قائد الطوفان قائد الطوفان

مكتوب: غزيون يثورون لانتفاضة الأقصى على الحدود الشرقية

صورة
صورة

غزة-محمد شاهين 

منذ انطلاق مسيرات العودة وكسر الحصار في الـ 30 من آذار الماضي، عول قادة الاحتلال على عامل الوقت في تبددها، واحتواء غضب الشباب الثائر الذي حمل على عاتقه تطوير أساليب المقاومة الشعبية والسلمية للوقوف في وجه "الإسرائيلي" على الحدود الشرقية لقطاع غزة.

وعلى الرغم من محاولة قادة الاحتلال مراوغة الغزيين، بعقد مفاوضات لإبرام تهدئة مع قطاع غزة يكسر خلالها الحصار المستمر منذ 12 عاماً، انخفضت حينها حدة مواجهات مسيرات العودة بعد إطلاق سيلاً من الوعود الكاذبة، عاد المنتفضون مجدداً ليؤكدوا أنه لن يتخلوا عن مطالبهم مهما كانت الظروف.

الجمعة الماضي، الذي أطلقت عليه الهيئة الوطنية العليا لكسر الحصار، "جمعة انتفاضة الأقصى"، أتت رياحها بعكس ما تشتهيه "سفينة الإسرائيلي"، إذ حظيت بزخم جماهيري كبير جداً أربك حسابات الاحتلال، ودفعته لاستخدام أساليب القوة المفرطة في وجه المتظاهرين السلميين العزل على حدود غزة الشرقية.

وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية بغزة، أن "جمعة انتفاضة الأقصى "الـ 27 بمسيرات العودة، تعد الأكثر دموية بعد مجزرة الاحتلال التي ارتكبها بحق المتظاهرين بـ 14 مايو (ذكرى النكبة)، إذ تعمد الاحتلال خلالها القنص المباشر في المناطق القاتلة والحساسة، ما أدى إلى استشهاد 7 مواطنين بينهم طفلان، وإصابة 506 بجراحٍ مختلفة.

الثبات حاضر

بمنطقة "أبو صفية" شمال شرق مدينة غزة، يواصل الشاب الثائر مصطفى ريان مشاركته بمسيرات العودة وكسر الحصار للجمعة الـ 27 على التوالي، إذ يتخذ منها وسيلة للدفاع عن حقه بالعودة وكسر الحصار "الإسرائيلي" الذي يثقل على أهالي قطاع غزة.

يقول الذي استعان بعكازيه للوصول إلى الحدود الشرقية "بالرغم من إصابتي برصاصة قناص "إسرائيلي" بالفخذ، إلا أنني عازم على مواصلة مقاومة المحتل الذي يتلذذ على عذاب أهالي قطاع غزة الذين يرفضون العيش بالذل ويتمسكون بالوقوف في وجه صفقة القرن والمخططات الأمريكية "والإسرائيلية" لتصفية القضية الفلسطينية".

ويضيف صاحب البشرة السمراء في حديثه مع "الرسالة" "لم يعد لدينا ما نخسره لنعتذر عن المشاركة بمسيرات العودة، كون أهالي قطاع غزة يدركون بأن حقوقهم تنتزع من المحتل "الإسرائيلي" انتزاعا فهو لا يعرف إلا لغة القوة".

حال الشاب ريان، ينطبق على عشرات الشباب الثائر الذين التقتهم "الرسالة"، على الحدود الشمالية الشرقية لقطاع غزة، إذ لم تثنهم إصاباتهم من إعادة المشاركة بالمسيرات رغم أنها أثقلت كاهلهم في الوصول إليها، في مشهد يلخص مدى ثبات الغزيين في مقاومة الاحتلال "الإسرائيلي" بكافة السبل المتاحة.

المرأة لا تتغيب

وبالرغم من الوحشية "الإسرائيلية" في التعامل مع الشباب الثائر على الحدود الشرقية، تواصل المرأة الفلسطينية رفضها بالابتعاد عن المشاركة بكافة وسائل مقاومة الاحتلال، إذ شهدت المسيرات حضور الفلسطينيات، ابتداءً بخيام العودة وانتهاءً بالسلك الفاصل بين المتظاهرين الذين يشكلون جدارا بشريا في وجه القناص القاتل.

أم أحمد (52 عاماً)، أصيبت أيضاً برصاصة في قدمها، دفعتها للسير مستندة على عكازها، تقول "للرسالة"، إن "مجيئها إلى الحدود الشرقية "منطقة أبو صفية"، يعتبر حرصا على الوقوف في وجه المحتل "الإسرائيلي"، ومشاركة الشباب الثائر في المقاومة حتى انتزاع الحقوق المسلوبة بغزة".

وتتابع الخمسينية التي سبق وأن التقتها "الرسالة" بالمسير البحري الأسبوعي "زيكيم": أواصل اليوم نقل رسالتي لجميع أحرار العالم، بأننا نبحث عن عيش حياة كريمة بعيدة عن الحصار الظالم الذي تسبب في عشرات الأزمات الخانقة لنا، كوننا نرفض تمرير جميع الصفقات المشبوهة التي تسعى لإنهاء قضيتنا العادلة".

وتوجهت ام احمد في نهاية حديثها برسالة لرئيس السلطة محمود عباس، قائلة "بدلاً من أن تحارب هؤلاء الابطال الذي يدافعون عن وطنك وقضيتك، عليك أن تتقوى بهم، فنحن أهل المقاومة باقون وأنت ستفنى".

البث المباشر