قائد الطوفان قائد الطوفان

مكتوب: صغار السن يتقدمون وعباس يتراجع

مصطفى الصواف
مصطفى الصواف

مصطفى الصواف

تركتهم وعيونهم تكاد تزرف الدموع، وبدا عليهم الحزن الشديد، فلازال عودهم غضا، فلم يتجاوز الواحد منهم الحادية عشر من عمره، جاء من أجل المشاركة في مسيرة هربيا (زيكيم) والتي جرت يوم الإثنين الماضي، كان الحماس يقذف من عيونهم وهم قادمون وكلهم أمل بالمشاركة مع جموع المشاركين في التعبير عن حقهم في أرضهم وحقهم في كسر الحصار عن قطاعهم للعيش بكرامة.

حزنت كثيرا وأنا أنظر إليهم ولولا صغر سنهم لحملتهم في المواجهة ستكون ساخنة والازدحام كبير ووجود صغار السن قد يجعلهم غير قادرين على المواجهة وغير قادرين على التحرك فقد قرر منظمو المسير عم السماح لهم بالركوب في الحافلة وطالبوهم برفق بالمغادرة لكنهم وقفوا يرقبون الحافلة وهي تتحرك فغادرتهم وابتعدت عنهم وتركتهم دون أن تحقق لهم حلمهم بالمشاركة، قد يكون قرار منظمي المسير من الناحية العملية بمنعهم حفاظا عليهم حتى لا يكونوا صيدا سهلا للاحتلال وقناصته؛ ولكن من ناحية عاطفية وشعورية قد يكون المنع قد سبب لهم حزنا شديدا؛ ولكن حرصا عليهم منعوهم من المشاركة، هكذا يفهم الأمر، ويجب أن يفهم كذلك، وهو دليل على الحرص على عدم مشاركة صغار السن وإن كان هناك منهم من شارك ولكنه لم يشارك برغبة المنظمين بل وصلوا الى المكان لقرب سكنهم منه.

عباس والأمم المتحدة

اليوم في تمام الساعة السابعة مساء سيلقي محمود عباس كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة والقضية الفلسطينية تمر بأخطر مراحلها من التصفية الأمر الذي يتطلب موقفا فلسطينيا موحدا لمواجهة مشاريع التصفية والقضاء على المشروع الوطني عبر ما يسمى صفقة القرن التي تروج لها الإدارة الامريكية وتنفذها على أرض الواقع بندا بندا، حيث بدأت باعتبار القدس عاصمة الكيان الصهيوني واسقاطها عن طاولة التفاوض بين الفلسطينيين والكيان الصهيوني، ثم جاء دور تصفية قضية اللاجئين من خلال العمل على تصفية وكالة الغوث واعتبار أن عدد اللاجئين الفلسطيني لا يتجاوز النصف مليون وليس ستة ملايين كما يريد ترمب، هذا الأمر وغيره من القضايا كالاستيطان ومصادرة الأراضي وقانون القومية العنصري وغيرها كانت بحاجة من محمود عباس عند ذهابه إلى الأمم المتحدة التسلح بوحدة وطنية وموقف فلسطيني جامع يصمد موقفه ويؤكد على أنه يمثل الكل الفلسطيني بدلا من الذهاب إلى نيويورك وهو لا يمثل الا جزء بسيط من الشعب الفلسطيني (فتح محمود عباس) ويفرض العقوبات ويهدد بفرض مزيد منها على قطاع غزة ويصر على الاستفراد والتفرد بالقرار.

ما نتمناه على محمود عباس أن يكون خطابه مصحوبا بخطوات عملية لا مجرد كلمات متكررة كما كانت في السنوات الماضية، عواطف ميته واستجداء دون أن يصاحبها قرارات عملية كإلغاء اوسلو العار ووقف التنسيق الامني وإلغاء العقوبات المفروضة على القطاع والعمل على الالتقاء بالكل الفلسطيني حماس والجهاد والديمقراطية والشعبية؛ ولكن خرج ولم يتخذ أي من تلك القرارات ثم يكون الحديث عن خطاب هام ومهم وخطير وفيه قرارات جريئة لصالح القضية والشعب.

على العموم مطلوب من عباس أن يكون على قدر المسئولية وقدر تحمل المسئولية وقدر المخاطر التي تتعرض لها القضية ويكون بالفعل عنوانا للقضية والشعب وإن كنت أشك في ذلك، ولا أرى في خطاب عباس الا تكرار للمواقف السابقة والتهديد باتخاذ إجراءات وأنه سيلقي بقنبلة في وجه العالم، ولكن يبدو أن قنبلة عباس التي يهدد بها دوما دون صاعق وتبقى دمية يهدد بها وهي غير قابلة للانفجار

البث المباشر