تتزايد احتمالات اندلاع حرب إقليمية كبرى في منطقة الشرق الأوسط، وفقاً للتقارير المتواترة، نظراً لوجود أسس كامنة لاندلاع مثل هذه الحرب، مع التصعيد المستمر في الحروب الصغيرة المتناثرة هنا وهناك، والتي يمكن أن تتطور إلى حرب طاحنة قد تشارك فيها قوى من خارج المنطقة.
يرجّح تقرير ل «معهد واشنطن» أن تندلع مثل هذه الحرب «نتيجة لتصعيد غير مقصود، في أعقاب رد إيراني ضد «إسرائيل» من سوريا، أو في أعقاب ضربة «إسرائيلية» ضد «منشآت إنتاج الصواريخ» في لبنان أو سوريا، ويمكن أن تبدأ نتيجة لضربة أمريكية أو «إسرائيلية» ضد برنامج إيران النووي.
أي أن «إسرائيل» تبقى هي محور مثل هذه الحرب، بسبب تدخلاتها المباشرة وغير المباشرة في شؤون المنطقة تحت ذرائع أمنية متعددة، وتبريرات تتعلق بأن أي تغيير في المنطقة لا يصب في صالحها يشكل تهديداً مصيرياً لوجودها.
ومن هذا المنطلق تواصل «إسرائيل» ملاحقة وضرب ما تعتبره أهدافاً ومواقع إيرانية وأخرى ل «حزب الله» في سوريا، وصولاً إلى الحدود العراقية، وهناك تقارير تشير إلى أنها نفّذت منذ عام 2013 أكثر من 130 ضربة في سوريا ضد شحنات أسلحة موجهة ل «حزب الله»، وجرى توسيعها منذ أواخر عام 2017 لتشمل «منشآت عسكرية إيرانية في سوريا».
وهي لا تتردد في توجيه ضربات لمواقع وأهداف سورية تابعة للنظام ترى فيها خطراً عليها، كما تضع لبنان والجنوب اللبناني تحت المراقبة الدائمة والمركّزة، وذلك على الرغم من محاولات القوى العظمى ضبط إيقاع الحروب المتناثرة ومنع تحويلها إلى حرب شاملة في المنطقة.
تستعد «إسرائيل»، طبعاً، لمثل هذه الحرب بالأسلحة الأكثر تطوراً في العالم، ومنها طائرات «إف- 35»، وما كشفه وزير الحرب أفيجدور ليبرمان عن امتلاك جيشه صواريخ حديثة ومتطورة جداً، تستطيع ضرب أي مكان في الشرق الأوسط، بينما تبقى ترسانتها النووية الضمانة الأخيرة للردع والتفوّق على جميع العرب.
في هذا السياق يتوقّع خبراء عسكريون «إسرائيليون» اندلاع حرب إقليمية كبرى خلال العام المقبل (2019)، وفق ما نقل المعهد الأمريكي عن هؤلاء.
ويطرح هؤلاء العسكريون، ومنهم الرائد في الجيش «الإسرائيلي»، نداف بين حور، والخبير في الشؤون العسكرية مايكل آيزنشتات، أربعة سيناريوهات للحرب المحتملة: أولها «حرب بين «إسرائيل» و«حزب الله» في لبنان»، يشارك فيها الإيرانيون ومقاتلون أجانب.
وثانيها يتمثل في حرب تنشب «على الأراضي السورية بين القوات «الإسرائيلية» والقوات الإيرانية» والمسلحين الموالين لطهران، «وربما عناصر من الجيش السوري».
والسيناريو الثالث، حرب على جبهتين «في لبنان وسوريا بين القوات «الإسرائيلية» والقوات الإيرانية»، وجماعات موالية لها.
ويتوقّع السيناريو الرابع نشوب حرب إقليمية، لكنه يصف احتمالاتها بالضعيفة، وتأثيرها بالقوي في حال حدوثها. كل الاحتمالات تبقى واردة، لكن أحداً لا يمكنه التكهن بنتائجها إن وقعت، لا قدّر الله .