قائمة الموقع

مكتوب: عودة المدارس بأحلام جديدة ومريول قديم

2018-08-30T06:39:11+03:00
صورة ارشيفية
غزة- رشا فرحات

عاد الجميع إلى مدارسهم، في المحافظات الفلسطينية، على اختلاف الوجع والظروف التي يعيشونها، بينما طلاب غزة كانت عودتهم مختلفة!

في العودة إلى المدارس يتحكم المال في الصورة النمطية، فترى كثيرا من الأطفال قد عادوا اليوم بزي دراسي قديم، بشكل لافت عن العام الفائت، أو بحقيبة قديمة ورثوها عن شقيق أكبر.

وفي ظل الظروف الراهنة التي يعيشها القطاع يبدو الحزن والانتظار والظرف السياسي الذي انعكس على الوجوه سائدا في هذا الصباح.

حيث قال زياد ثابت وكيل وزارة التربية والتعليم أن الوزارة فقدت عددا من المعلمين والطلبة كشهداء في مسيرات العودة، وهذا سيكون له بالغ الأثر.

ورغم الصعاب الكثيرة التي تدور في رحى غزة إلا أنها كالعادة تتجاوز، وتقلب الصفحة تلو الأخرى، بصعوبة منقطعة النظير، ورغم كل شيء عليها أن تستمر، فعلى حد قول ثابت أيضا هناك تطور ملحوظ في العملية التعليمية وهو ما يسمى بحوسبة العملية التعليمية التي اصبحت بشكل متقدم.

ولكن على الطلبة ان يذهبوا هذا العام الى مدارسهم، ولهم أحلام ككل أطفال العالم بحقائب جديدة، وأقلام ملونة، و" زي دراسي" يتماشى مع حداثة اللحظة، ولكن هذا الموسم كان مختلفا، فأحد أصحاب المحلات التجارية يؤكد أن تتابع مناسبتي العيد ثم العام الدراسي الجديد، جعل البيع أقل من كل عام، وكلما اشتد الحصار، يدفع التجار ثمنا لا بأس به من الخسارة، فعلى حد قوله وصل البيع في العام الماضي الى 50% ولكنه هذا العام لم يتعد 20%.

وقد تتجلى صورة الأزمة بوضوح أكثر حينما تأخذ جولة بين "اسكافية غزة" في سوق الزاوية فستجد هناك ازدحاما على غير العادة، لأهالي واولياء أمور وطلبة اكتفوا برقع حقائبهم القديمة، وخياطتها حيث أكد أحد الأبناء قائلا: ليس بإمكاني فعليا أن اشتري حقيبة جديدة لابني، وفي العيد اشتريت له بنطالا يصلح أيضا ان يذهب به الى المدرسة، ولم اشتر له حتى حذاء جديدا، وكل ما استطعت توفيره هو قميص بعشرين شيكل، حتى لا يشعر ابني بانه ذاهب بملابس قديمة، ويشعر بفرحة العودة إلى المدرسة، فهي عيد على كل حال.

ولم ينس أحد المصورين تلك الطفلة التي التقط لها صورة تخبئ فيها عينيها لأنها دخلت اليوم الى صفها بملابس عادية ودون مريول، لأنها لم ترض أن تلبس مريولها القديم، وأمها لم تستطع ان توفر لها مريولا جديدا فانطلقت باكية وخبأت عينيها فور أن سألها المصور: "لماذا لم تلبسي مريولك اليوم؟!"

كل شيء في غزة يبدو مختلفا، على مشارف العام الجديد والحديث يتردد عن أزمة الأونروا التي أضافت للعام الدراسي ضيقا على ضيق، وأزمات الحكومة التي تبدأ برواتب المعلمين، وتنتهي بالحاجة إلى كثير من المدارس الجديدة، بينما تناقش وكالة الغوث الموافقة على ثلاث فترات دراسية في اليوم بدلا من اثنتين.

وسط كل هذا وذاك يعود مليون وثلاثمائة ألف طالب وطالبة ليقفوا على أبواب 3030 مدرسة في كل المدن الفلسطينية، ربما لا تتسع لأعدادهم التي تزداد كل يوم، ولكنها حتما ستتسع لأحلامهم.

اخبار ذات صلة