قائمة الموقع

مكتوب: عباس على منصة الأمم المتحدة.. معزول وطنيًا ومفلس سياسيًا

2018-09-17T07:04:46+03:00
عباس
الرسالة  - محمود هنية   

استبق رئيس السلطة محمود عباس خطابه المزمع على منصة الأمم المتحدة، بإصدار تعليمات لقيادة فتح بالتوقف عن شتم الرئيس الامريكي دونالد ترامب او انتقاده، "في تقديم أولي لفروض الطاعة للرئيس الامريكي قبيل القمة المزمع انعقادها نهاية الاسبوع الجاري.

عباس كعادته قبل كل خطاب في الأمم المتحدة، حاول التواصل لعقد اجتماع بالقاهرة بمشاركة الأمناء العامين للفصائل، بغية صبغ الشرعية السياسية والفصائلية لتمثيله، وهي المحاولة التي بائت بالفشل، بعد رفض الفصائل الفلسطينية عقد هذه اللقاءات قبيل خطاب عباس.

وتحدث أبو مازن حول امكانية انعقاد المجلس المركزي بعد الخطاب مباشرة، في ظل التلويح بسحب صلاحيات المجلس التشريعي واحالتها لـ"المركزي" وهي الخطوة التي وصفتها قيادات الفصائل بـ"الجنونية" كونها تسحب صلاحيات السلطة لمنظمة يستحكم بها فريق عباس فقط!

"لم نخذلك يومًا في كل المحافل التي توجهت بها للأمم المتحدة؛ لكنك خذلتنا في كل المراحل"، كانت هذه كلمات خليل الحية نائب رئيس حماس في غزة اثناء توجيهه عتاب لعباس على سلوكه الإقصائي ضد الفصائل، ما يعني أن حماس كانت حريصة على توجيه انذار لعباس قبيل توجهه للأمم المتحدة، يعدّل فيه مساره تجاه الفصائل الفلسطينية!

عباس يدفع اليوم ثمن سلوكه التفردي والإقصائي، وتخليه حتى عن الاطر التي شكلها هو، "واصراره على رفض الدعوة لعقد الإطار الوطني القيادي من اجل تفعيل كامل ملفات المصالحة"، هكذا رأى امين سر قوى تحالف المقاومة بدمشق خالد عبد المجيد.

وقال عبد المجيد لـ"الرسالة" إنّ مواقف عباس جلبت له وللقضية المتاعب، مشيرا الى أن القاهرة ارسلت دعوات لفتح والجهاد والجبهتين من اجل بحث ملف المصالحة، "لكن عباس يصر على عدم عقد الاطار القيادي المؤقت لتفعيل ملفات المصالحة، ويريد الاكتفاء بصورة فقط".

وذكر أن تهديد عباس بعقد اجتماع لأطره في رام الله، "لا معنى لها فكل المؤسسات التي فرزت من المجلس الوطني المزور لن تقرر مصير الشعب الفلسطيني ولا شرعية لها".

الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أكدّت على لسان ماهر مزهر، أنّ المؤتمر الوطني الذي عقد في قطاع غزة الخميس الماضي، في الذكرى الخامسة والعشرين لتوقيع اتفاق اوسلو المشؤوم، يؤسس لمرحلة جديدة تحاصر الفريق الذي وقّع على اتفاق اوسلو.

وقال مزهر لـ"الرسالة" إنّنا "نعتقد جازمين أن عقد مؤتمر شاركت فيه كل القوى المناضلة المعارضة للاتفاق والتي تمثل شرائح المجتمع كافة، يؤسس لمرحلة جديدة تحاصر هذه المجموعة التي استغلت توصيفها بأنها قيادة للشعب الفلسطيني".

وأضاف: "هذه ليست قيادة الشعب، بل هي قيادة متنفذة سوّلت لنفسها بيع فلسطين"، مشيرا الى أن هذا الاتفاق شكّل نكبة جديدة على الشعب الفلسطيني.

وذكر مزهر أن توقيع الاتفاق كان أخطر من وعد بلفور، "لأن من وقع عليه كان فلسطينيًا، وتخلى عن 78% من أرض فلسطين وترك 22% منها للتفاوض".

وذكر أن هذا الاتفاق حوّل السلطة لوكيل أمني حامي للاحتلال، وظيفته ملاحقة المقاومة وضرب بينتها التحتية التي كان من الاولى تصليبها لمواجهة الاحتلال، ولم يجلب هذا الاتفاق "سوى الضياع والتيه والمزيد من قضم الحقوق الوطنية".

وأكدّ ضرورة التوجه لانتخابات جديدة تمثل الكل الوطني، والتوجه نحو عقد مجلس وطني توحيدي تشارك فيه الضفة وغزة والشتات، والعمل على رسم استراتيجية جديدة تقوم على مواجهة الاحتلال.

وختم بالقول إن مثل هذه الاتفاقات لا يمكن أن توفر للاحتلال امنًا ولن تكسر عزيمة الشعب الفلسطيني.

قال عضو المجلس المركزي عمر الغول، إن المجلس المركزي في الدورة القادمة المتوقع عقدها في شهر نوفمبر المقبل بعد عودة عباس من الأمم المتحدة، "ستكون سيدة نفسها وستناقش فكرة الانتقال من السلطة للدولة".

وردا على سؤال للرسالة إن كانت دراسة فكرة الانتقال تعني حل التشريعي واعتبار المركزي برلمانًا، أجاب الغول: "ليس هناك توجه لهذه اللحظة لكن كما قلت كل شيء جائز".

من جهته، قال مسؤول مفوضية التعبئة والاعلام في حركة فتح موفق مطر، إن "فكرة البحث عن بديل لدور المجلس التشريعي لم يناقش حاليا، لكن المجلس المركزي عمليا هو من قررّ تشكيل السلطة الفلسطينية وبالتالي له الوصاية عليها".

وكان صلاح ابو ركبة مسؤول الجبهة العربية الفلسطينية في غزة، قد ذكر لـ"الرسالة" أن هناك توجها سابقا بأن يتم حل التشريعي في اجتماعات المركزي، وهي خطوة كارثية لأن هذا اضعاف لمؤسسات السلطة.

 

اخبار ذات صلة