نجحت في الانجاز

مكتوب: الأربعينية حبوش "عين على الطبخة وأخرى على كتابها"

الطالبة حبوش
الطالبة حبوش

غزة – مها شهوان

"روحي إدرسي".. عبارة لم تتوقع الأربعينية نهيل حبوش أن تسمعها من أبنائها حينما قررت الالتحاق ببرنامج "الانجاز" الثانوية العامة، بعدما اعتادت أن تلقيها عليهم، فهي عادت إلى مقاعد الدراسة بعد ثلاثين عاما لتحقق حلمها الذي كانت تؤجله كل مرة.

كبقية الطلبة يوم اعلان النتيجة انتاب "حبوش" التوتر والقلق، لكنها حاولت التغلب عليه وضبطت نفسها وأحضرت لأبنائها وزوجها طعام الغداء، وبعد دقائق قليلة زف إليها ابنها الصحفي "محمد" خبر نجاحها فعمت الزغاريد البيت.

تخبر السيدة "حبوش" "الرسالة" عن عودتها للدراسة من جديد رغم أنها زوجة وأم وجدة وتتحمل مسئوليات كبيرة:" لم يمنعني طموحي من أداء واجباتي الملقاة على عاتقي فقد عملت على اعطاء كل شيء حقه (..) ومع دراستي للإنجاز كنت أيضا أدرس للحصول على السند".

تداعب حفيدتها الصغيرة، وتحكي أنها في كل مرة يلتحق أحد أبنائها بالثانوية العامة تتشجع للحصول عليها معهم لكنها كانت تتراجع لترعاهم وتهتم بهم أكثر، مبينة أن ما دفعها للعودة هذا العام هو رغبتها في إكمال دراستها الجامعية.

وعن أجواء الدراسة في المدرسة تذكر أن عودتها كانت شعورا جميلا عاشته، فقد كانت أكبر الطالبات الملتحقات في التعليم الخاص، ودوما تشجعهن على النجاح والدراسة.

حالة من الضحك والخوف معا انتابت "حبوش" حينما دخل ابنها الصغير بكتب الثانوية العامة، وتعلق ضاحكة" إلهم رهبة (..) سعيدة بحصولي على معدل 67.3% دون تلقي أي دروس خصوصية فقط كنت اعتمد على ما يشرحه المعلم وواجهت صعوبات في مادتي الرياضيات واللغة الانجليزية، ومع ذلك توقعت الحصول على معدل أكثر".

وحول تشجيع زوجها وأبنائها تقول" تلقيت تشجيعا كبيرا منهم، وحينما أجلس قليلا معهم يدفعوني للعودة إلى دراستي (..) كنت أفضل الدراسة من بعد صلاة العشاء حتى منتصف اليوم لاسيما في الأيام الأخيرة".

وتحكي عن كيفية تأديتها لدور الزوجة والأم والجدة خلال العام الماضي، بأنها كانت تقوم بواجباتها المنزلية كاملة " عين على الطبخة وأخرى على الكتاب"، مضيفة " طيلة العشر الأوائل من رمضان خلال تقديمي للامتحانات لم أقصر في بيتي فكنت أجهز لهم الطعام واستقبل الضيوف وأصل الرحم".

وتروي أنها مرت بظروف صعبة كبقية السنوات الماضية كانت من شأنها أن تعيقها عن الدراسة، لكنها قاومت حتى حصلت ما ضمرته في نفسها، وتستذكر أحد المواقف "حينما يمرض أحد الأحفاد وتضطر والدته للنوم به في المستشفى، اقوم برعاية بقية الصغار حتى يعود شقيقهم معافى".

وتشير إلى أن وجودها بين الطالبات اللواتي عدن إلى الدراسة بعد ظروف قاسية ألمت بهن كان دافعا لهن للدراسة والتحفيز، كونها سيدة أربعينية ولديها أحفاد، فلم تخجل من كونها أكبرهن وكانت تفتخر بذلك كما أخبرت "الرسالة".

لن تتوقف السيدة "حبوش" عند هذا الحد من الدراسة فهي ترغب في الالتحاق بالجامعة الاسلامية قسم الدراسات الاسلامية لتكمل ما تعلمته من أمور الدين.

وتشجع الأم والطالبة "حبوش" جميع الطلبة على المثابرة وعدم التذرع بالمعيقات لإكمال الدراسة فهي السلاح الذي يحميهم من الجهل، وألا يخجلوا من أعمارهم عند العودة للدراسة، " فالعلم لا عمر له" كما تقول.

البث المباشر