قائد الطوفان قائد الطوفان

مكتوب: الأقصى خال من المصلين ومطالبات بشد الرحال إليه

المسجد الأقصى
المسجد الأقصى

الرسالة نت - رشا فرحات

بدأت القصة حينما اجازت المحكمة الإسرائيلية في بداية هذا العام للمستوطنين بأداء صلواتهم التلمودية أمام بوابات الأقصى، ثم تمدد الأمر شيئا فشيئا وأصبحت الصلوات داخل باحاته، وتدريجيا أصبحت ساعات الصباح الأولى من التاسعة صباحا إلى ما قبل صلاة الظهر حكرا على المصلين اليهود.

في المقابل يتعمد جنود الاحتلال إخلاء باحات الأقصى من المسلمين بتمركزهم على بوابات المسجد، لمنع المصلين من الدخول في هذا التوقيت، مع أن الجميع قد أعلن عن رفضه قرار المحكمة ا(لإسرائيلية) في حينها وعلى رأسهم الشيخ عكرمة صبري الذي أكد في مقابلة سابقة بأن المسجد الأقصى أسمى من الخضوع لقرارات المحاكم أو الاتفاقات والتنازلات.

وأضاف أنه سيمنع أي تصرف عدواني تجاه المسجد، ولن يسمح للمتطرفين بالمس بحرمته، وحمّل الشرطة (الإسرائيلية) مسؤولية أي توتر قد يحدث، إلا أن المشهد يبدو أكثر قتامة، فمحاولات الاحتلال ابعاد المصلين والمتضامنين والنشطاء عن الأقصى في تزايد وبدت فعلا باحات الأقصى خالية من أصحابها على الرغم من عدم وجود قانون يمنع المصلين من دخول الأقصى لأي سبب.

معين عودة المختص بقضايا القدس لفت في مقابلة مع الرسالة إلى أن سياسة الاحتلال هي البدء بتطبيق القرارات على أرض الواقع قبل أن تدعمها بقوانين، مؤكدا أن الأقصى يبدو الآن فارغا من المصلين بناء على منع الاحتلال دخول المصلين في هذه الساعات وسعيه إلى جعل ذلك الأمر طقسا عاما تمهيدا لتقسيم الأقصى.

ولفت إلى أن الأمر بدأ بهذه الصورة في الحرم الإبراهيمي حتى أصبحت صلاة المتطرفين اليهود في مواعيد محددة أمرا مفروضا وواقعيا بموافقة القانون، أو ما سمي لاحقا بالفصل الزماني، والذي لا يلتفت إليه الإعلام كما ينبغي، مشيرا إلى أنها عادة (إسرائيل) في فرض الواقع تدريجيا.

ويتخوف عودة من أن يصبح الأمر واقعا خصوصا في ظل إبعاد عدد من المصلين عن الأقصى ولا يضمن عودة ما يفعله اليهود في تلك الساعات التي تخلو من المسلمين، وقد يتفاقم الأمر ويتم الاعتداء على معالم الأقصى بشكل أو بآخر.

طلاب لأجل الأقصى

ودعت منظمة يهودية تسمى طلاب لأجل الهيكل إلى زيارات منظمة واقتحامات لباحات الأقصى خلال رأس السنة العبرية في شهر أيلول المقبل، وجاء في بعض أوراق ألصقتها هذه الجماعة المتطرفة دعوة للتوجه لاقتحام الأقصى خلال عيد رأس السنة بدل السفر للخارج لقضاء الإجازة.

وقال رئيس المنظمة اليهودية المتطرفة "طلاب لأجل الهيكل" المتطرف "طل كوفل"، إن "هذا النشاط هو مقدمة لنشاطات عديدة وكبيرة قادمة من أجل زيادة أعداد اليهود في ما اسماه بـــ (جبل الهيكل).

وردا على هذه الدعوات أطلق نشطاء فلسطينيون من القدس والأراضي والداخل المحتل، حملة لدعم الرباط والتصدي لاقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى المبارك وذلك ردًّا على جماعة "طلاب لأجل الهيكل" التي تنظم تلك الاقتحامات.

ودعا القائمون على الحملة إلى مشاركة واسعة عبر مواقع التواصل الاجتماعي لدعم الأقصى، وقالوا إنهم أطلقوا حملتهم "ردًّا على جبهة الباطل جماعة طلاب لأجل الهيكل".

وقالت الناشطة هنادي الحلواني داعية للمشاركة في هذه الحملة: من واجبنا نحو الأقصى نحن المقدسيين شد الرحال له أكثر من السابق، وإعماره والصلاة فيه وخاصة المنطقة الشرقية إذ أن عين الاحتلال تكاد لا تنام ليلاً ولا نهاراً وهي تخطط في السيطرة عليها بما فيها تلة الرحمة.

وأضافت: هذه المنطقة تكاد لا تخلو من المقتحمين الصهاينة في كل يوم، فهي الهدف القادم لهم، في ظل عدم تواجد المسلمين فيها نظرا لأنها منطقة مهجورة لقربها من المقابر ومليئة بالحجارة والركام الذي لا يسمح الاحتلال بالاقتراب منه أو ازالته ولا الصلاة فيه.

ودعت الحلواني إلى شد الرحال للمسجد الأقصى والتواجد فيه باكرا وخاصة عند المنطقة الشرقية وإحيائها بالدروس والفعاليات والصلوات وعدم تركها فارغة للغاصب والمحتل، حتى لا يخلو الأقصى تدريجيا من المسلمين.

يذكر أن أطماع الاحتلال بدأت بالتوجه تدريجيا إلى المناطق الشرقية للأقصى أو ما يسمى منطقة باب الرحمة الذي ظل مهجورا لسنوات بسبب منع الاحتلال للمصلين من تنظيفه أو تأهيله حتى ليلة 27 رمضان هذا العام فبادر متطوعون إلى تنظيفه وتأهيله للصلاة ضمن حملة شعبية عنوانها "باب الرحمة إلنا".

وردا على ذلك سارع الاحتلال إلى إجراءات تركز عليها كمساحة أساسية لنشاط المقتحمين اليهود وأداء شعائرهم الدينية ومنع تنظيفها من قبل المسلمين، علاوة على أن حزب الليكود كان قد ناقش سابقا خطة تشير صراحة إلى اقتطاع المساحة الموازية لباب الرحمة وجعلها مكانا دائما لصلوات اليهود.

البث المباشر