تصم قيادة سلطة رام الله آذانها تجاه الأسرى في سجون الاحتلال الذين دخلوا إضراباً تصاعدياً عن الطعام منذ الأسبوع الماضي، احتجاجاً على قطع رواتب "أسرى قطاع غزة" ضمن سلسة عقوبات " الرئيس عباس" المفروضة ظلماً على القطاع منذ مارس العام الماضي، وطالت ما يزيد عن 160 أسيرا.
ببالغ الاستهتار والضبابية تتعامل سلطة فتح مع الأسرى الذين قست عليهم الظروف من توفير قوت أسرهم، بعد أن وجدوا أنفسهم مجبرين على العيش خلف القضبان، لتزيد العقوبات طين جراحهم بلة، بعد موجة التوتر والخوف الذي يلازمهم منذ قطع رواتبهم ومستحقاتهم الشهرية.
وبعد البيان الأول الذي أعلنت فيه الحركة الأسيرة الدخول في اضراب تصاعدي عن الطعام منذ أسبوع، لم تكلف حكومة الحمدلله وخلفها عباس نفسها بإصدار تصريح صحفي واحد يطمئن أصحاب الأمعاء الخاوية عن عودة الرواتب المقطوعة، واكتفت بالصمت المطبق.
وفي اعقاب إصدار الاسرى بيانهم الأول، تحدثت "الرسالة" مع عيسى قراقع رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين، الذي اكتفى بالقول "إن المشكلة في طريقها إلى الحل القريب دون أن يورد أي تفاصيل عن سبب قطع الرواتب"، وبعد إصدار الاسرى بيان ثان أمس الأربعاء لتصعيد الإضراب أعاد قراقع الحديث ذاته وجدد قوله بأن المشكلة في طريقها إلى الحل دون أن يدلي بأي تفاصيل".
وحمل بيان الأسرى الذي وصل "الرسالة" نسخة عنه، مزيدًا من الإحباط واليأس بعد عدم تلقيهم أي إجابة واضحة ترفع الظلم الصارخ وتعيد المستحقات المالية لعوائلهم.
وقال الاسرى في بيانهم "تعزيزاً لخطواتنا وإعلاءً لصرخة الحق في وجه الباطل الذي منع المستحقات من الوصول للعوائل فإننا اليوم نعلن عن انضمام رؤساء ومسؤولي ومنسقي الهيئات التنظيمية للحركة الأسيرة في سجون الاحتلال للإضراب المفتوح عن الطعام.
وأكدت الحركة الأسيرة على تصاعد خطواتها وانضمام عدد أكبر من الأسرى في الأيام القادمة إن لم تُرد الحقوق لعوائلنا، التي هي قبل كل شيء حق شرعي وقانوني وأخلاقي، والمساس بها هو تعدِّ على كل قيم شعبنا وثوابته المجمع عليها.
بدوره، كشف عبد الرحمن شديد مدير مكتب إعلام الأسرى، أن دخول قيادة الحركة الأسيرة في الإضراب عن الطعام، يعطي مؤشرات تؤكد على أن الخطوات التصعيدية ما زالت مستمرة ومتصاعدة حتى تستجيب السلطة لمطلبهم الأخلاقي والإنساني.
وأوضح شديد في حديث مع "الرسالة"، أن الحركة الأسيرة دفعت بقادتها من مختلف الفصائل، لتبعث برسالة واضحة مفادها أن الجميع خلف القضبان، متوحد للمطالب العادلة بإعادة الرواتب المقطوعة وإنه لا يوجد فرق بين أسرى الضفة أو غزة أو أسري التنظيمات.
واستغرب شديد من صم السلطة أذانها أمام المطالب المشروعة للأسرى بعد البيان الأول، وضربها بعرض الحائط جميع المنشدات ما أجبر الأسرى إلى اتخاذ الخطوة التصعيدية الثانية.
واعتقد شديد أن الاضراب سيتوسع، وسيأخذ منحنا تصاعديا في الأيام المقبلة، لأنه لا يمكن للأسرى الصمت أو التنازل عن كرامتهم، ولا يقبلوا بأن ينهش الفقر عوائلهم، نتيجة سلب سلطة عباس حقوقهم، التي تعتبر خطا أحمر لا يمكن التنازل عنه.
وكشف شديد في نهاية حديثه على أن الأسرى استنفدوا جميع الحوارات مع قيادات متنفذة بسلطة رام الله، التي ألقت لهم وعوداً كاذبة منذ خمسة أشهر لحل مشكلة قطع الرواتب، لذلك لم يجدوا وسيلة للمطالبة بحقهم سوى التصعيد والإضراب عن الطعام، كما تفعل مع قيادة مصلحة سجون الاحتلال.