مكتوب: جوالي يقرأ أفكاري.. "أليست هناك أي خصوصية؟"

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

واشنطن- الرسالة نت

عبّرت الصحفية أنجيلا روكو ديكارلو عن فزعها من هاتفها الذكي الذي يبعث لها بين الحين والآخر قصصا إخبارية وكأنها مفصلة على مقاسها وفقا لما يراودها من أفكار، كما لو كان الهاتف يعلم ما يدور في خلدها.

وتحكي ديكارلو في مقال لها بصحيفة وول ستريت جورنال أنها بدلا من تصفح جريدتها اليومية كعادتها ذات صباح، فعلت ما يفعله ملايين الأميركيين عندما قامت بتصفح الإنترنت على هاتفها الخلوي متتبعة بعض المواقع الإخبارية العشوائية، وفوجئت حينها أن أول خبرين طالعتهما كانا يستهدفانها شخصيا، مما أصابها بالفزع والقشعريرة وأحست وقتها أن شخصا ما في وادي السليكون قد انتهك خصوصيتها وأفسد عليها متعتها.

وكان تعليقها على قراءة الخبرين بسؤال استنكاري تهكمي "أليست هناك أي خصوصية؟.. كيف وجدت هذه المواد طريقها إلى هاتفي بالتحديد؟".

وتقول إن الأمر بدا وكأن أحدهم كان يقرأ مذكراتها الشخصية، لو أنها تحتفظ بواحدة. وشعرت كما لو أن المبرمجين البعيدين كانوا يتجولون في عقلها، وأنها بدلا من تصفح جريدتها ببهجة لتقرر ما تقضيه من دقائق من حياتها، كان أحدهم قد قرر أن يختار لها ما تقرؤه نيابة عنها.

وتعلق الكاتبة بأن أغنى الرجال في العالم اكتشفوا كيفية استثمار الملكية الفكرية للأشخاص دون أن يدرك الناس ما يحدث، ويبدو من الواضح إلى حد ما أن فئة قليلة من الناس تقرأ بالفعل بنود الخدمة المنشورة على مواقع الويب "المجانية".

وتضيف أن الناس "يوافقون" على التخلي عن أعمالهم المكتوبة أو الصور الفوتوغرافية، وفي المقابل تستخدم شركات الإنترنت ملكيتهم الفكرية التي لا يدفع لهم مقابلها لإنشاء مليارات الإعلانات. وتساءلت: هل هذا جيد مع الجميع؟

وانتهت ديكارلو في مقالها إلى أنها بعد إحساسها بانتهاك خصوصيتها بهذا الشكل الفج، أصابها الهلع وأغلقت هاتفها وذهبت عنها كل المتعة في طقوس تصفح أخبارها الصباحية، وأحست أنها لم تعد تملك زمام أمرها وأنه كان بيد وادي السليكون.

المصدر : وول ستريت جورنال

البث المباشر