كسر الحصار كلمة السر في مسيرات العودة وكسر الحصار والتي انطلقت في الثلاثين من مارس وما لم يتحقق كسر الحصار فمسيرات العودة وأدواتها ستستمر وتتطور وستربك الاحتلال، الاحتلال يماطل ويستهلك الوقت أملا بأن فصل الشتاء على الأبواب وسيتوقف سير المسيرات نتيجة الأحوال الجوية.
الاحتلال الصهيوني يعتقد أن الابداع الفلسطيني له حدود ويمكن أن يتوقف عند حد ما؛ ولكن ما نشاهده من إبداع فلسطيني في تطوير واستحداث أدوات جديدة لم يتوقف وهو في تطور مستمر، والاحتلال مخطئ عندما يظن أن الشتاء سيكون كفيلا بوقف المسيرات كونه يشكل عائقا على تحرك المواطنين يحول دون تدفقهم نحو الحدود الزائلة.
الشتاء سيحمل مفاجآت للاحتلال لا يتوقعها وستشتعل المسيرات أكثر وأكثر الأمر الذي يشكل ضغطا على الاحتلال وارباكا له غير متوقع، لأن قرار المسيرات قرار شعبي سيعمل الفلسطينيون على زيادة زخمه بشكل لا يخطر على بال الاحتلال، لذلك على الاحتلال أن يدرك أن التسويف والمماطلة في محاولة لاستهلاك الوقت لن تجدي نفعا بل على العكس مع تقدم الايام تزداد ضراوة المسيرات وفعالياتها وأدواتها، فالإرباك الليلي وهربيا (زييكم) وبيت حانون هي دليل واضح على ابداع الفلسطيني والجرأة التي عليها الفلسطينيون منقطعة النظير وفاجأت الاحتلال كثيرا حتى افقدته جزءا كبيرا من الردع لهذه المسيرات والتي لم يتوقع أن تستمر حتى يومنا هذا حتى يتوقع التنوع والتطور في الادوات الشعبية في مواجهة الاحتلال.
الخيار أمام الاحتلال بدأ يضيق فلا خيارات كثيرة، فالدخول في معركة مع قطاع غزة بات خيارا ضعيفا للاحتلال وإن كان ممكنا، لذلك ليس أمامه الا الاستجابة لمطالب الفلسطينيين في رفع الحصار فهذا الخيار الاقل تكلفة في ظل الظروف التي يعيشها الاحتلال من عدم اكتمال منظومة الجدران وعدم جاهزية قواته ومجتمعه وخططه في تطويع العالم العربي ودخوله في مرحلة الانتخابات.
عسكرة المسيرات
المسيرات من اليوم الاول لها حملت شعار السلمية ليس لضعف ولكن لحكمة، محاولات البعض باستخدام أدوات قتالية في مواجهة الاحتلال وسط هذه الحشود الجماهيرية الكبيرة يشكل خطرا على جموع المشاركين في المسيرة، ولذلك على الجميع الالتزام بسلمية المسيرات، لأن هذه السلمية تظهر بشكل واضح أن الاحتلال مجرم وقاتل ويقابل سلمية المسيرات بالقتل واستخدام كل أنواع الأسلحة والذخيرة المحرمة.
هذه المسيرات يجب أن نحافظ على سلميتها حتى تستنفد ما خطط لها من أهداف، صحيح نحن ندفع اثمانا من أرواحنا من شهداء وجرحى وهذا ثمن لمن يريد أن ينال حريته، فالحرية والانعتاق وتحقيق الحقوق لا يمكن له أن يتحقق بلا ثمن وإن طال الزمن.
استخدام القنابل اليدوية من وسط هذا الاكتظاظ الجماهيري وهذا العنفوان السلمي سيشكل خطرا لا تحمد عقباه، لذلك علينا ألا نستعجل الأمور وأن ننتظر حتى استنفاد الجهود وإذا لم تحقق مسيرات العودة السلمية أهدافها ولا اعتقد ذلك، فالأمر أسهل بكثير مما يحاول المندفعون إليه من القاء قنابل يدوية تجاه الاحتلال.
علينا ان نلتزم بسلمية المسيرات وأن نزيد من التحشيد وأن نبدع في وسائل المواجهة نطور بأدواتها لأن ذلك سيكون له الاثر الاكبر وسيحقق الأهداف التي تسعى اليها مسيرات العودة، فأتباع التعليمات أفضل بكثير من الاجتهاد الخاطئ والذي قد يجر على شعبنا الويلات ويعطي الاحتلال مبررا لمزيد من القتل وإن كان يفعل؛ ولكن يجد ما يبرر فعله أمام الرأي العام العالمي.
سلمية المسيرات يجب الحفاظ عليها وابقاء سلميتها عنوانا دون انحراف فلا تستعجلوا فالعمل الجمعي والمتفق عليه وإن أخطأ هو أفضل بكثير من العمل الفردي غير محسوب العواقب، فلنحافظ على سلمية هذه المسيرات وندفع بالمزيد للمشاركة.