قائد الطوفان قائد الطوفان

مقال: العالم على وحدة ونص

الكاتب
الكاتب

يستنفر العالم استعدادا لـ"طوشة" كبيرة تهدد العباد والأرزاق، بدأت ملامحها بتراشق في أسواق المال والأعمال، وقد تصيب شظاياها الاقتصادية منطقتنا.

ربما يتساءل المواطن الفلسطيني البسيط ومالنا وصراع الكبار، فليس لنا آبار نفط نخشى كسادها ولا موانيء وأساطيل تجارية نخاف خرابها، ولا حتى عملة وطنية نتحسب من انهيارها.

ما يقلقنا من عراك الديناصورات أنه غالبا ما يسقط الصغار بين الأقدام، وعندما يتنافس أو يتضارب التجار الكبار يتحمل "الأرزقية" الخسائر لأن عظامهم سهلة الكسر، أما الأخطر فهو أن تكون معارك الأسواق قرعا لطبول الحرب بالأسلحة الأكثر فتكا، وعلى رأي المثل: "أول الرقص حجلان".

في نظرة سريعة على السوق العالمي يتضح لنا حجم الدخان المتصاعد من البنوك المركزية والبورصات التجارية وما أصاب العملات الوطنية من نزيف.

فقد هزت العقوبات الامريكية على إيران وتركيا المنظومات المالية، بعد تبادل لكمات تجارية وضريبية مع التنين الصيني، فيما تراجعت الليرة التركية لمستوى هو الأسوأ منذ 17 عاما، وهوى الروبل الروسي بنسبة 6% بينما وصل سقوط الريال الإيراني لمستوى 120 ألف ريال للدولار في السوق السوداء.

أصداء طبول الحرب، ترددت على لسان القادة التي قصفت جبهاتهم الاقتصادية فقد أعلن الرئيس رجب طيب اردوغان إن تركيا تقف أمام حرب اقتصادية، فيما صرح رئيس وزراء روسيا ديمتري ميدفيديف: "أمريكا تعلن علينا حربا اقتصادية، وسننجح في مواجهتها.

المواجهة الاقتصادية الكونية لن تقف عند هذا الحد فمن المتوقع أن تؤدي إلى ارتفاع أسعار النفط، فيما تخشى أوروبا من الانكشاف بسبب الديون التركية للبنوك الأوروبية، ما قد يؤثر على النمو في أوروبا.

التحالفات العسكرية تبدلت لصالح التحالفات الاقتصادية، سيتضح ذلك عندما تلجأ تركيا لحل أزمتها عبر قروض من روسيا والصين، حيث أعلنت الاخيرة استعدادها لذلك، ليتشكل حلف ضحايا التغول الدولاري، الذي تقف الصين على رأسه.

عالم المال والسياسة يحبس أنفاسه تحسبا من القادم، فمعظم الحروب العالمية والثنائية اشتعلت بفتيل الأزمات الاقتصادية والصراع على ثروات الشعوب الفقيرة.

تبادل الضربات متصاعد والعالم يقف اليوم على وحدة ونص.

البث المباشر