قائد الطوفان قائد الطوفان

مكتوب: عائلة ذوقان .. معاناة موزعة على ثلاثة سجون

عائلة ذوقان
عائلة ذوقان

الرسالة نت - لميس الهمص

كما انفراط حبات العقد تتابعت المصائب على عائلة المحاضر الجامعي غسان ذوقان على مدار شهرين كاملين بسبب الاحتلال الذي لم يترك العائلة لتنعم براحة في منزلهم الواقع في مدينة نابلس فكرر مداهمته ليحمل لهم غصة جديدة في كل مرة.

لم تلتقط العائلة أنفاسها ما بين اعتقال ثم مصادرة وتلاه اعتقال، ثم تخريب ومصادرة أخرى وهكذا.

بدأ الاحتلال بتجديد فصول المعاناة بحق العائلة في الحادي عشر من يوليو عندما اقتحمت قوات الاحتلال منزلها وعاثت فيه فسادا قبل أن تقدم على اعتقال رب الأسرة المحاضر بجامعة النجاح غسان ذوقان البالغ من العمر 61 عاما.

لم تكن المرة الأولى التي يعتقل فيها الاحتلال ذوقان إلا أنها كانت الأصعب على العائلة، تقول ابنته لبابه إنه يعاني من عدة أمراض تسببت بها سنوات اعتقاله السابقة، الربو والديسك وآلام في الأكتاف، أمراض اصطحبها ذوقان معه لخارج السجن بسبب الإهمال الطبي هناك.

انتقل الوالد مباشرة لمركز تحقيق "ابتاح تكفا" ومكث فيه لشهرين قبع خلالهما تحت الضغط المتواصل دون مراعاة لوضعه الصحي وعمره، في انقطاع تام عن العالم الخارجي.

وبحسب لبابه فإن العائلة لا تعرف حتى اللحظة التهم الموجهة لوالدها فهو قيد الاعتقال الإداري كما المرات السابقة.

"تموز" الشهر الذي تمقته عائلة ذوقان كونه كان شهد اعتقال والدهم ليكمل ما مجموعه عشر سنوات داخل سجون الاحتلال تحت الاعتقال الإداري، ولتتوالى خلفها أساليب الضغط عليه من قبل الاحتلال.

بعد أسبوعين فقط على اعتقال الوالد أقدم الاحتلال على اعتقال نجله معاذ البالغ من العمر 32 عاما الأب لطفلين ليخضع هو الآخر للتحقيق، مع مصادرة 11 آلف شيكل من منزلهم.

كرر الاحتلال الضغط على الوالد في السادس من أغسطس باعتقال ولديه الآخرين براء وبهاء، ومصادرة سيارة الأم، الا أنه فرج بعدها عن بهاء وأبقي براء تحت التحقيق.

ويستقر الحال بالأخوين معاذ وبراء في سجن مجدو وبالوالد في هداريم دون أن يسمح الاحتلال لأي منهم بمقابلة الآخر.

جدران بيت الأسير ذوقان شاهدة على همجية الاحتلال الذي كرر مداهمته مرة تلو الأخرى لزرع المرارة في قلب الأسير غسان وزوجته فلجأوا مؤخرا لاستهداف "مشروع العمر".

بغصة بدت في صوت لبابة تقول: هاجم الاحتلال مطبعة والدي التي بناها "حجر حجر" على مدار عشرين عاما، كان يسعى لتأمين مستقبل أخوتي لكن الاحتلال لم يرق له ذلك فصادر أهم 6 ماكينات داخل المطبعة ليتسبب لنا بخسائر قدرت بمليون شيكل.

إحدى الماكينات المصادرة تؤكد لبابة أنها الوحيدة الموجودة في شمال الضفة الغربية، كما أن والدها لازال يقسط ثمنها حتى اللحظة ويحتاج عامين آخرين للانتهاء من ثمنها.

"ربنا مثل ما اعطانا راح يعوضنا" كلمات خففت كثيرا عن كاهل الأم بعدما سمعتها من زوجها في أحد جلسات المحكمة بعد معرفته بما جرى "لمشرع عمره" فتيقنت حينها أن غسان من الصعب أن ينكسر.

ورغم المعاناة والمشقة المضروبة بالرقم ثلاثة تحرص أم معاذ على زيارة المحاكم لرؤية زوجها وأبنيها ولو لخمس دقائق كما تسمح السلطات الإسرائيلية، لكن ترديده "الحمد لله" عند السؤال عن حالهم تعني لها الكثير فهي بمثابة الوقود لإكمال الطريق دون سند.

"أمي جبارة" نستمد الصبر منها، هكذا تصف لبابة أمها رغم قساوة ما مرت به العائلة، خاصة وان عيد الأضحى لهذا العام لم يكن ذا طقوس روتينية وكان الأصعب على العائلة مع غياب ثلاثة مع أفرادها.

البث المباشر