قائد الطوفان قائد الطوفان

مكتوب: الانتخابات التركية درس يجب أن تتعلموه

الانتخابات التركية درس يجب أن تتعلموه
الانتخابات التركية درس يجب أن تتعلموه

 

عندما تمكن حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا بقيادة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من الفوز بالانتخابات التركية التي جرت بتاريخ 24 حزيران / يونيو 2018 فإنه أكد بما لا يقبل التأويل أو التشكيك معادلة عدل القادة الواجبة التي يحلم بها شعوبنا العربية والإسلامية والتي يجب أن يتعلمها زعماء العالم العربي والإسلامي .

الرئيس التركي أردوغان لم يفوز لوحده بل فاز معه كل الشعب , لقد فاز بفرض احترامه وعدله أمام شعبه والعالم كله ، ففازت معه المؤسسة الانتخابية والمؤسسة التنفيذية والقضائية والوكالات الإعلامية , وكل المساهمين في إنجاح هذا العرس والمهرجان الوطني التركي الكبير , فكانوا يداً بيد نحو بناء الدولة والإصلاح .

تُعَد تلك الانتخابات نجاحاً وعرساً وطنياً بشهادة كل الأطراف والأحزاب ووسائل الإعلام المختلفة المحلية والعالمية والمراقبين الأمميين , فلم ترافقها الشحونات أو التشنجات الفارغة , ولا السعي للقيام بالتزوير وما يتبعها من فضائح إنتخابية مثلما يحصل في دولنا العربية , ولم ترافقها خلافات ونزاعات وتوجسات أو إخلال بالحقوق والمستحقات  , فالكل كان مطمئن حول النتيجة وراضٍ عنها ويسعى إلى إبراز الوجه الحضاري للأمة ولتركيا .  

وحين نتكلم عن الانتخابات التي تجري في دولنا العربية فإننا نستحضر مباشرةً التلاعب والتزوير الذي يتضح لنا وللجميع , وكافة السلبيات التي زُرعت عنوة في قلوب ونفوس المواطنين , والذي سُيَست بجدارة لقبول هذه الانتخابات الغير شرعية والمفاسد الاجتماعية , فالتمييز الطبقي والطائفي ساد على كل غرس جميل وصالح في أوطاننا ، ومن هنا قد بدأت سلسلة المآسي التي غمرت حياة الشعوب .

فقد عاشت شعوبنا قرنا من التيه والضياع والانحطاط والتخلف وما زالت تحاول شق طريقها للخروج من هذه الحالة التي عاشته بسبب عوامل كثيرة أهمها وجود قادة مزيفين لها مرتهنين لعواصم الغرب والشرق , منهزمين منبطحين للكيان الصهيوني لا يهمهم إلا توارث كرسي الحكم ونهب البلاد والعباد .

بهذه السياسات الهدامة من قبل زعمائنا العرب أصبحت شعوبنا ومجتمعاتنا تعاني من التشتت الفكري ، مضافاً إليها انتهالك وانهيار كلمة المواطنة التي لم نكن نشعر بها يوما ، وبضياع هذه الكلمة من نفوسنا فقدنا قيمة الوطن والدولة لتنتهي بعدها ثقتنا برجال الدولة والحكومة والمرشحين والنواب والقضاة والحاشية من دعاة السلاطين القاهرين لشعوبهم والمتملقين والمتلونين وخدام الحريم والأمريكان واحتلال الكيان .

ولو تكلمنا عن أنفسنا نحن الشعوب العربية نجد حالنا في قلب التشتت السياسي والفكري ونهاية الارتباط الإنساني في المجتمع , لقد نالت منا الأكاذيب السياسية وخرافات القادة وتنصلهم واصطيادهم في المياه العكرة المعكرة في الطائفية والمذهبية وفرقتنا إلى فئات تتناحر وتقتل بعضها البعض .

فقادتنا العرب غسلوا عقول شعوبهم , وجعلونا نظن أنه إذا قمنا باختيار زعماء غيرهم أو غير الموجودين والدائمين من قبل المطبلين كأننا نخون ديننا وأوطاننا وشعوبنا , ونخرج عن الصراط المستقيم , فلذلك يجب علينا نحن الشعوب العربية أن نعترف بأننا نعيش على الهوامش أو لم نعيش كباقي البشر ، فالإنسان يعني الكرامة والرأي والإرادة , ويعني الاختيار ورجحان العقل والانتماء إلى الوطن .

لقد تفاجأ الكثير بفرحة واحتفال شعوب العالم العربي والإسلامي  بانتصار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية , لأن أمتنا تفتقر منذ زمن بعيد لرجال لديهم القيادة الحكيمة والقدرة على قول الحق ونصرة المظلومين أمثال أردوغان , فشعوبنا العربية والإسلامية متعطشة لقيادة حكيمة عادلة شجاعة تحكم بما أمر الله وتنقذ شعوبها من الظلمات إلى النور والحرية .

أردوغان رجل قائد جعل المسلمين يشعرون أن لديهم سند , وأصبحت تركيا في نظرهم هي المخَلِص , وأنها الوحيدة التي لا تزال من بين الدول الشريفة والعظيمة التي تقف وقفه عز للإسلام والمسلمين , فلنبارك له ونسأل الله أن يسدد خطاه لكل خير نتمناه .

 

 

البث المباشر