قائد الطوفان قائد الطوفان

مكتوب: شوكولاتة الرئيس

وسام عفيفة
وسام عفيفة

وسام عفيفة

عاشت الفصائل والشخصيات الوطنية ذات الأحجام المتواضعة في كنف منظمة التحرير ترتع وتلعب في جنباتها السياسية وأُطرها التنظيمية وهيئاتها الإدارية، تحصل على مخصصاتها الشهرية، تؤدي فروض الطاعة السياسية للكبيرة فتح ورئيسها، رئيس كل شيء من التنظيم حتى الدولة الافتراضية.

وفي يوم من الأيام انقلب الحال واشتدت غلاظة قلب وجيب وسلوك الرئيس محمود عباس فأصابت شركاء المظلة ورفاق التمثيل الشرعي الوحيد، وتُوجت عمليات الإقصاء والإزاحة الأخيرة بإعفاء تيسير خالد القيادي في الجبهة الديموقراطية، من مسؤوليته عن دائرة شؤون المغتربين، رغم قبول الأخيرة شرعنة مجلس وطني المقاطعة الذي قاطعه معظم الكبار، وها هي الديمقراطية تشرب من نفس الكأس الذي أذاقته لغيرها يوم صمتت على قرارات الرئيس التفردية، فكان حالها ينطبق عليه المثل الشعبي" آخر المعروف ضرب كفوف".

التهميش والتغييب طال كافة فصائل منظمة التحرير، فلم يسلم من بطش الرئيس المرحوم تيسير قبعة الذي أزاحه من المجلس الوطني، وغيره من قيادات الفصائل، بل امتد التهميش ليطال أبناء التنظيم بقبول استقالة ناصر القدوة القيادي في فتح وابن أخت الراحل أبو عمار.

نهم الرئيس للسلطة والسيطرة وتهديداته لكل من يقف في وجهه بالإقصاء دفع من بقي على مقاعد المنظمة في الآونة الأخيرة لاستجداء عطف الباب العالي للمقاطعة، فزاد دلال الرئيس، وزادت اشتراطاته، ولم يعد أمام البقية الباقية سوى تشكيل فرقة عراضة والوقوف بباب الرئيس والغناء له على طريقة عراضة أبو ليلى شم الهوا:

"وزع شوكولاتة وطعمينا.. وضروري تعرف أسامينا".

لكن شوكولاتة الرئيس باتت حكراً على أبناء العائلة والمقربين من عظم الرقبة لأنه لم يعد يثق بأحد، وكلما طال به العمر ضاقت دائرة المريدين من حوله، وتكررت دعاويه إلى الوحدة الوطنية التي تمكنه من التفرد في القرار، بواسطة التهديد والعقوبات والتجويع والحرمان.

وهكذا تكتشف فرقة العراضة الفصائلية متأخرة أنها لن تنال "نقوط" ولا شوكولاتة من الرئيس، لهذا لن نستغرب أن تنقلب خلال الفترة القادمة وتغني على نغمة أبو ليلى الجديدة: "لا حدا ياكل شوكولاتة.. طعمتها متل الشحاطه".

البث المباشر