قائد الطوفان قائد الطوفان

مكتوب: 4 أسباب تثير رعب حركة فتح من اتفاق التهدئة

صورة من توقيع اتفاق المصالحة العام الماضي
صورة من توقيع اتفاق المصالحة العام الماضي

الرسالة- شيماء مرزوق

لا تخطيء العين حجم الغضب والرعب الذي تبديه قيادات حركة فتح والسلطة اتجاه ما يتم بحثه في القاهرة حول التوصل لتهدئة في غزة استكمالا لتثبيت وقف اطلاق النار 2014، هذا الرعب والخوف يعكسه حجم الغضب والاستفزاز الواضح في تصريحات القيادات الفتحاوية.

وبعدما كانت غزة وأزماتها آخر اهتمامات فتح بالضفة الغربية، بات الشغل الشاغل لهم خشية التوصل الى تهدئة بين فصائل المقاومة والاحتلال في القطاع.

ومن المفارقات الغريبة ان فتح ورئيسها محمود عباس الذي حل كتائب شهداء الأقصى الجناح العسكري لفتح عام 2007 والذي لطالما كان يجاهر برفضه للمقاومة المسلحة ووصف الصواريخ بانها عبثية بات اليوم يرفض التهدئة ويريد استمرار حالة الاشتباك مع المحتل، في حين أن الوقائع على الأرض يؤكد أنه في الوقت الذي خاضت فيه غزة حروبا ضارية ضد الاحتلال كانت الضفة تتمتع بالهدوء الكامل في واقع لم يكن يأمل الجانب الإسرائيلي ان يحصل يوماً ما.

ويشترط أبو مازن أن تكون المصالحة أولاً وهي البوابة لأي تهدئة، لكن المصالحة التي يرغب بها تشترط أولاً اخلاء قطاع غزة من السلاح بالكامل، وهو شرط لم يضعه الاحتلال والوسطاء الدوليين والاقليميين في مباحثات التهدئة في مفارقة جديدة تؤكد أن شروط التهدئة باتت أبسط من شروط المصالحة التي أصبحت أكثر تعقيداً.

كما ان التهدئة أو الهدنة التي تصفها فتح "بالخيانة" يمكن القول إنها تنازل حينما يكون لها ثمن سياسي من ثوابت الشعب الفلسطيني وحقوقه وهو ما لم يحدث في هذه التهدئة قيد البحث، حيث أنه لا توجد شروط لها علاقة بالاعتراف بحق الاحتلال في الوجود كما تضمن أوسلو او التنازل عن حق العودة والقدس وبالتالي فان الحديث عن ان التهدئة مقدمة لتصفية القضية فيه الكثير من المبالغة والتهويل.

ولا يخفى على أحد ان فتح التي ألقت السلاح منذ أكثر من عقدين وباتت تحارب بقوة كل من يحمله أو يدعو للمقاومة سواء المسلحة أو حتى الشعبية ليست غاضبة على مباحثات التهدئة لأنها تريد حالة اشتباك مع الاحتلال الذي تقود معه شراكة امنية في الضفة، وإنما ترى فتح والسلطة في الضفة مخاوف دفعتها للتصرف بهذا المستوى من الجنون وهي:

أولاً: تدرك حركة فتح انه في اللحظة التي يتم التوقيع فيها على اتفاق تهدئة بين حماس والاحتلال أو حتى بحث عن أي اتفاقية معها فإن ذلك يعني تخلخل أسس شرعية السلطة وسحب البساط من تحت أقدامها وهذا هو سبب تعاملها الجنوني مع غزة وفرض العقوبات والتهديد بالمزيد.

ثانياً: رفع الحصار عن قطاع غزة او تخفيفه بدرجة كبيرة يعني تقوية حركة حماس وباقي الفصائل في القطاع وسحب لأوراق القوة التي تملكها فتح وتميز نفسها بها عن باقي الفصائل وهي "الشرعية والمال" ما يعني فك عزلة حماس وخروج قطاع غزة من عنق الزجاجة، بينما تبقى السلطة رهينة إجراءات وسياسات الاحتلال في الضفة التي جعلت من دور وشكل ووظيفة السلطة تتآكل بشكل تدريجي.

ثالثاً: سبب رفض أبو مازن لصفقة القرن التي ينوي الجانب الأمريكي طرحها لتصفية القضية الفلسطينية كونها تقوم على أساس دولة فلسطينية في قطاع غزة ربما ترتبط أولا بالمعازل السكانية في الضفة الغربية، ما يعني أن الطرف الذي يسيطر ويحكم في قطاع غزة سيكون هو العنوان القادم التي ستجبر جميع الأطراف على التعامل معه، وهنا تفقد السلطة ورقة جديدة وهي احتكارها الشرعية الفلسطينية وأنها العنوان الوحيد للشعب الفلسطيني، حيث يتضح ان إدارة ترمب تعمل بشكل مختلف عن سابقاتها ومستعدة لتجاوزها.

وفي ذات الوقت الذي يشن عباس هجوما لاذعا على حماس وجزء كبير من الشعب الفلسطيني الذي انقسم وتشرذم في عهده، لا يرفض لقاء أي وفد يهودي كان آخره الوفد الأكاديمي الذي كشفت القناة العاشرة أنه أبلغهم موافقته على دولة منزوعة السلاح، سوى من الهراوات للشرطة، دولة بلا جيش ولا أي شكل غير الشرطة".

رابعاً: السلطة لا ترفض التهدئة ولكنها تريد تهدئة شاملة متزامنة مع باقي الساحات الفلسطينية والمقصود هنا الضفة الغربية التي يتغول فيها الجانب الإسرائيلي نتيجة قمع المقاومة الفلسطينية من الاحتلال والسلطة معاً، حيث بات هناك دولة مستوطنين داخل الضفة يقطنها 800 ألف مستوطن يسيطرون على أكثر من 60% من أراضي الضفة.

وهنا ترغب السلطة في استغلال الوضع في غزة لتقود مباحثات تهدئة تشمل الضفة بدلاً من تغيير الوضع القائم فيها وتحريك انتفاضة شعبية تزعزع أمن الاحتلال وتجبره على وقف الاستيطان والتغول هناك، وذلك بما يضمن لها استمرار وجودها بعدما بدأت تتآكل.

البث المباشر