لم تأبه "وردة" لذاك الدخان المنبعث من فوهة بندقية قناص إسرائيلي يرى أن تواجد الفلسطيني على الحدود جريمة يقابلها النار، كل ما في الأمر أنها أرادت ايصال رسالة من خلال "غديوة العودة"!
تكدست الأطباق بجوار بعضها على طاولات متقابلة، كخلية نحل وقفت المشاركات في ترتيب المكان، وتجهيز "طنجرة" المقلوبة لتبدو شهية أكثر حين تقلب رأسًا على عقب وتأخذ لها الفتيات صورة تذكارية والخلفية نار "الكوشوك" وقنابل الغاز!
بحماس كبير حدثتنا صاحبة الفكرة الناشطة الإعلامية وردة الزبدة والتي قالت: "فكرة غديوة العودة بدأت معي منذ وقت عندما كنت أشارك في أيام الجمعة خلال مسيرات العودة، وبعد نشر بعض الصور عبر حسابي على الفيس بوك والانستجرام كانت تصلني رسائل عديدة من أخوات أعرفهن وبعضهن لا أعرفهن تقول "يا ليتنا معكم" "خديني معك المرة الجاية" "احكيلي لما بدك تروحي".
وردة التي فكرت في طريقة لجمعة مختلفة وتحقيق أمنيات بعض الفتيات والنساء الأخريات اللواتي لم يشاركن في مسيرات العودة فكانت الــ "غديوة".
الهدف من هذه الفعالية بالنسبة لوردة " أن نجتمع كفتيات ونساء فلسطينيات تسود بيننا المحبة والألفة وبذات الوقت نشارك سوياً بالحشد، للتأكيد على سلمية مسيرة العودة"، وتعلق بتأكيدها
"ليس هناك شيء أكثر سلمية من أن نأخذ طعامنا ونجلس نتناوله أمام بلادنا وأراضينا التي سلبت منا".
"إعلان مهم" عبر حساب الناشطة وردة الشخصي عبر الفيس بوك كانت الدعوة الأولى للمشاركة بالفعالية حيث ذيلت أسفل كلمة "اعلان مهم" دعوتها "الى كل الصحفيات والإعلاميات والناشطات والصديقات والأخوات والمتابعات الغاليات إيماناً منا وإصراراً على مواصلة المسيرات السلمية على حدود قطاع غزة، وبالتعاون مع شبكة الماجدات الإعلامية ندعوكم للانضمام إلى اللقاء الجميل الذي سيجمع ثلة من فتيات ونساء هذا الوطن الثائرات الماجدات المناضلات
وذلك في فعالية "غديـــــوة العودة" التي سوف تتم يوم الجمعة القادمة جمعة "مسيراتنا مستمرة" الموافق 31 أغسطس على الحدود الشرقية لقطاع غزة.
اسم "غديوة" يحمل طابع المودة والمشاركة وفق منسقة الفعالية، نوع من السلمية والخفة بين رصاص المحتل ونار حقده.
الصور التي شاركتها وردة والمشاركات كانت تظهر التفاعل الواضح والمشاركة الكبيرة في الفعالية، كان الأمر كذلك بالنسبة لأنواع الأطعمة والحلويات التي تصدر المشهد طبق حلوى "ليالي لبنان" وقد زين وجه الطبق بــ "مسيرة العودة مستمرة" بحبات من الفستق الحلبي المطحون.
فتيات لم يسبق لها أن شاركن في مسيرات العودة كان تواجدها الأول خلال "الغديوة" وفق وردة، في حين كانت أم الشهيد المسعف موسى أبو حسنين والجريحة سامية جابر بين المشاركات.
لم تنس صاحبة الفكرة أن تحدثنا عن الفقرات التي تخللت "الغديوة" مثل الأهازيج والمواويل الشعبية والمسابقة الثقافية التي أعدتها للحاضرات مع بعض الجوائز العينية، في حين أن المأكولات التي جاءت بها المشارِكات في الفعالية تنوعت وحملت الطابع التراثي والأكلات الشعبية الفلسطينية مثل المقلوبة والملوخية والبامية وبعض الأكلات الشامية مثل الكبة.
كان ختام الفعالية مسكًا بالنسبة لوردة والمشاركات فلقد كانت النهاية بالدعاء بعد صلاة العصر أن يجمع الله المشاركات سوياً على "غديوة" في باحات المسجد الأقصى المبارك.