث وصف الأخير فصائل "منظمة التحرير" بـ"الفصائل الديكورية الشكلية"، مبيناً أن القرار في المنظمة هو قرار "سلطة فتح ومحمود عباس".

وقال الصواف :" المنظمة الآن تسير وفق ما يريد عباس وكل هذه الفصائل لا قيمة لها (..)وهذا ما لاحظناه من خلال رفضها للمفاوضات الغير مباشرة سابقاً والآن المفاوضات المباشرة".

بدوره، رد عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية قيس أبو ليلى، على الاتهامات الموجهة لفصائل اليسار بأن رفضها للمفاوضات شكلي، فقال :"فصائل اليسار لا تريد اصطناع مواقف ولا تقول كلمتها وتمشي وإنما تواصل نضالها لخلق مناخ ورأي عام فلسطيني رافض للعملية التفاوضية "، مؤكداً أنهم مصرون على العمل لتصويب مسار المفاوضات بحيث ترتكز بقوة إلى قواعد الشرعية الدولية التي تعترف بالحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني وعلى رأسها حقه في دولة مستقلة في حدود الرابع من حزيران 1967وفي حل قضية اللاجئين على أساس القرار 1994.

واعتبر أن الفصائل والقوى المنخرطة في إطار منظمة التحرير حريصة على مواصلة دورها في إطار المنظمة ولكنها لم تكن في يوم من الأيام في موقع الصمت على أي خلل أو سياسة خاطئة، لافتاً أنه في كثير من الأحيان نجحت-فصائل اليسار- في تصويب وتصحيح السياسة الخاطئة .

يشار أن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين تتزعم فصائل اليسار وتمضي خلفها الجبهة الديمقراطية وفدا وحزب الشعب والمبادرة الفلسطينية .

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

البث المباشر